في ظل روايات متضاربة من حوض بحيرة تشاد، يبقى مصير زعيم جماعة بوكو حرام، إبراهيم محمدو المعروف بـ"باكورا"، غير محسوم. فقد أعلن جيش النيجر يوم الخميس الماضي أنه تمكن من تحييد باكورا خلال غارة جوية، في حين سارع التنظيم الإرهابي إلى نفي الخبر، مؤكداً أن زعيمه لا يزال على قيد الحياة.
تحليل إعلان النيجر: تأخر ونقص في الأدلة
تأخر إعلان جيش النيجر عن مقتل باكورا يثير التساؤلات. فالجيش أعلن الخبر بعد أسبوع كامل من العملية، التي قال إنها تمت يوم 15 أغسطس، ولم يقدم أي دليل ملموس على مقتل الزعيم. هذا التأخير ونقص الأدلة يضع الإعلان في خانة الشك، خاصةً مع وجود سوابق مماثلة.
في الماضي، أعلنت جيوش المنطقة مراراً مقتل قادة بارزين في بوكو حرام، أبرزهم الزعيم السابق أبو بكر شيكاو، الذي كان يظهر في مقاطع فيديو ساخراً من أنباء مقتله قبل أن يُقتل في مواجهات مع تنظيم داعش. هذه السوابق تجعل الخبراء يدعون إلى الحذر الشديد في التعامل مع مثل هذه الأنباء، خاصةً في ظل غياب أي دليل ملموس.
باكورا: من هو وما هي استراتيجيته؟
تولى باكورا، البالغ من العمر 40 عاماً، قيادة بوكو حرام بعد مقتل الزعيم السابق أبو بكر شيكاو عام 2021. كان باكورا من القادة البارزين في التنظيم، وسبق أن أعلنت النيجر مقتله عام 2020، وهو ما تبين لاحقاً أنه إعلان خاطئ.
نجح باكورا في إعادة تنظيم صفوف الجماعة المشتتة وتنشيطها، معتمداً على استراتيجية جديدة تقوم على الخروج من غابة "سامبيسا" والتوجه نحو بحيرة تشاد. هذه المنطقة الوعرة، بغاباتها ومستنقعاتها، توفر للتنظيم درعاً طبيعية يصعب على الجيوش تعقبها.
نجاحات عسكرية مشكوك فيها:
هجوم قاعدة تشادية: يُعتقد أن باكورا كان وراء الهجوم الدموي على قاعدة عسكرية تشادية في أكتوبر 2024، والذي أسفر عن مقتل 40 جندياً.
جرائم إرهابية: ارتبط اسمه بعملية خطف أكثر من 300 فتاة في نيجيريا عام 2024، بالإضافة إلى تخطيطه لعمليات انتحارية واستهداف مدنيين وعسكريين في المنطقة.
استمرار العنف في نيجيريا رغم الضغط العسكري
في سياق متصل، أعلن الجيش النيجيري عن مقتل 35 مسلحاً في ضربات جوية دقيقة في شمال شرقي البلاد. تأتي هذه العمليات في إطار الجهود المستمرة لحكومة الرئيس بولا تينوبو لاحتواء هجمات المتشددين، لكن العنف لا يزال مستمراً.
فإلى جانب التمرد في الشمال الشرقي، تواجه نيجيريا تحديات أمنية خطيرة بسبب نشاط العصابات المسلحة في مناطق أخرى من البلاد.