وسط تصاعد الضغوط الدولية والمحلية، تتجدد الدعوات لإنهاء الحرب في قطاع غزة، التي دخلت شهرها الثالث والعشرين. في تطور لافت، أدلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتصريحات علنية دعا فيها حركة "حماس" إلى الإفراج عن جميع الرهائن مقابل إنهاء الحرب. هذا التصريح قوبل برد فعل سريع من الحركة، التي أبدت استعدادها لـ"صفقة شاملة" لإنهاء الصراع، بينما تمسكت الحكومة الإسرائيلية بشروطها المعلنة لإنهاء العمليات العسكرية. يستعرض هذا التقرير تفاصيل هذه التطورات وردود الفعل المختلفة، بالإضافة إلى التطورات الميدانية في القطاع.
تصريحات ترمب ورد حماس
في منشور على منصة "تروث سوشيال" يوم الأربعاء، وجه دونالد ترامب دعوة مباشرة إلى حركة "حماس"، مشيرًا إلى أن إطلاق سراح جميع الرهائن البالغ عددهم عشرين رهينة، وليس أعدادًا محدودة، سيؤدي إلى "تغيّر سريع" في الوضع وإنهاء الحرب.
وفي ردها على هذه الدعوة، أصدرت حركة "حماس" بيانًا أكدت فيه استعدادها للوصول إلى "صفقة شاملة" لإنهاء الحرب، تتضمن إطلاق سراح جميع الأسرى. وأشارت الحركة إلى أنها لا تزال تنتظر الرد الإسرائيلي على مقترح الوسطاء الذي وافقت عليه سابقًا. كما أكدت حماس موافقتها على تشكيل "إدارة وطنية مستقلة من التكنوقراط" لإدارة شؤون قطاع غزة بشكل فوري.
موقف إسرائيل وشروط نتنياهو
جاء الرد الإسرائيلي على بيان حماس سريعًا وحاسمًا. فقد وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو البيان بأنه "خدعة"، وكرر تمسكه بالشروط الإسرائيلية لإنهاء الحرب. وأوضح نتنياهو أن إنهاء الحرب ممكن فقط وفقًا لشروط إسرائيل، والتي تشمل "تفكيك أسلحة حماس" و**"السيطرة الأمنية على القطاع"**. هذا الموقف يعكس استمرار التباين الكبير بين الطرفين حول شروط إنهاء الصراع، ويزيد من تعقيد جهود الوساطة.
التطورات الميدانية والإنسانية
في ظل هذه المواقف السياسية، تستمر العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة. كشف رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، عن خطط عسكرية جديدة تتضمن تدمير المباني من الجو باستخدام طائرات مسيّرة تحمل مواد متفجرة بكميات ضخمة. الهدف المعلن لهذه الخطة هو "ترحيل أهل غزة إلى الجنوب".
وفي ساعات ليل الثلاثاء-الأربعاء، كثفت القوات الإسرائيلية استخدام هذه القنابل، خصوصًا في حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة. وتزامن ذلك مع إعلان الجيش الإسرائيلي توقعه بنزوح مليون فلسطيني جراء الهجوم المرتقب على مدينة غزة.
الضغوط المتزايدة على نتنياهو
بعد مرور ما يقرب من 23 شهرًا على بدء الحرب، يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي ضغوطًا متزايدة، سواء من الداخل أو الخارج. ففي الداخل، تظاهر الآلاف في القدس للمطالبة بإنهاء الحرب وإعادة الرهائن المحتجزين. وعلى الصعيد الدولي، تتزايد الأصوات المطالبة بوقف إطلاق النار وإبرام اتفاق لإنقاذ الأرواح في ظل أزمة إنسانية كارثية بلغت حد المجاعة الرسمية في أغسطس.
الخلاصة
على الرغم من التطورات الأخيرة التي تشير إلى استعداد "حماس" لـ"صفقة شاملة"، فإن الفجوة بين مواقف الطرفين لا تزال واسعة. ففي الوقت الذي تبدي فيه الحركة مرونة سياسية، تتمسك الحكومة الإسرائيلية بشروطها الصارمة التي تتضمن نزع سلاح الحركة والسيطرة الأمنية على القطاع. هذا التباين، بالإضافة إلى استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية والخطط الجديدة التي تهدد بتفاقم الأزمة الإنسانية، يلقي بظلال من الشك على أي إمكانية لإنهاء وشيك للحرب.