ads
ads

نزوح أهالي غزة.. النزوح القسري يتفاقم مع تجدد العمليات العسكرية :مأساة مستمرة وظروف معيشية قاسية

أزمة الغذاء بغزة
أزمة الغذاء بغزة

تتواصل مأساة النزوح القسري لأهالي غزة، مع تجدد العمليات العسكرية التي تستهدف أحياء جديدة، وتدفع السكان إلى البحث عن مأوى في مناطق لم تعد آمنة. يواجه السكان ظروفًا معيشية قاسية، تتفاقم مع كل موجة نزوح جديدة. تشهد الأحياء الجنوبية، وتحديدًا الزيتون والصبرة، عمليات نزوح واسعة، يرافقها نزوح مماثل من الأجزاء الشمالية مثل جباليا البلد والنزلة وحي الشيخ رضوان، مما يضع السكان أمام خيارات محدودة ومخاطر متزايدة.

شهادات حية: رحلة العذاب التي لا تنتهي

تتكرر قصص المعاناة بشكل يومي. تصف المسنة وطفة أبو عرمانة، وهي من سكان حي الزيتون، رحلة نزوحها المتكررة بأنها "الأصعب". بعد أن قُصف منزلها في بداية الحرب، نزحت إلى مخيم النصيرات، ثم إلى رفح، ومنها إلى بلدة الزوايدة. وبعد إعلان وقف إطلاق النار المؤقت في يناير الماضي، عادت إلى حي الزيتون لتعيش في خيمة، قبل أن تجبر على النزوح مجددًا تحت القصف.

لم تكن رحلة أبو عرمانة الجديدة أقل قسوة. نزحت مع أبنائها تحت القصف المدفعي والجوي، باحثة عن ملجأ آمن. تنقلت بين منزل شقيقها ومنطقة عسقولة، لكن تجدد القصف في تلك المناطق دفعها إلى رحلة نزوح جديدة نحو دير البلح. واجهت هناك صعوبات بالغة، حيث فوجئت بارتفاع أسعار إيجار الأراضي للنازحين، مما دفعها إلى العودة لمدينة غزة رغم المخاطر، والعيش في خيمة في الشارع.

لم تكن نوال الطويل، التي تعيش في خيمة مجاورة، أوفر حظًا. تصف ليلة نزوحها من حي الزيتون بالصعبة جدًا، حيث تساقطت شظايا القصف على خيمتها، مما دفعها وعائلتها للنزوح إلى منطقة عسقولة التي تعرضت للقصف أيضًا. وبعد رحلة شاقة، اضطرت إلى العودة لمدينة غزة بسبب عدم قدرتها على دفع إيجار الأراضي في وسط القطاع، لتعيش في خيمة في الشارع.

ظروف معيشية مأساوية وتحديات متزايدة

يواجه النازحون ظروفًا معيشية مروعة في الخيام. تصف نوال الطويل حياتها بأنها "في وسط الشارع"، مع ارتفاع درجات الحرارة وانتشار الحشرات، ونقص حاد في المياه الصالحة للشرب والاستخدام الآدمي. تتفاقم الأوضاع مع ارتفاع تكاليف النزوح، حيث يطلب أصحاب الأراضي إيجارًا مقابل السماح للنازحين بالبقاء فيها، مما يزيد من الأعباء المالية على الأسر التي فقدت كل شيء.

تصاعد الضغط العسكري واستراتيجية التهجير

تستخدم القوات العسكرية الضغط الميداني لإجبار السكان على النزوح إلى مناطق محددة، بهدف دفعهم نحو الجنوب، وتحديدًا منطقة المواصي التي تُوصف بأنها "منطقة إنسانية" رغم تعرضها المتكرر للاستهداف. تتجه العمليات العسكرية الحالية إلى الحدود الجنوبية والشمالية لمدينة غزة، في محاولة لدفع السكان إلى غرب المدينة على الساحل، لتسهيل عملية نزوحهم القسري جنوبًا.

يشير المواطن حسين كرسوع، الذي نزح تحت القصف المكثف، إلى أن النزوح الحالي هو الأصعب بسبب الظروف الاقتصادية المتدهورة ونقص المواصلات. ويُقدر مدير بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في إسرائيل والأراضي الفلسطينية، جوليان ليريسون، أن أكثر من 80% من مناطق غزة تأثرت بأوامر الإخلاء، مؤكدًا أن "إرغام المدنيين على الانتقال مجددًا إلى منطقة أصغر أمر غير معقول"، وأن القانون الدولي الإنساني يضمن حماية المدنيين سواء بقوا أو غادروا.

تتواصل خطط التهجير، حيث تسعى بعض الأطراف إلى إجبار سكان غزة على النزوح عبر الحدود الجنوبية إلى دول أخرى، وهو ما يرفضه السكان بشدة. تؤكد نوال الطويل أنها لن تهاجر من غزة، لأنها لا تستطيع التأقلم في أي مكان آخر، مشددة على أن "بلادنا تظل بلادنا وما بنرتاح إلا فيها".

تُلقي هذه الظروف الصعبة بظلالها على الوضع الإنساني في القطاع، مع استمرار النزوح وتكراره، مما يزيد من معاناة السكان الذين باتوا "منهكين تمامًا"، ويحتاجون إلى الإغاثة لا مزيد من الخوف.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
بث مباشر مباراة مصر وتونس (0-1) الودية في كأس العرب | نهاية المباراة