ads
ads

إيكونوميست: انتفاضة ضد نظام الشرع قد تلوح في الأفق

أحمد الشرع
أحمد الشرع

نشرت مجلة "إيكونوميست" تقريرًا سلطت فيه الضوء على التوترات المتصاعدة في الساحل السوري، خصوصًا في محافظة اللاذقية، التي تُعد المعقل التاريخي للطائفة العلوية، في ظل مؤشرات على تبلور معارضة داخلية ضد القيادة الجديدة في دمشق.

هدوء خادع فوق جراح مفتوحة

وبحسب التقرير، تسود طرق اللاذقية المتعرجة حالة هدوء ظاهري يخفي خلفه توترات متراكمة. ففي آذار/ مارس الماضي، شهدت المحافظة مجازر مروعة نفّذتها قوات موالية للحكومة، أسفرت عن مقتل أكثر من 1500 شخص عقب محاولة تمرد قاده مسلحون علويون. وقد أعاد هذا الحدث الدموي فتح ملف الانقسامات الطائفية التي لطالما حرص كثيرون على تجاهلها.

علويون مهمَّشون بعد سقوط نظام الأسد

وأوضحت المجلة أن الطائفة العلوية، التي انحدر منها نظام بشار الأسد وكبار أركانه سابقا، باتت تتحمل الجزء الأكبر من تبعات التغييرات الاقتصادية والسياسية، بما في ذلك:

تسريحات واسعة في أجهزة الدولة الجديدة

خفض الدعم وانهيار الخدمات

تدهور البنية التحتية في اللاذقية

بطالة جماعية بين موظفي الدولة والجيش

ويقول رجل أعمال علوي في دمشق: "يشعرون وكأنهم لم يعودوا جزءًا مما يحدث في البلد".

نزوح واسع وقلق أمني

وفق التقرير، فرّ ما لا يقل عن 25 ألف علوي إلى لبنان، بينهم آلاف العسكريين السابقين، بينما توجه آخرون إلى دول بعيدة مثل إندونيسيا. أما من بقوا في سوريا، فغالبًا ما يلتزمون منازلهم ليلًا تجنبًا للملاحقات، ويختبئ بعضهم في التلال والكهوف والمزارع النائية.

قيادات جديدة وصراع داخل البيت العلوي

تذكر "إيكونوميست" أن انهيار سلطة الأسد أوجد فراغًا داخل الطائفة، ما سمح ببروز شخصيات مؤثرة جديدة. ففي أواخر تشرين الثاني/ نوفمبر، قاد رجل الدين المتشدد غزال غزال احتجاجات واسعة بعد جريمة قتل ذات طابع طائفي، ودعا إلى إنشاء منطقة علوية ذات حكم ذاتي.

الفكرة قوبلت برفض سريع من دمشق، التي ترى في أي حديث عن الفيدرالية مقدمة لتقسيم البلاد. بعض العلويين طالبوا بحماية دولية، فيما يبحث آخرون عن الاندماج مجددًا في الدولة. يقول معلم علوي سابق من دمشق: "نريد فقط أن نكون جزءًا من البلاد مرة أخرى".

دعوات لحمل السلاح… وتمرد يطبخ بصمت

وتشير المجلة إلى أن الشهور الأخيرة شهدت تصاعد دعوات سرية لحمل السلاح بين آلاف الضباط العلويين السابقين. أحد التسجيلات الصوتية المتداولة، والتي استعرضتها "إيكونوميست"، يتحدث عن خطط لتقسيم العناصر إلى خلايا نائمة ووحدات هجومية.

وبحسب ضباط سابقين، يعود التسجيل إلى محمد جابر، قائد ميليشيا بارز في عهد الأسد، ويُعتقد أنه وشقيقه أحمد جزء من شبكة تستعد لإشعال تمرد ضد الرئيس الجديد أحمد الشرع—الجهادي السابق الذي تسلّم السلطة بعد سقوط النظام السابق.

ويؤكد ضباط فروا إلى الخارج أن جابر تواصل معهم عارضًا رواتب للانضمام إلى المشروع الجديد. كما أشارت المجلة إلى وجود فصيل آخر مرتبط بالجنرالين السابقين سهيل الحسن وكمال الحسن، اللذين انتقلا إلى موسكو عقب انهيار سلطة الأسد.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
وزير الخارجية: معبر رفح مفتوح على مدار الساعة من الجانب المصري.. ولن نقبل بتقسيم غزة