تصاعدت حدة الخطاب الإسرائيلي تجاه سوريا بعد تصريح لوزير الشتات الإسرائيلي عميحاي شيكلي، قال فيه إن الحرب مع سوريا باتت "حتمية"، وذلك على خلفية تسجيلات حديثة لجنود سوريين يرددون هتافات مؤيدة لغزة خلال فعالية عسكرية.
وأتى تصريح شيكلي، المنتمي لحزب "الليكود"، عبر منصة "إكس"، حيث نشر تدوينة مقتضبة أرفقها بخبر يتناول الهتافات الصادرة عن جنود سوريين في مسيرة احتفالية نظمت الاثنين بمناسبة الذكرى الأولى لـ"عيد التحرير". وقد اعتُبر ذلك الموقف تعبيرًا عن قلق داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية من تصاعد المزاج العدائي في صفوف الجيش السوري.
وبالرغم من أن دمشق لم تُظهر، وفق التقديرات الإسرائيلية، أي تهديد عسكري مباشر في المرحلة الراهنة، تواصل إسرائيل تنفيذ غارات جوية وتوغلات داخل الأراضي السورية، ما أدى خلال الأشهر الأخيرة إلى سقوط قتلى وجرحى وتدمير مواقع عسكرية ونقاط مراقبة.
وأصيب ثلاثة سوريين برصاص القوات الإسرائيلية خلال توغل ليلي في بلدة خان أرنبة بريف القنيطرة، وذلك بعد أيام من قصف جوي عنيف في 28 تشرين الثاني/نوفمبر أدى إلى استشهاد 13 سوريًا وإصابة آخرين في بلدة بيت جن، إثر اشتباك وقع أثناء محاولة الأهالي منع القوات الإسرائيلية من التقدم داخل المنطقة.
وتعيش المحافظات الجنوبية حالة احتقان متصاعد نتيجة ما تصفه دمشق بـ"الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة"، والتي أصبحت شبه يومية خلال الأسابيع الأخيرة. وتؤكد الحكومة السورية أن هذه الانتهاكات تمثل خرقًا لاتفاقية فصل القوات لعام 1974، وهي الاتفاقية التي أعلنت إسرائيل انهيارها عقب سقوط النظام السوري في 8 كانون الأول/ديسمبر 2024.
وفي سياق متصل، كشفت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي عن نقاشات داخل الأجهزة الأمنية تناولت ما وصفته بـ"خطورة" تسجيلات الجنود السوريين، التي ظهر فيها عناصر يشيرون إلى إسرائيل بوصف "العدو" ويرددون هتافات من بينها:
– "غزة، غزة، شعار النصر والصمود"
– "جئت إليك يا عدوي لأصنع من دمائك ذخيرة"
– "غزة رمز احتلال ودمار"
ونقلت الإذاعة عن مسؤولين أمنيين، لم تذكر أسماءهم، أن المؤسسة الأمنية تتعامل مع النظام السوري "بمبدأ الشك والريبة"، مشيرة إلى أن تل أبيب قد تتجه لاتخاذ خطوات دبلوماسية أبرزها توجيه رسائل سياسية حادة لدمشق والمطالبة بإعلان موقف رسمي من التسجيلات.