ads
ads

روائي جزائري بارز يهاجم نجيب محفوظ ويطعن في مصداقية نوبل ويتوقع فوز صنصال بالجائزة

جائزة نوبل
جائزة نوبل

الجزائر – فجّر الروائي الجزائري المعروف رشيد بوجدرة موجة واسعة من الجدل، عقب تصريحات حادة طعن فيها في مصداقية جائزة نوبل للآداب، وهاجم خلالها الروائي المصري الراحل نجيب محفوظ، معتبراً أنه لا يستحق الجائزة من الأساس، ومُرجعاً فوزه بها إلى اعتبارات سياسية لا أدبية.

وخلال حوار تلفزيوني، اعتبر بوجدرة أن جائزة نوبل «ذات خلفية سياسية وإيديولوجية»، ولا تُمنح – بحسب رأيه – بناءً على القيمة الأدبية الخالصة، بل لمن يقدم «خدمات» تتماشى مع الرؤية الغربية. وفي هذا السياق، توقع أن يفوز الكاتب الجزائري بوعلام صنصال بالجائزة مستقبلاً، مرجعاً ذلك إلى ما وصفه بالدعم الخارجي الذي يحظى به.

هجوم مباشر على نجيب محفوظ

الجزء الأكثر إثارة في تصريحات بوجدرة كان هجومه المباشر على نجيب محفوظ، الحائز على نوبل للآداب عام 1988، إذ وصفه بأنه «كاتب بسيط ومتوسط وشعبي»، وذهب أبعد من ذلك بقوله إنه «كاتب للمراهقين»، على حد تعبيره.

وقال بوجدرة إن محفوظ، من وجهة نظره، «لم يقدم تجديداً تقنياً أو نفسياً حقيقياً في الرواية»، معتبراً أن أعماله تفتقر إلى العمق الفني والتحليل النفسي الذي يرى أنه أدخله بنفسه إلى الرواية العربية، سواء من خلال البناء الفني أو مقاربة موضوعات الجنس والحداثة والأسئلة النفسية المعقدة.

وربط الروائي الجزائري بين فوز محفوظ بنوبل والسياق السياسي لتلك المرحلة، معتبراً أن الجائزة جاءت بعد اتفاقيات كامب ديفيد، واصفاً منحها لمحفوظ بأنه «تزكية سياسية» أكثر منه تتويجاً أدبياً. وهو طرح قديم يتجدد بين الحين والآخر، رغم تشكيك كثيرين في صحته بسبب الفاصل الزمني بين الاتفاقية ومنح الجائزة.

نوبل… جائزة سياسية لا أدبية؟

وأكد بوجدرة أن نوبل «ليست استثناء» في عالم الجوائز الأدبية، بل تخضع – حسب رأيه – لموازين القوى والاعتبارات السياسية قبل الأدبية، مشيراً إلى أن الساحة العربية والعالمية تزخر بكتاب كبار لم ينالوا الجائزة رغم استحقاقهم. وذكر من بين الأسماء العربية الكاتب المصري الراحل جمال الغيطاني، معتبراً أنه كان أحق بالجائزة من محفوظ.

وشدد على أن الجائزة «غربية بامتياز»، ولا تُمنح إلا لمن ينسجم مع المنظومة الغربية أو يخدم سردياتها الثقافية والسياسية، مؤكداً أنه يرفض المساومة على مواقفه الفكرية، حتى لو كلّفه ذلك الإقصاء من الجوائز الكبرى.

صنصال والسجال الإيديولوجي

وفي حديثه عن بوعلام صنصال، رأى بوجدرة أن سجنه السابق في الجزائر منحه حضوراً دولياً أكبر، وأسهم في زيادة الاهتمام به في الأوساط الثقافية الغربية، ما انعكس – بحسبه – في توالي الجوائز والتكريمات. واعتبر أن العفو عنه كان خطوة موفقة، لأنها نزعت ذرائع استُخدمت لمهاجمة الجزائر واتهامها بعداء الحريات.

وأوضح بوجدرة أن الخلاف بينه وبين صنصال إيديولوجي بالأساس، قائلاً: «أنا يساري وهم يمينيون، وأنا أقول الحقيقة كما أراها»، في إشارة إلى تباين المرجعيات الفكرية بين الطرفين.

جدل يتجاوز الأدب

وأعادت تصريحات بوجدرة فتح نقاش قديم حول العلاقة بين الأدب والسياسة، ومعايير منح الجوائز العالمية، وحدود النقد الأدبي عندما يتحول إلى هجوم مباشر على رموز أدبية كبرى بحجم نجيب محفوظ.

وبين من رأى في كلامه قراءة نقدية صادمة لكنها مشروعة، ومن اعتبرها تجاوزاً يمس أحد أعمدة الرواية العربية الحديثة، يبقى الجدل مفتوحاً حول سؤال جوهري: هل تُمنح الجوائز الكبرى للأدب وحده، أم أن السياسة تظل شريكاً خفياً في صناعة المجد الثقافي العالمي؟

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً