لا تزال أصداء الوثائق السرية التي أفرجت عنها المحكمة الفيدرالية في نيويورك تلقي بظلالها على الساحة السياسية والإعلامية في الولايات المتحدة، حيث كشفت الأوراق الرسمية عن تورط أسماء بارزة من مشاهير وسياسيين في شبكة العلاقات المعقدة للملياردير الراحل جيفري إبستين، المتهم بجرائم جنسية واسعة النطاق.
كلينتون في قلب العاصفة
تصدر اسم الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون العناوين بعد ورد ذكره في الوثائق أكثر من خمسين مرة. ورغم أن ممثلي كلينتون أكدوا انقطاع علاقته بإبستين منذ عام ألفين وخمسة، إلا أن 'نيويورك بوست' سلطت الضوء على تفاصيل مثيرة تم العثور عليها سابقاً في منزل إبستين بمانهاتن، تمثلت في لوحة فنية غريبة للرئيس الأسبق يظهر فيها مرتدياً فستاناً أزرق وحذاءً نسائياً، وهو ما اعتبره مراقبون إشارة رمزية لقضية مونيكا لوينسكي الشهيرة.
وفي سياق متصل، نقلت شبكة 'فوكس نيوز' عن شهادة بطلة السباحة السويدية السابقة 'يوهانا سيوبيرغ' زعمها أن إبستين صرح أمامها في إحدى المرات بأن 'كلينتون يحب الفتيات الصغيرات'، وذلك ضمن الدعوى القضائية المرفوعة ضد شريكة إبستين، غيسلين ماكسويل، التي تقضي حالياً عقوبة بالسجن عشرين عاماً.
كلينتون
أسرار قد تقلب الموازين
من جانبه، أثار 'مارك إبستين'، شقيق الملياردير الراحل، جدلاً جديداً بتصريحات لصحيفة 'واشنطن بوست'، كشف فيها أن شقيقه ادعى في عام ألفين وستة عشر امتلاكه معلومات حساسة عن المرشحين الرئاسيين آنذاك، دونالد ترامب وهيلاري كلينتون. ونُقل عن إبستين قوله لشقيقه: 'إذا كشفت عما أعرفه عن كلا المرشحين، فسيضطرون لإلغاء الانتخابات'، دون أن يوضح طبيعة تلك المعلومات قبل انتحاره في سجنه عام ألفين وتسعة عشر.
قائمة المئة وسبعين
تضمنت الوثائق المعلن عنها أسماء نحو مئة وسبعين شخصاً، شملت إفادات من الضحية فيرجينيا جيوفري وشريكة إبستين المدانة ماكسويل. وأشارت المحكمة إلى أن ظهور الأسماء في الوثائق لا يعني بالضرورة إدانة أصحابها بمخالفات قانونية، لكنه يوضح حجم الاختراق الذي حققه إبستين لدوائر النخبة العالمية.
يُذكر أن وزارة العدل الأميركية كانت قد خلصت في منتصف عام ألفين وثلاثة وعشرين إلى أن انتحار إبستين في محبسه كان نتيجة 'إهمال' من طاقم السجن، مما أدى لغلق ملف محاكمته جنائياً، وفتح الباب أمام التسريبات القضائية التي تتوالى فصولاً حتى اليوم.