أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، أن البرنامج الصاروخي الإيراني “غير قابل للتفاوض أو المساومة”، مشددًا على أنه صُمّم وطُوّر حصريًا لأغراض دفاعية، ويهدف إلى حماية سلامة الأراضي الإيرانية وضمان أمنها القومي.
وأوضح بقائي، في تصريحات صحفية أدلى بها اليوم الإثنين، أن القدرات الصاروخية الإيرانية تتمتع بطابع ردعي، وقد تشكّلت لمنع أي عدوان محتمل، معتبرًا أن المساس بها أو إدراجها على طاولة التفاوض “أمر مرفوض”. وأضاف أن هذه القدرات الدفاعية لا تستهدف أي دولة، بل تأتي في إطار حق إيران المشروع في الدفاع عن نفسها.
وفي سياق إقليمي أوسع، قال بقائي إن “المقاومة ظاهرة متجذّرة وستبقى حية ما دام الاحتلال قائمًا”، معتبرًا أن المنطقة لا تزال تعاني من “معضلة مزمنة” تتمثل في استمرار الاعتداءات الإسرائيلية بمختلف أشكالها. وأضاف أن هذه الجرائم، على حد وصفه، تزيد من مسؤولية المجتمع الدولي وكل إنسان في العالم للعمل على كبحها ووقفها.
وعلى صعيد آخر، رد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية على بيان صادر عن مجلس أوروبا، تضمّن اتهامات لطهران بـ”التواطؤ” في الحرب الأوكرانية، واصفًا هذه المزاعم بأنها “ادعاءات متكررة لا أساس لها”. وأكد أن إيران، منذ بداية الأزمة الأوكرانية، شددت على أن الحل يجب أن يكون عبر الحوار، ونفت مرارًا أي تدخل لها في هذه الحرب.
وقال بقائي إن مطالبة أي دولة بقطع علاقاتها مع روسيا لمجرد وجود تعاون أو علاقات سياسية معها “أمر غير منطقي تمامًا”، مشيرًا إلى أن العلاقات بين إيران وروسيا لا تعني بأي حال من الأحوال العداء تجاه دول أخرى. ودعا الدول الأوروبية إلى مراجعة سياساتها، وتحمل مسؤولية ما وصفه بتعريض أمن أوروبا للخطر نتيجة “السياسات العدائية” التي ينتهجها حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بدلًا من توجيه الاتهامات إلى أطراف أخرى.
وفي رده على اتهامات إسرائيلية لطهران بالضلوع في مقتل عالم نووي إسرائيلي، قال بقائي إن “المجرمين يقيسون الآخرين على أفعالهم”، معتبرًا أن إسرائيل، التي تمتلك — بحسب تعبيره — سجلًا حافلًا باغتيال مواطني دول أخرى، تسارع إلى اتهام أطراف خارجية كلما وقع أي حادث.
وتأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه المنطقة توترًا متزايدًا، وسط تقارير غربية وإسرائيلية عن تسريع إيران إعادة بناء قدراتها الصاروخية، وتصاعد الجدل الدولي حول دور طهران الإقليمي وعلاقاتها مع موسكو، في ظل استمرار الحرب في أوكرانيا والتصعيد في الشرق الأوسط.