أعلن علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية، أن طهران تعارض «بشدة» ما وصفه بـ«مشروع الرئيس الأميركي دونالد ترمب» في منطقة القوقاز، وذلك عقب اتفاق رعته واشنطن بين أرمينيا وأذربيجان لإنشاء ممر عبور جديد.
وجاءت تصريحات ولايتي خلال استقباله السفير الأرميني لدى طهران، غريغور هاكوبيان، حيث بحث الجانبان آخر المستجدات الإقليمية، ولا سيما تطورات الأوضاع في جنوب القوقاز.
وكانت أرمينيا وأذربيجان قد وقعتا، في أغسطس (آب) الماضي، اتفاقاً في البيت الأبيض برعاية الرئيس الأميركي دونالد ترمب، يهدف إلى إنهاء عقود من النزاع بين البلدين. وينص الاتفاق على إنشاء «منطقة عبور» عبر الأراضي الأرمينية تربط أذربيجان بجيب نخجوان التابع لها غرباً، على أن يحمل الممر اسم «طريق ترمب للسلام والازدهار الدوليين»، والمعروف أيضاً بـ«ممر تريب»، مع منح الولايات المتحدة حقوق تطويره، وهو ما يُشار إليه كذلك باسم «ممر زنغزور».
ونقلت وكالة «إيسنا» الإيرانية عن ولايتي قوله إن ما يُعرف بـ«مشروع ترمب» لا يختلف عملياً عن «ممر زنغزور»، معتبراً أن التغيير اقتصر على التسمية فقط، في حين يجري الترويج له عبر دخول شركات أميركية إلى أرمينيا.
وأوضح أن إيران عارضت منذ البداية مشروع ممر زنغزور، لرفضها أي تغيير في الحدود أو أي تطورات من شأنها تهديد أمنها الإقليمي، مؤكداً أن طهران أعلنت موقفها الرافض «سواء بمشاركة روسيا أو من دونها»، حتى في الفترات التي كانت فيها موسكو منشغلة بالحرب في أوكرانيا.
وأشار ولايتي إلى أن هذا الممر كان من شأنه فتح الطريق أمام وجود محتمل لحلف شمال الأطلسي (ناتو) شمال إيران، بما يشكل تهديداً مباشراً لأمن شمال إيران وجنوب روسيا. وحذر من أن «الولايات المتحدة تبدأ عادةً الدخول إلى المناطق الحساسة عبر مشاريع اقتصادية، قبل أن يتوسع حضورها ليأخذ أبعاداً عسكرية وأمنية».
ومنذ الإعلان عن الاتفاق، توالت المواقف الإيرانية المنددة بمشروع «ممر تريب»، إذ اعتبره مسؤولون ونواب إيرانيون «خطاً أحمر» يمس أمن الحدود والسيادة الإقليمية. وكان ولايتي قد وصف المشروع سابقاً بأنه «مؤامرة» تهدد أمن جنوب القوقاز.
وعقب توقيع الاتفاق بأسبوع، زار الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان العاصمة الأرمينية يريفان، وأجرى محادثات مع رئيس الوزراء نيكول باشينيان للاطلاع على تفاصيل الاتفاق. وفي حين قلل وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي من حدة الانتقادات الداخلية، مؤكداً أن الاتفاق «يحترم المواقف المبدئية لإيران»، أبدى في الوقت نفسه قلقه من احتمال وجود شركات أميركية، مشدداً على أن طهران ستواصل متابعة التطورات عن كثب.