وصف رئيس المجلس السيادي في السودان عبد الفتاح البرهان، اليوم الأربعاء، ما حصل أمس في البلاد تمردا، مؤكدا أن الدولة العميقة موجودة بكل مكان في السودان.
وأكد البرهان احتواء عملية التمرد بأقل الخسائر الممكنة، كاشفا النقاب عن عرض السلطات على هيئة العمليات التابعة لجهاز المخابرات الانضمام للجيش.
كما أكد البرهان معالجة كل المسائل المالية للمتمردين، معربا عن اعتقاده أن الأمر مخطط ومحضر مسبقا.
وأضاف البرهان، خلال مقابلة مع التلفزيون السوداني، أن الجيش السوداني استولى على مدرعات وأسلحة مضادة للطائرات من المتمردين، مشيرا إلى أن صلاح قوش اعتقد أن جهاز المخابرات ملكه وهو لحمايته.
وقال "حاولنا إخراج المواطنين وحذرنا المتمردين قبل عملية الاقتحام"، موضحا أن أي استخدام للأسلحة كان سيؤدي إلى ضحايا في صفوف المدنيين.
وتابع "أصدرنا تعليمات منذ أكثر من شهر لاستلام هذه المواقع"، لافتا إلى أن التأخير في حسم الوضع ناتج عن حساسية وسط الخرطوم والمطار.
إلى ذلك كشف عن محاولات توحيد القوى السياسية والعسكرية لإعادة الثقة.
وأكد البرهان أنه تشكلت لجنة مشتركة للتحقيق في التمرد، مشددا على أن السلطات تعرف مصدر الأسلحة "وسنحاسب الجهة المتورطة في إخفائها"، نافيا وجود أسلحة خارج سلطة الدولة.
وقال رئيس المجلس السيادي في السودان إن هناك أطرافا عدة تحاول عرقلة مسيرة الثورة في السودان، مشيرا إلى التحري دوما عمن يقف خلف المسيرات منعا للإخلال بأمن البلاد.
يذكر أن العاصمة السودانية الخرطوم، شهدت أمس الثلاثاء، أحداث عنف بعد وقوع إطلاق نار في مقار جهاز المخابرات، وتم القبض على مجموعة من الجنود المتمردين من هيئة العمليات التابعة للاستخبارات.
وأشارت المعلومات إلى أن شرارة الأزمة بدأت بحالة احتجاج من قبل بعض منسوبي هيئة العمليات التابعة للجهاز، بسبب عدم رضاهم عن المستحقات التي صرفت لهم، بعد قرار إحالتهم للتقاعد ضمن إطار إعادة هيكلة جهاز المخابرات.
وبدأت التوترات منذ صباح أمس الثلاثاء في عدد من مقرات هيئة العمليات على رأسها مقرهم بحي كافوري في مدينة بحري شمال الخرطوم، ومقرهم بحي الرياض وسط الخرطوم، إلى جانب مقرات الهيئة في سوبا جنوب شرقي العاصمة ومدينة الأبيض غرب السودان.
وأدت هذه التطورات في الوضع الأمني إلى إغلاق المجال الجوي أمام حركة الطيران الداخلي والعالمي، وألغت بدورها عددا من شركات الطيران رحلاتها.