تتبدل أدوار اللاعبين الإقليميين والدوليين، دون أن تلوح في الأفق حلول تنهي معاناة الشعب السوري حيث قتل في هذه الحرب الطويلة 384 ألف مدني، فيما شرد نصف سكان سوريا، البالغ عددهم أصلًا 23 مليون نسمة، بين النزوح الداخلي واللجوء خاصة تركيا.
وتظهر أحدث الخرائط أن القوات الحكومية السورية تسيطر على نحو 64% من مساحة البلاد، بما في ذلك العاصمة دمشق، والمنطقة الساحلية التي تعد معقل الرئيس بشار الأسد، بينما تسيطر قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من واشنطن، على نحو 26% من مساحة البلاد، في حين تسيطر تركيا والمعارضة المدعومة منها على نحو 10% من مساحة سوريا البالغة 185 ألف كيلومتر مربع.
فيما تحتفظ القوات الروسية بأكبر قاعدة لها في منطقة حميميم في ريف اللاذقية، وكذلك قاعدة طرطوس البحرية، ويمتد الحضور الروسي إلى مختلف المناطق السورية بما في ذلك مناطق في شرق الفرات تحتفظ فيها الولايات المتحدة الأمريكية بقواعد عسكرية مع نحو 600 جندي، وهو ما أدى إلى 'تعايش استثنائي' بين الروس والأمريكان.
وفي سياق ذلك، كشفت مؤامرة جديدة من قبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد تم طبخها في زيارته الأخيرة لروسيا قد سمحت موسكو بها مقابل الخروج التام لأمريكا من سوريا بشكل حقيقي، وهي منح إسرائيل 216 ألف فدان على حدود سوريا من الأراضي الموجودة تحت يد تركيا.
وأكد ذلك دون التطرق لأمر زيارة روسيا الأخيرة الإعلامي نشأت الديهي مقدم برنامج بالورقة والقلم، حيث قال إنه في عام 2005 أصدر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حينما كان رئيس الوزراء التركي، قرارًا بهذا المنح دون التوقيع النهائي وقد طالبته إسرائيل به مجددا.
وأذاع مقدم برنامج 'بالورقة والقلم'، فيديو لزعيم المعارضة التركية كمال أوغلو، قال خلاله إن أردوغان منح إسرائيل 216 ألف فدان في 2005 وأفشلنا الصفقة.
وقال 'أوغلو'، 'أصدر مجلس الوزراء التركي قرارًا رقم 9076 لعام 2005، وكان أردوغان وقتها رئيس الوزراء، وكانوا يطهرون الحدود السورية من الألغام، وأعطوها لإسرائيل لمدة 49 عامًا، 216 ألف فدان من الأراضي'.
بالصوت و الصورة :
مساعد اردوغان يفضح مخطط تركيا و اسرائيل و القدس pic.twitter.com/zn5v2tmghV
— معالي / موجز الأخبار 🇸🇦 (@KSA24) May 21, 2018وأوضح رئيس حزب الشعب أن 'أردوغان لم يتراجع عقب هذا الإلغاء، وقال طالما أنتم قد ألغيتم هذا، إذن فأنا سأصدر قانونًا، وقام بتعديل قانون من أجل إعطاء الـ 216 ألف فدان على الحدود السورية لإسرائيل لمدة 49 عامًا، وحتى لا يستطيع مجلس الدولة إلغاء القرار، ونحن ماذا فعلنا؟ ذهبنا للمحكمة الدستورية، وألغيناه مجددًا. وفي النهاية من فاز؟ فازت تركيا'.
وعقب ذلك التنويه توصلت أهل مصر إلى مصادر تركية قد أفشت هذا المخطط بعد اعتراضات من الداخل السوري تلك المرة وليست المعارضة التركية التي قمعت بالكامل عقب الانقلاب الوهمي للرئيس الديكتاتور أردوغان.
وتوقعت المصادر أن هذا الاتفاق جرى خلال الاجتماع الأمني الأميركي – الروسي – الإسرائيلي الذي انعقد في القدس الغربية يوم الاثنين الذي سبق زيارة أردوغان لروسيا بشكل سري.