طلب رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي الصفح من فقراء بلاده مع تفاقم الثمن الاقتصادي والإنساني للحجر الصحي العام في البلاد، وتصاعد الانتقادات لغياب التخطيط المناسب قبل الحجر.
وقال مودي في كلمة وجهها لشعبه عبر الراديو اليوم الأحد: "أود أولا أن أطلب الصفح من كل أهل بلادي"، مضيفا أن الفقراء سيفكرون بالتأكيد "أي رئيس وزراء هذا الذي عرضنا لهذه المتاعب الهائلة؟"، وحث المواطنين على استيعاب أنه لم يكن هناك خيار آخر.
وتابع: "الخطوات التي اتخذت حتى الآن... ستمكن الهند من النصر على كورونا".
وكان مودي قد أعلن الثلاثاء فرض حجر صحي عام في الهند يستمر 21 يوما للحد من انتشار كورونا.
لكن القرار كان له وقع الصاعقة على ملايين الهنود الفقراء لأنه ترك الكثيرين منهم جوعى، وأجبر عشرات الألوف من المهاجرين العاطلين على الفرار من المدن والسير مئات الكيلومترات عائدين إلى القرى التي جاؤوا منها.
وارتفعت حالات الإصابة المؤكدة بكورونا في الهند اليوم الأحد إلى 979 حالة بما فيها 25 حالة وفاة.
وكانت حكومة مودي قد أعلنت الخميس عن برنامج تحفيز اقتصادي قيمته 22.6 مليار دولار لتوفير دعم مالي مباشر ومساعدات غذائية للفقراء، لكنها مع ذلك لم تقدم أي إيضاح بشأن خططها المستقبلية.
وحذر أبيجيت بانيرجي وإستر دوفلو وهما اثنان من ثلاثة فازوا بجائزة نوبل في الاقتصاد عام 2018، من أنه بدون المزيد من المساعدات للفقراء "ستتحول أزمة الطلب إلى انهيار اقتصادي ولن يكون أمام الناس سوى العصيان".
وهناك تأييد واسع للإجراءات المتخذة لتجنب كارثة يتسبب فيها فيروس كورونا في الهند التي يبلغ تعداد سكانها 1.3 مليار نسمة وتعاني من ضعف نظام الرعاية الصحية العام، لكن زعماء المعارضة ومحللين وبعض المواطنين ينتقدون بشكل متزايد تطبيق تلك الإجراءات.