تمر علينا اليوم ذكرى نصر أكتوبر 47، تلك الذكرى التي تشعر المصريين بالفخر والعزة، يوم أن انتصر الجيش المصري على العدو اليهودي، واسترد أرض سيناء الحبيبة.
وقد تناول الفن هذه الحرب من عدة جوانب من خلال الأعمال السينمائية والتليفزيونية والمسرحية، بل والإذاعية، فهناك أعمال ناقشت هزيمة 67، وأخرى شرحت أبعاد حرب الاستنزاف، وأخرى تناولت حرب أكتوبر وعبور خط برليف، وشارك في هذه الأعمال مجموعة من الفنانين، اللذين اعتبرو أن المشاركة في هذه الأعمال بمثابة واجب وطني لا يمكن التخلي عنه، ولكن من بين هؤلاء النجوم نجوما جسدوا شخصيات الجنرالات الإسرائيلية في حرب أكتوبر، ذلك التحدي الذي خاضه مجموعة من النجوم، فبين صعوبة التجربة، ووضعهم في مرمى بغض الجمهور، خاض هؤلاء النجوم التجربة وأجادوا فيها، حيث أن بعض المشاهدين ظنوا أنهم يهود أصليين.
وفي السطور القادمة نعرض عليكم أبرز من قدم أدوار اليهود في الأعمال الوطنية.
شارك الفنان محي إسماعيل في فيلم 'الرصاصة لا تزال في جيبي'، الذي يعد من العلامات البارزة في السينما، ومن أفضل ما قدم عن حرب أكتوبر، حيث جسد شخصية الجنرال اليهودي، الذي كبل الأسرى المصريين، وأجبرهم على الجلوس وقام بقتلهم، وقد أجاد إسماعيل في إبراز كم الحقد داخل اليهود تجاه المصريين، ومن الطريف أن المشير محمد الجمسى، حينما حضر العرض الخاص للفيلم، ظن إن محي إسماعيل يهودي بالفعل، وقال له 'أداؤك التمثيلي استفزني وفكرت أقتلك وخاصة بعد المشهد الذي أطلقت فيه الرصاص على الأسرى المصريين'.
محى اسماعيل
جسد الفنان محمود قابيل، شخصية الجنرال اليهوي قائد المدمرة إيلات المقدم اسحق شيشان، من خلال فيلم يوم للكرامة، الذي تم انتاجه عام 2004، وبرع قابيل في تجسيد هذه الشخصية، من خلال إظهار روح التعالى داخل الجنود الإسرائيليين، وظنهم أنهم لن يغلبوا، ولن يستطيع المصريون هزيمتهم، وساعد قابيل على الاجادة في هذا الدور، كونه أحد أبطال حرب أكتوبر، حيث أنه كان ضمن دفعة 49 حربية واسمها دفعة الشهيد اللواء المسيري، والتحق بها عام 64، وعانى نفس المعاناة والآلام، وتذوق معهم نفس الفرحة.
يوم للكرامه
اشترك الفنان إياد نصار في الملحمة الوطنية في الفيلم السينمائى 'الممر'، حيث جسد شخصية 'ديفيد' الضابط الاسرائيلى المصاب بالغرور، والذي يعتقد أنه لا قوة على الأرض تستطيع أن تهزم إسرائيل، ولا أحد يستطيع أن ينتزع سيناء من أيديهم، وأظهر نصار كم الغل والحقد داخل هذا الشخص، وكم الانكسار والذل الذي دب داخله بعد هزيمتهم وازاحتهم، ورفع علم مصر فوق أرض سيناء.
وبعد عرض الفيلم على التليفزيون المصري، تصدر إياد نصار محركات البحث على مواقع التواصل الاجتماعي، وتعرض لشتائم وسب من الجمهور، وهذا ما أعرب عنه نصار في تصريحات صحفية، أن معنى ذلك أنه أجاد تجسيد الشخصية، مشيرا إلى إن شخصية ديفيد كانت صعبة للغاية، وأنه 'يشتم' نفسه كلما شاهد الفيلم.