تحل اليوم ذكرى نصر أكتوبر 47، وتناول صناع الفن في مصر هذه الانتصارات، وإن كان عدد الأعمال التي تحدثت عن حرب أكتوبر قليل بالنسبة للحدث الجلل، ولكن هناك أعمال لامست الواقع، ومن أفضل هذه الأعمال فيلم "الممر"، الذي أنتج العام الماضي.
وعن فيلم الممر يقول الناقد الفني طارق الشناوي في تصريحات خاصة لـ 'أهل مصر'، أن الأفلام العسكرية نادرة وشحيحة في بلادنا، لأنها تصطدم بأكثر من عائق، أولها التقنية المرتبطة في جزء منها بضآلة الميزانية، ولو عدنا فقط لأفلامنا، إلا قليلا، في أعقاب 73، لاكتشفت كم السذاجة في التنفيذ، التي لا تتناسب أبدا مع ما حققته قواتنا المسلحة من انتصار أسطوري.
وأضاف 'الممر' ورائه مخرج حرفي موهوب، استطاع توظيف التقنيات الحديثة وقاد فريق عمل أجنبي لتنفيذ خياله، مشيرا إلى أن الجانب الآخر من العوائق أشد خطورة، لأنه يصطدم هذه المرة بأجهزة سيادية، حيث أن تصوير هزيمة 67 يقابل عادة برفض، إلا أن الدولة امتلكت هذه المرة قدرا من المرونة، لم تعد تُلقي بالا لهذه التابوهات، فشاهدنا الانسحاب المهين لقواتنا المسلحة، لأن هذا هو التمهيد الحتمي لانتصارنا بعد ذلك في واحدة من معارك حرب الاستنزاف.
وأشار أن المخرج شريف عرفة، سار على أشواك الممنوع، فحضور عبدالناصر في بداية الشريط كان مؤثرا، وهو يعلن تحمله المسؤولية، وجاءت حرب الاستنزاف، التي أعادت الثقة للجيش وللجبهة الداخلية واحدة من إنجازاته، مع استمرار الشريط يتلاشى حضور ناصر تدريجيا، رغم أننا مفروض نعيش تلك الأحداث في زمنه.
عز فى الممر
وعن الأعمال الأخرى التي تناولت نصر أكتوبر، قال الشناوي فيلم 'أغنية على الممر' من أروع الأفلام الوطنية في تاريخ السنيما المصرية من خلال عرضه لقطة مهمة جدا، وهى أعقاب حرب الاستنزاف، وهو أيضا من الأفلام التي بها امتزاج عظيم بين الكلمة والموسيقي واللحن، وأشاد بأداء الممثلين الذين وصفهم بالعبقرية في الأداء، وإن كان تصميم المعارك حينها كان لا يرقى بالحدث.