فتح الفنان سمير صبري، خزانة أسراره وذكرياته الفنية والشخصية التي عاصرها على مدى مشواره الفني الطويل، وذلك من خلال كتابه الجديد 'حكايات العمر كله' الذي طُرح الفترة الماضية بالمكتبات.
وقال سمير صبري: 'الحب في حياتي بدأ في الإسكندرية، وأنا في سن صغير جدًا، فالمجتمع السكندري في تلك الفترة، كان مليئًا بالجاليات الأجنبية وكل يوم سبت كانت هناك حفلة في النادي الأرميني، أو النادي اليوناني أو الإيطالي'.
سلسلة أسرار سمير صبري
وترصد 'أهل مصر'، في سلسلة أسرار سمير صبري، العديد من القصص والأسرار التي رواها في كتابه، حيث نقتبس منه بعض الحكايات على لسان الفنان القدير، وستكون الحلقة الأولى عن الحب في حياته.
غراميات سمير صبري
وقال سمير صبري في كتابه 'حكايات العمر كله'
كنت رياضيًا، وشكلي كويس، وأغني ف الحفلات الخاصة، فكانت لي صديقات كثيرات في سن مبكر وعرفت منذ صغري معنى الـ Girl friend، كان لدي جدول مواعيد بين الصديقات المختلفات، وطبعًا لقاءاتنا كانت عبارة عن جولات على الكورنيش في الأماكن المظلمة، ونجلس على كراسي الكورنيش ونهيم حبًا، أو نسير حول منزلنا أمام الساعة الورد في باب شرق، وبعدها شارع المقابر المظلم، وحولها الكثير من الشوارع الخاوية التي تتيح لي فرصة اختلاس قبلة أو حضن، أو نذهب للسينما من السادسة إلى التاسعة مساءً ونجلس في الصف الأخير، ونتناجی ونهيم عشقًا. عرفت في تلك الفترة معنى الحب الأول، وأتذكر اليوم كلمات إحسان عبد القدوس أن 'الحب الأول وهم كبير.. لو لم نجده لاخترعناه'.
الطالبات يعاكسن سمير صبري
وأضاف سمير صبري: أما الحب الكبير، فكان عندما كنت في السنة الأولى من كلية الآداب، حيث رشحني أستاذي الإنجليزي، للتدريس في مدرسة EGC، وهي مدرسة للبنات، ذهبت للمدرسة، وقابلت السيدة خلف الله، ناظرة المدرسة، وهي سيدة صارمة، تجمع بين زوزو حمدي الحكيم ونجمة إبراهيم في شخصيتها، وقالت لي: 'ستدرس للبنات الصغيرين مرتين في الأسبوع وهتاخد 13 جنيه في الشهر، وافقت وبدأت التدريس، وكان الفصل الذي أدرس فيه يطل على حوش المدرسة، وعندما تخرج البنات الكبيرات من فصولهن، کن يقفن لمشاهدتي وأنا أدرس للبنات الصغيرة، ولذلك استدعتني السيدة خلف الله، وقالت: 'البنات الكبار بيقفوا يتفرجوا عليك أنا متأسفة مش هتكمل معانا في المدرسة خوفا عليك'.
سمير صبري يتزوج سرًا من خواجاية
وتابع سمير صبري حكاياته عن الحب: في الإجازة، سافر أستاذي الإنجليزي، وقبل سفره أعطاني خطابًا لأوصله لصديقته الإنجليزية، التي كانت تدرس في مدرسة البنات، ذهبت للمدرسة، وأعطيتها الخطاب، وبعد قراءته وجدتها تبكي لأن أستاذي كتب لها أنه لن يعود إلى مصر مرة أخرى، بدأت أواسيها، وأقابلها، ومع الوقت بدأت قصة حب بيننا، وعندما تخرجت وذهبت للقاهرة، اشترى لي أبويا شقة في الزمالك، وجاءت صديقتي إلى مصر، وأجرت لها شقة في الزمالك، وشغلتها في مدرسة بورسعيد في الزمالك، وعشت قصة حب ووفاء نادر جدًا معها، وطلبت صديقتي الزواج، ففكرت في المسألة، كيف أصارح أبويا وأمي بأنني أرغب في الزواج من خواجاية، وهم يحلمون بحفل زفاف كبير، وأبويا يأمل أن أعمل سفيرًا بوزارة الخارجية، خاصة أنني أتقن عدة لغات. وبناء على إلحاح شديد منها، غامرت وتزوجتها في السر، وأبقيت على شقتها، في الوقت الذي انتقلت هي فيه للعيش معي في شقتي في الزمالك في العمارة، التي كان يسكنها يوسف شاهين، ونجوى فؤاد.
سمير صبري يندم على ضياع زوجته الأولى
كانت زوجتي جميلة جدًا، وهي الحب الضائع في حياتي، وأندم الآن ندمًا شديدًا لأنني لم أستطع الحفاظ عليه، لأن حبي للفن كان أكبر، وحبي للمشوار الصعب الذي مشيته، كان أكبر من أي حب ثانِ. كنت خارج المنزل طوال الوقت، بين الإذاعة والسينما في بدايتي وهي تنتظرني في صبر وصمت، وعندما حملت سألتني إن كنت سأخبر والدي، وكنت دائمًا أتهرب من الإجابة، أقول لها إن شاء الله، وبعد فترة قالت لي: 'اتركني أذهب إلى لندن، أنجب طفلنا هناك، وتبقي تزورني بدلًا من حياتي وحيدة هنا، أو تيجي تعيش معانا هناك، وافقت خاصة أن ولادة الطفل في إنجلترا ستجعله يحصل على الجنسية البريطانية أسرع.
وسافرت هي إلى لندن والتحقت بمدرسة لتعليم الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وظلت بيننا اتصالات وزيارات ولا أنسى أول مرة حملت فيها ابني بين يدي، ونظرت إليه، وأنا أدرك معاناته في الحياة بعيدًا عني، الطفولة المحرومة نفسها التي عشتها. لم أستطع مواجهة أبويا وأمي لأقول لهما إنني تزوجت وأنجبت. وأن ابني وزوجتي في لندن، سرقتني نداهة الفن من كل شيء، وبدأت أدوار البطولة في السينما تشغلني عن أي شيء في الحياة، وبدأت الأحلام تتحقق الشهرة وبطولة أفلام وبريق الأضواء ونجومية برامج التليفزيون، واليوم أشعر بندم شديد؛ لأنني لم أستطع الحفاظ على الاثنين، زوجتي وابني.. وفني.
ثلاث فنانات أحبهن سمير صبري
لن أدخل في تفاصيل حكايتي وحياتي الخاصة، فكما قلت من قبل، فإن عيلتي وحياتي خط أحمر دائما، ولكن حكايتي مع الحب لم تنته أبدا، فخلال رحلتي الطويلة مع الفن أحببت 3 من زميلاتي، لن أصرح بأسمائهن، ومن كل تجربة حب استفدت أشياء كثيرة، وما زلت أكن لهن كل حب واحترام، وتربطني بهن صداقة وزمالة أعتز بها.