في الحلقة الثالثة من سلسلة أسرار سمير صبري، المقتبسة من كتابه 'حكايات العمر كله'، نفتح خزائن ذكريات سمير صبري مع بداية دخوله الوسط الفني وكيف ساهم عبد الحليم حافظ في دخوله هذه البوابة، كما ترصد هذه الحلقة علاقته بالفنانة نادية لُطفي.
يقول سمير صبري: 'فجأة اختفت نادية لطفي، ولم تعد تقدم أفلامًا سينمائية، ولم تُعرض عليها أدوارا جديدة، لمدة 7 أو 8 سنوات، وفي عام 1986 فكرت في إنتاج فيلم عن قصة إسماعيل ولي الدين 'منزل العائلة المسمومة' مع فريد شوقي، واستعنت بنادية لُطفي.
سلسلة أسرار سمير صبري
وترصد 'أهل مصر'، في سلسلة أسرار سمير صبري، العديد من القصص والأسرار التي رواها في كتابه، حيث نقتبس منه بعض الحكايات على لسان الفنان القدير.
في الحلقة الثالثة من سلسلة أسرار سمير صبري نرصد حديث الفنان عن النجمة الراحلة نادية لطفي منذ أول عمل جمعهما وبعض الكواليس التي لا يعلمها البعض.
مواقف نادية لطفي الوطنية
روى سمير صبري خلال كتابه عن مواقف نادية لطفي الوطنية، وقال: 'مواقفها كثيرة جدًا، ولا أنسى عام 1982 عندما ذهبت نادية إلى بيروت، أثناء حصار الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات والتقطت صورًا مع الفلسطينيين، وهي ترتدي ملابس عسكرية، دعمًا لهم، ورغم أنه قيل إن تصرفاتها الوطنية كانت بسبب زواجها من شقيق الدكتور حاتم صادق، زوج هدى عبد الناصر، إلا أنني أعتقد أن الحاسة الوطنية لدى نادية كانت قوية جدًا، موجودة قبل هذه الصلة بعائلة عبد الناصر'.
إصابة نادية لطفي بنزيف في المخ
بعد فيلم 'أبي فوق الشجرة'، أول فيلم أمثل فيه مع نادية لطفي، استمرت صداقتنا، وخلال تلك الفترة مثلت نادية فيلم 'بديعة مصابني'، ثم أصيبت بنزيف في المخ، وسافرت للعلاج في سويسرا، مع الدكتور سيد الجندي، وكنا جميعا قلقين على نادية، حتى شفاها الله وعادت سالمة.
سمير صبري بطلًا أمام نادية لطفي
وبعد عودتها، اختارني علي عبد الخالق، وسعيد الشيمي، ومصطفى محرم، لبطولة رواية اسمها 'بيت بلا حنان' أمام نادية لطفي، وكنت سعيدًا جدًا بأنني أمثل هذه المرة أمام نادية لطفي، بعدما قدمت عددًا من البطولات في أفلام 'بمبة كشر'، 'عالم عيال عيال'، 'الأحضان الدافئة'، 'البحث عن فضيحة'، 'في الصيف لازم نحب'، 'حكايتي مع الزمان'، و'العيال الطيبين'، وغيرها، وكان معنا في الفيلم مجموعة متميزة من الفنانين، منهم: هدى سلطان، وسعيد صالح، وجميل راتب، ونجح الفيلم نجاحا كبيرًا.
اختفاء نادية لطفي
وتابع سمير صبري حديثه عن نادية لطفي، وقال:' فجأة اختفت نادية لطفي، ولم تعد تقدم أفلامًا سينمائية، ولم تُعرض عليها أدوار جديدة، لمدة 7 أو 8 سنوات، وفي عام 1986 فكرت في إنتاج فيلم عن قصة إسماعيل ولي الدين 'منزل العائلة المسمومة' مع فريد شوقي، ويسرا وتحية كاريوكا، وكان بالقصة دور رائع يليق فقط بالنجمة نادية لطفي، عرضت عليها الرواية، وأعجبتها جدًا، لكنها قالت: 'أنا خايفة جدًا.. لم أقف أمام الكاميرا منذ 9 سنوات.. أنا مرعوبة من العودة للتمثيل تاني'، وبعد تشجيع مني ومن المخرج محمد عبد العزيز، وافقت نادية على التمثيل في الفيلم'.
ذهبت لعرض الفيلم على الموزع اللبناني الذي يشتري الأفلام المصرية، وعندما قرأ أسماء الممثلين في الفيلم قال: 'ليه نادية لطفي؟.. مش هتبيع الفيلم أكثر'، قلت له: 'أنا مش جايب نادية لطفي عشان أبيع الفيلم أكثر.. أنا جايب القيمة اللي اسمها نادية لطفي.. اللي عملت شهرت في قاع المدينة.. وريري في السمان والخريف.. وزوبة قصر الشوق وفردوس في أبي فوق الشجرة وروائع الأدوار السينمائية التي لا تنسى.. أنا مصر على نادية لطفي'، وانصرفت غاضبًا.
عودة نادية لطفي للتمثيل
بعد بدء التصوير، اتصل بي الموزع اللبناني معتذرًا، و يطلب الفيلم بأي سعر أحدده، كان أول يوم تصوير في جناح في فندق هيلتون رمسيس، وعملت 'زفة' لدخول نادية لطفي للفندق، وبدأنا تصوير أول المشاهد بيننا، وكانت يد نادية ترتجف من الخوف، فاتفقت مع المخرج على أن نقول إنه 'كان بروفة.. وأننا سنعيد التصوير بسبب عطل فني حدث أثناء تصوير المشهد'، وأعدنا التصوير مرة ثانية، وبدأت نادية تستعيد قدراتها، وعادت ماجي صاحبة النظارة السوداء إلى قوتها الضاربة أمام الكاميرا في ثالث عمل سينمائي، يجمعني مع صديقة العمر.
سمير صبري صديق نادية لطفي لأخر نفس
وختم: 'نادية لطفي سيدة لها حضور قوي جدًا، وظلت علاقتنا مستمرة حتى في فترة مرضها الأخيرة التي قضت فيها 3 سنوات في المستشفى قبل وفاتها، فلا يمر أسبوع دون أن أتصل بها، وأزورها، نادية لطفي سيدة جدعة، صاحبة صاحبها، بنت بلد أصيلة، لا مثيل لها في الحاسة الوطنية التي تتمتع بها، وحبها لمصر الذي لا يوصف'.