اعلان

"هادي" و"زكي" و"سعيد" و"يونس".. جمعتهم مدرسة المشاغبين والرحيل علي سرير المستشفى

هادي الجيار في مسرحية مدرسة المشاغبين
هادي الجيار في مسرحية مدرسة المشاغبين

رحل رابع الطلبة المشاغبين، وكما عاش في هدوء وكان له حظ كبير من اسمه رحل هادي الجيار في هدوء، لم يعشق حياة الصخب التي تميز بها الوسط الفني.

اختار لنفسه طريقا مغايرا رافعا شعار من البلاتوه للبيت ومن البيت للبلاتوه، لم نشاهده طيلة حياته في جلسات خاصة أو محسوب علي شلة معينة، عاش لفنه ورحل وهو يحاول أن يهزم الفيروس ليلحق بعمل جديد.

تمكن منه الفيروس المستجد لينضم إلي رفقاء المدرسة التي اشتهر منها فنيا ورحلوا جميعا في المستشفى بأمراض وفي ظروف مختلفة، لم يهمل هادي في حق موهبته بل حافظ عليها باختياراته المميزة التي نصبته واحدا من أهم نجوم الدراما التليفزيونية حتي أنه أشيع ان الفنان الكبير عادل امام التقي ذات مرة بهادي ودار بينهما حوار باسم قال له عادل نفسي أشوف مسلسل ما تكونش فيه ياهادي وضحك الاثنان.

ظل هادي واحدا من نجوم الشاشة الصغيرة، ورغم وسامته كانت هناك حواجز غير مفهومة وغير معلنه في علاقته بالسينما، في المقابل كان التليفزيون هو البديل الذي أثبتت الأيام أن نجوميته تفوق أحيانا نجومية السينما إذا أبدع الممثل في أدواره وأخلص لها وقتها يصبح علي الفور نجما شعبيا لسهولة وانتشار التليفزيون أكثر من السينما، وهو ماتحقق مع هادي وغيره من الممثلين الموهوبين، فزاد بريقه عبر سلسلة من الأدوار يأتي في مقدمتها منعم الضو في مسلسل المال والبنون، ومن قبلها سلسلة أدوار ناجحة مثل الراية البيضا، وفيه حاجة غلط، وغيرهما.

نجح هادي في التمرد علي عباءة المشاغبين ولم يستمر فيها طويلا كما نجح رفقاء المدرسة التي كانت وبحق أسطورية علي المستوي الفني ولم يصل لنجاحها عرض مسرحي عربي آخر ووصلت إلي حد المطالبة ذات مرة بمنعها بحجة التأثير السلبي الذي تتركه لدى طلبة المدارس، وأنها تسببت في تفشي السلوك السيئ بين طلبة المدارس خلال النصف الأول من سبعينيات القرن الماضي.

أفرزت المشاغبين جيلا من الموهوبين في مجال التمثيل وتوقع الجميع أن أعمالا كثيرة ستجمع طلبة المدرسة لكن خاب التوقع، ولم يجمعهم سوي المرض والنهايات المؤلمة علي السرير بالمستشفي وإن اختلفت سنوات الرحيل.

يونس شلبي وسعيد صالح انتهت حياتهما بصورة مأساوية، وأنفقا كل ماجمعاه خلال مشوارهما الفني علي مرضهما الذي استمر لفترات طويلة، فيما ظل عادل إمام داعما لسعيد صالح، بينما كانت نداهة الفن تتملك من أحمد زكي حتي وهو علي فراش المرض بعد أن تمكن منه المرض اللعين، فلم يستسلم له وظل في حالة تمثيل حتي الساعة الأخيرة من عمره.

في المقابل كانت حالة هادي الصحية مستقرة إلي حد ما رغم دخوله المستشفى أكثر من مرة خلال الشهور الماضية قبل أن يصاب بفيروس كورونا وخرج بنفسه أكثر من مره ليكذب شائعة وفاته التي انتشرت عقب دخوله المستشفى منذ عدة أشهر.

وتعاقد علي أعمال درامية جديدة كان من المقرر أن تري فرصة العرض في رمضان المقبل لكن الفيروس المستجد وضع نهاية لرحلة واحد من جيل الممثلين الموهوبين الذين ظهروا في نهاية السيتينات وعبروا عن الأجيال المختلفة بأعمالهم وأدوارهم طيلة مشوارهم الفني الحافل.

رحل هادي فجرا في هدوء ودون ضجيج تاركا خلفه أعمالا وأدوارا ستظل خالدة في وجدان جمهوره.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً