تحل اليوم الذكرى الأولى لوفاة الفنانة الكبيرة ماجدة الصباحي التي رحلت عن عالمنا في مثل هذا اليوم 16 يناير عام 2020، رحلت عنا بجسدها لكنها باقية وخالدة بأعمالها الفنية المميزة التي قدمتها خلال رحلتها الفنية.
ولدت ماجدة يوم 6 مايو عام 1931 في قرية مصطاي التابعة لمركز قويسنا بمحافظة المنوفية، اسمها الحقيقي عفاف علي كامل أحمد عبدالرحمن الصباحي، دخلت مجال الفن في سن صغيرة حين كانت في سن الخامسة عشر، وانطلقت في مشوارها التمثيلي بعدما عرض عليها المخرج سيف الدين شوكت المشاركة في بطولة فيلم 'الناصح' واشتركت فيه وصورت مشاهدها دون علم أهلها، وحدث خلاف بين صناع الفيلم وأسرة ماجدة، لكن بعد ذلك تم الاتفاق على استكمال عملها الفني، وتوالت بعد ذلك أعمالها الفنية وصارت واحدة من أهم نجمات فترة الخمسينات والستينات من القرن الماضي.
ومن أبرز أفلام ماجدة خلال مشوارها الفني الذي بدأ في أوائل الخمسينات واستمر حتى منتصف التسعينات من القرن الماضي،'لحن الخلود، الآنسة حنفي، بنات اليوم، أين عمري، شاطئ الأسرار، النداهة، الحقيقة العارية، المراهقات، جميلة، وآخر أعمالها كان فيلم ونسيت انى امراة عام 1994.
امتدت موهبة ماجدة الى عالم التأليف والإنتاج والإخراج، و شاركت كممثلة ومؤلفة ومنتجة ومخرجة في فيلم 'من أحب' عام 1966، وتعد ماجدة من أهم المنتجين في الفن المصر وقدمت عدد من الأعمال السينمائية من إنتاجها أهمها، 'العمر لحظة، الناس اللي تحت، السراب، زوجة لخمسة رجال، النداهة، أين عمري، جميلة، نوع من النساء، جنس ناعم، حديث المدينة'.
ارتبط ماجدة بعلاقة مع الفنان سعيد أبو بكر الشهير بشيبوب في فيلم عنتر ابن شداد، وتمت خطبتهما، وقتها اندهش العاملين في الحقل الفني من هذا الارتباط، ولكن تلك العلاقة لم تكتمل وانفصلا، ولم يتزوج سعيد حتى وفاته، كما رفضت أسرة ماجدة طلب الفنان رشدي أباظة الزواج منها، وذلك بسبب مغامراته النسائية الكثيرة رغم حبه الشديد لها.
تزوجت ماجدة من الفنان ايهاب نافع بعد قصة حب بينهما عام 1963، وهو نفس العام الذي ظهر فيه معها في أول فيلم، وانجبا ابنتهما غادة، واشتركا سويا في 4 أفلام، وانقطع التعامل الفني بينهما مع طلاقهما، ويقول إيهاب نافع في مذكراته، إنه بعد 4 سنوات من الزواج اضطر إلى مغادرة مصر والسفر إلى لبنان ولم يتمكن من العودة بسبب ما وصفه في مذكراته بـ'خلافات مع القيادة السياسية'، ورفضت ماجدة الابتعاد عن الفن، وقررت البقاء في مصر.
وعن فترة زواجه من ماجدة أوضح في مذكراته: 'الحقيقة أن ماجدة كانت دائمة التدخّل في عملي وهو ما كان يسبب لي مشكلة كبيرة، وخصوصًا في التمثيل، وبعد ذلك بـ4 سنوات حدثت قصة خروجي من مصر لأنني لم أكن أستطيع العودة بسبب خلافات مع القيادة السياسية، فعشت في بيروت وظلت هي في القاهرة، وقد رفضت الحياة العائلية مع ابنتنا وفضّلت الأضواء والشهرة، ولم يكن ذلك مناسبًا لي فانفصلنا'.
أما ماجدة فقالت : 'أنا من صممت على الانفصال لأنه كان دائم السفر بجانب عمله كطيار قبل اندماجه في عالم الفن، وأنا كأي زوجة تريد زوجها بجانبها وإن احتاجت له تجده بجوارها والكثير من الناس فسّر انفصالنا وقتها بسبب غيرتي الشديدة عليه لوسامته الشديدة، وهذا غير صحيح بالمرة فأنا لدي من الثقة والاعتزاز بنفسي ما يحول دون ذلك'.
وقعت الفنانة ماجدة في أزمة كبيرة شهر مايو 2015، عندما وجدت نفسها متهمة بالنصب على أحد الأشخاص بمبلغ يصل لـ15 مليون جنيه، وعندما تحرت ابنتها عن الأمر وجدت توقيع والدتها على وثيقة تورطها بهذه القضية على الرغم من إصرار والدتها على أنها لم توقع الورقة، وقتها أمرت النيابة باحتجاز ماجدة وتم عرضها على طبيب أوضح بأنها يمكن أن تقع ضحية للنصب والاحتيال بسهولة، وقال الطب الشرعي بأن توقيعها على الوثيقة صحيحا لكن يجب اعتباره مزورا لأنه تم استغلاله في غير محله.
وفي أزمة اخرى اثارت الجدل رفعت ابنتها غادة نافع، قضية حجر عليها للمطالبة بمنحها حق التصرف في ممتلكاتها، ورفضت غادة اتهامها بالجحود، وقالت في لقاء ببرنامج 'معكم منى الشاذلي' أن والدتها كانت على علم بهذه القضية، وأن سبب رفعها القضية بعد النصب على والدتها هو حمايتها.
آخر تكريم للفنانة ماجدة كان من الرئيس السابق عدلي منصور، في حفل عيد الفن عام 2014، وتوفيت ماجدة يوم 16 يناير 2020 عن عمر يناهز 89 عاما.