تحل اليوم ذكرى وفاة الفنان الكبير أحمد زكي، الذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم 27 مارس عام 2005، عن عمر يناهز 55 عاما، بعد صراع مع السرطان.
الأيام الأخيرة في حياة عملاق التمثيل الراحل أحمد زكي
روى الدكتور ياسر عبدالقادر، أستاذ علاج الأورام بمستشفى قصر العيني، تفاصيل الأيام الأخيرة في حياة أحمد زكي حين حل منذ فترة ضيفًا على برنامج ممكن، موضحا أن الفنان العظيم كان مقبلًا على الحياة بشكل غريب، وأنه كان في حيرة من إخباره بحقيقة مرضه من عدمه.
وأضاف ياسر عبد القادر، أنه اضطر إلى إبلاغه بحقيقة مرضه بعد أن أحرجه الإعلامي عمرو أديب في مداخلة هاتفية ببرنامجه، بعد أن سأله : 'يعني هو أستاذ أحمد زكي عنده سرطان ولا معندوش من الآخر يعني؟'، وبعد هذه المداخلة الهاتفية كشف الدكتور ياسر لأحمد زكي مرضه بعد أسبوع من تشخيصه له.
وأضاف أستاذ علاج الأورام بمستشفى قصر العيني، أنه كان يشعر بذلك، مشيراً إلى أنه كان مقاومًا في أول 9 أشهر، ثم تعب، وحاول على قدر المستطاع، وكان يعافر لآخر لحظة، وتابع: 'فقد بصره في مسرح المدرسة السعيدية، اللي كان بيصور فيها آخر صورة في فيلم حليم، وهو بيشاور للناس'.
وتحدث الدكتور ياسر عبد القادر عن أيام تصوير فيلم حليم، لافتا إلى أن أحمد زكي كان لا يعلم أن هناك فريقًا طبيًا كاملًا، مجهزًا بعربة إسعاف بها أسطوانة أكسجين، وكان هو الأمر المتبع في 3 أماكن للتصوير.
وتعرض زكي للإصابة بجلطة في ساقه، رغم تحذيرات الدكتور ياسر له، الذي اوضح قائلا: ' كان تعرض لجلطة في رجله، وكنت قلت له ممنوع تتحرك، ولبسناه شراب'، مؤكدا على أنه كان شخصية ليست سهلة، ومن الصعب السيطرة عليه.
وأخبر أحمد زكي الدكتور ياسر عبد القادر خلال تصويره فيلم حليم: 'أنا ورايا ناس مجاميع، وناس عاملة راكور في لوكيشن، حرام إن أنا ما أروحش، دول بيقبضوا'، موضحاً أنه أصر على العمل، لكنه أدى دوره وهو مجهَد، مشيراً إلى أن معظم المشاهد التي أداها أحمد زكي لم تتم إذاعتها: 'الشوطات دي قليلة عن اللي عمله'، وتابع: 'عمل أغنية 'فاتت جنبنا' ما طلعتش، عمل أغنية 'صورة' ما طلعتش'.
وأضاف الدكتور قائلاً: 'زكي كان بيغني فبيقع، وطول النهار بيهبد في نفسه ويقول مش حلو'، وتدخل الدكتور ياسر واعترض على هذا الأمر وتحدث مع المخرج شريف عرفة قائلاً: 'قلت لشريف إلغوا حكاية الوقعة دي ماتنفعش، لإن الراجل عمال يقع وده صدره مش سليم'، مؤكدا على أن زكي كان لا يسمع للنصيحة ابداً.
وحكى الدكتور ياسر موقفا مؤثرا في أحد فنادق منطقة جاردن سيتي في أيامه الاخيرة، حيث قال له زكي:'أنا هموت، هتزعل عليا؟'، واجابه ياسر عبد القادر بنوع من المجاملة، وقال له زكي : 'تتصور.. أنا عاوز أعمل حاجة'، وقال عبد القادر أن زكي مثل أمامه مشهد الموت: قائلاً'عزرائيل بيخش فاترمى هو على الكنبة، فيقوم تاني'.
وأوضح الدكتور ياسر عبدالقادر أن أحمد زكي صنع حوارًا مع ملك الموت، وكان كالآتي: 'أستأذنك 10 دقائق أعمل الصوان' ثم قطع حواره محدثاً الطبيب: 'معنديش ثقة فى حد إلا في نفسي'، ثم تابع: 'أحضر حاجتي وأخلي العزاء بتاعي في الحامدية الشاذلية جنب البيت، أنزل أروح أرتب الصوان وأطلع لك تاني'.