يستعد عدد من النجوم لطرح أدعية دينية في شهر رمضان، لكي تكتمل الوجبة الرمضانية التي يقدمها الصناع للجمهور من خلال المسلسلات التاريخية والوطنية والإذاعية والأدعية الدينية.
ولم تعد الأدعية الدينية في وقتنا الحالي بنفس القوة التي كانت عليها في الفترة السابقة، حيث قل رواجها بين الجمهور بشكل كبير.
وكشف زين نصار، أستاذ النقد الموسيقى بأكاديمية الفنون في تصريحات خاصة لـ «أهل مصر»، أن المسألة تتعلق بتأثير الأدعية في مستمعيها، كما أن الأدعية بشكل عام ليست سريعة كون بها تأملات وصفاء ومناجاة من الله، وتلك الأشياء لا تتم في إطار سريع حتى تتعلق بأذهان الجمهور.
وأضاف "نصار"، أن الادعية الدينية تلاقي نجاحا حسب العبرة التي تؤثر في المستمعين، ضاربًا المثل بشيوخ الابتهالات الذين حققوا نجاحا كبيرا من خلال الأدعية قبل صلاة الفجر، حيث تتميز بالصفاء والتأمل وهو شيء يحدث يوميا، موضحًا أنها تلقى في نفوس الأشخاص تأثيرا عميقا، ولفت أن الأدعية الدينية يجب أن تخرج من القلبن قائلا: "ما يخرج من القلب وصل للقلب".
وعن تراجع إنتاج الأدعية الدينية في وقتنا الحالي قال، إن الإذاعة والتليفزيون توقفت عن الإنتاج وهي الجهة الرئيسية التي تنتج، وشركة "صوت القاهرة" أيضا المسؤولة عن ذلك وبعدها القطاع الخاص الذي يفكر فيه جني المال، ولكن البعض لديه الوعي والتذوق الفني، لذلك يتم إنتاج بعض التي ترتقي بمستوى الذوق العام، موضحا أن الأوبرا بها فرقة إنشاد ديني تقيم حفلا كل أسبوع، ولكنه لا يسجل ولا يذاع على الهواء كونها لا تحقق ربحا.
وطالب الناقد زين نصار، الإذاعة والتليفزيون بعودة الإنتاج مرة أخرى حتى لو بشكل محدود، وأوضح: "تعجبني أدعية الشيخ علي محمود، والشيخ نصر الدين طوبار، وبالنسبة لهاني شاكر لا أتذكر له شيء، والمطربين في وقتنا الحالي ليسوا بنفس مطربي جودة وتأثير جيل زمان".
وأشار إلى أن المطرب الذي يطرح أدعية، يجب أن يتم تأسيسه على القرىن الكريم ويد شيوخ كبار وتلك الحكاية لها مدرسة، ولا يجب أن أي مطرب يطرح أدعية لمجرد تسلية وقته، والدعاء يجب أن يؤدى بخشوع، وعن أدعية بهاء سلطان التي طرحها سابقا قال "مطرب كويس وصوته حلو، والوصول للنجاح صعب والأصعب منه المحافظة على النجاح"، وبالنسبة لأحمد سعد قال أنه لم يسمع له شيئا.
وقالت الدكتورة ياسمين فراج، أستاذ النقد الموسيقي بأكاديمية الفنون في تصريحات خاصة لـ "أهل مصر"، أن الأغاني الدينية مخصصة للمناسبات وفكرة تأثيرها في الجمهور، تقف على حسب نوع المتلقي بسبب اختلاف الرغبات والأذواق الشخصية.
وعن تراجع بعض الأعمال الدينية، قالت ياسمين فراج أن المطرب عبدالحليم حافظ بعدما طرح 12 أغنية دينية الذي اشتهر بها، وكانت من ألحان محمد الموجي لم يكرر تلك التجربة مرة أخرى، موضحة أن المطربين المصريين والعرب بما فيهم أحلام وحسين الجسمي قدموا أغاني دينية، وليس بالضرورة أن يقدموا أغاني دينية مرة أخرى.
وأشارت ياسمين فراج إلى سبب تراجع بعض المطربين عن الإقبال على تقديم الأغاني والأدعية الدينية، موضحة أن أنغام وعمرو دياب قدما أغاني دينية كثيرة، وكذلك مصطفى قمر وهاني شاكر وأحمد سعد، لافتة أن المطرين ليسوا مطالبين في كل رمضان بطرح أغاني دينية، فالأغاني الدينية التي قُدمت من قبل تكرر نفسها في كل عام وذلك لصالح العمل الفني نفسه، كون التكرار يجعل الأذن تتعلق ببعض الألحان، والدليل على ذلك الابتهالات التي قدمها لنا النقشبندي "مولاني إني بباك" ومجموعة الابتهالات الشهيرة التي لحنها له بليغ حمدي، مشيرة إلى أنها علقت في أذهان الجمهور لأنها تتكرر بشكل كبير.
وأردفت أن الأغنية الدينية لم تتغير للأسوء، ولكن مما لاشك فيه أن ضعف الأجيال الجديدة من المطربين بدء من منتصف السبعينات، حيث أصبحت اللغة العربية ضعيفة عند هؤلاء المطربين، وبالتالي فقدت اللغة العربية الكثير من هيبتها وعظمتها وأصبحت تكُتب كلمات الأغاني الدينية بالعامية البسيطة جدا.
واختتمت ياسمين فراج حديثها: "لماذا اختلفت الأغاني الدينية عن الفترة السابقة؟"، موضحة أن ضعف قوة الكلمات الدينية يرجع أيضا إلى أن الآلات الموسيقية، أصبحت أكثر تطورا ولم تعد هناك فكرة أن المطرب يغني مع الفرقة مثل عبدالحليم حافظ سابقا، ولكن حاليا أصبحت آلة أو أثنين وترُكب بالاستديو، وبعدها يقوم المطرب بالغناء منفردا ثم يتم دمجهما، وهنا أسلوب الغناء مختلف حيث أصبحت اللغة العربية أكثر ضعفا والآلات الموسيقية المصاحبة أقل من ناحية العدد والاعتماد الأغلب أصبح على صوت المطرب.
جدير بالذكر أن الفنان هاني شاكر أعلن عن تقديمه دعاء ديني جديد، سيتم طرحه مع بداية شهر رمضان بعنوان "يا رب يا رحمن"، ويتعاون من خلاله للمرة الأولى مع الشاعر محمد الجبالي والملحنة حنين علي.
وتخوض الفنانة الكبيرة ماجدة زكي تجربة إلقاء الأدعية الدينية للإذاعة، حيث تقدم دعاء الإفطار يوميا في رمضان على راديو القاهرة الكبرى، والأدعية من كتابة الشاعر الكبير عمر بطيشة، ووضع ألحانها الموسيقار الكبير حسين فوزي.
ويستعد المطرب بهاء سلطان لطرح ابتهالاً دينياً جديداً في رمضان، كما يسجل الآذان بصوته خلال الشهر، وذلك بعد تغيبه عن الموسم الرمضاني لمدة سبع سنوات دون مشاركته في أي عمل.