يعد اللاعب عزيز فهمي أول لاعب بكرة القدم المصرية يدخل عالم السينما، نجم حراسة المرمى بالنادي ««الأهلي» في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي، ويعد هو وشقيقاه محمد ومراد فهمي أول ثلاثة أشقاء يمتهنون كرة القدم.
وُلد عزيز فهمي في شهر سبتمبر عام 1908 ومارس كرة القدم منذ نعومة أظفاره بالنادي «الأهلي». بدأ داخل فريق ««الأهلي» الأبيض، وهو خليطٌ بين الناشئين واللاعبين ذوي المستوى الثاني، تمَّ تصعيده للفريق الأول بالنادي ليكون الحارس البديل لمصطفى كامل منصور، حيث كانا يتناوبان على حراسة عرين «الأهلي» والمنتخب الوطني، شارك عزيز فهمي في قائمة المنتخب القومي بمونديال إيطاليا عام 1934، كحارس احتياطي لمصطفى كامل منصور الذي لعب أمام المنتخب المجري وخسر وقتها المنتخب المصري ٢-4 ولم يشارك في دورة الألعاب الأولمبية عام ١٩٣٦.
ويعد من أوائل اللاعبين الذين احترفوا بالخارج بعد عبدالرحيم همام وفهمي جميل، حيث احترف في فريق «مونبلييه» الفرنسي في منتصف الثلاثينيات أثناء دراسته بالخارج، وهو عم مصطفى مراد فهمي سكرتير الكاف لأكثر من 20 عامًا.
ظهر عزيز فهمي كأحد أبطال فيلم «الاتهام» مع بهيجة حافظ وزكي رستم وزينب صدقي ومحمود حمدي. إنتاج 1934،، حيث قام بدور «سامي بك» زوج بهيجة حافظ، الذي يطردها من البيت بعد قضاء عدة أيام عند صديقتها بالقاهرة وتقيم صديقتها حفلاً للترحيب بها، فتحدث جريمة قتل تُتَّهم فيها بهيجة ويدافع عنها ابن عمها الذي كان يحبها قبل زواجها وأثناء المرافعة يتم الكشف عن الجاني «شوكت»، الرجل الذي كان سببًا في الوقيعة بينها وبين زوجها الذي تعوْد له، وتستمر بينهما الحياة.
الفيلم تأليف صالح سعودي، وشارك في السيناريو والحوار حسن جمعة، وبهيجة حافظ ومحمود حمدي وقد قامت شركة «فنار فيلم» بإسناد السيناريو لحسن جمعة وأوكلته بهيجة إعداد القصة للسينما ووضع السيناريو السينمائي لها، بعد أنَّ كانت مجرد فكرة سطَّرها المؤلف في عجلة على أوراق معدودة بعث بها من أوروبا للشركة المنتجة.
الفيلم عُـرض الثلاثاء 20 مارس 1934 بسينما «تريومف» بالقاهرة أسبوعين والخميس ٢٢ مارس ١٩٣٤، في سينما «الكوزموجراف» الأمريكية بالأسكندرية، ويعد أول فيلم تتم ترجمته إلى الفرنسية من إخراج ماريو فولبي، وهو فيلم ناطقٌ باللغة العربية ويبدو أنَّ الفيلم تعرَّض للعديد من المشاكل، فكتبت الصحف ساعتها عن وجود مشكلة في مكان وموعد عرض الفيلم، حيث كان من المفترض أنْ يعرَض في ديسمبر عام ١٩٣٣ بسينما «فؤاد»، إلا أنَّ الشركة المنتجة أخلَّت بالموعد فتأجل عرضه ثلاثة أشهر.
وقد تعرَّض الفيلم للهجوم بعد أنْ طُـرح في دار العرض وذلك بسبب حرص بهيجة حافظ على الغناء في العمل، منها مقطوعة باسم الفيلم «الاتهام»، ونظرًا لندرة المعلومات عن كواليس فيلم «الاتهام» تحدثتُ مع الأستاذ مصطفى مراد فهمي الذي أكد اشتراكه في بطولة العمل وقال: «ليس صحيحًا ما تم تداوله بأنَّ عمي عزيز فهمي قام ببطولة فيلم (كفري عن حطيئتك) لعزيزة أمير لأنَّ الفيلم الوحيد الذي قام ببطولته هو (الاتهام) بطولة بهيجة حافظ وعُـرض عليه العديد من الأفلام بعد نجاح هذا الفيلم لكنه كان يرفض لأنَّه قرَّر الزواج من عائلة الترجمان وكان خال عروسه زكي رستم ونظرًا لأنَّه شديد الوسامة اشترطت عليه ألا يعمل في السينما وهو ما نفذه بالفعل وفضَّل الابتعاد رغم أنَّ محاولات السينمائيين لم تتوقف بعد زواجه.
من كتاب السينما و الكرة اسرار و حكايات