بدايتها على الشاشة الكبيرة كانت أمام عمالقة الفن فاتن حمامة، وأحمد مظهر، وأمينة رزق، وزهرة العلا، وعبد العليم خطاب، في رائعة عميد الأدب العربي طه حسين، في فيلم 'دعاء الكروان'، أحد كلاسيكيات السينما الخالدة.
وعندما اختطفتها عروض الأزياء وتوجتها على عرش الملكة لسنوات طويلة، في وقت أنكرت فيه السينما موهبتها وأعطتها أدوارًا لا تتناسب مع إمكانياتها، لم تستسلم ولم يعرف اليأس إلى قلبها سبيلًا، فظلت تتنقل من شخصية لشخصية، ومن عمل لعمل.
تنقلت بين خشبة المسرح والشاشة الكبيرة والصغيرة، حتى أخذ اسم رجاء الجداوي، التي تحل اليوم الذكرى الأولى على رحيلها، مكانته ورونقه الخاص به في عالم الفن.
حكاية رجاء الجداوي مع عادل إمام
وحكاية من إحدى حكايات الجميلة رجاء الجداوي، كان اختارها الزعيم عادل إمام، لتشارك معه في مسرحيته 'الواد سيد الشغال' ليحققا مع بعضهما نجاحًا كبيرًا، فيقرر أن تشاركه في فيلمه 'حنفي الأبهه'، ثم مرة أخرى في مسرحية 'الزعيم'، وحققا مع بعضهما ثنائيًا ناجحًا.
ولكن في أزمة حاول الجميع أن يشعلوها بينهما، تداول أن الفنان عادل إمام رفض مشاركتها معه في فيلم 'المولد'، وأنه لا يفضل مشاركتها معه في أعماله مرة أخرى، لتخرج وترد في تصريحات صحفية وقتها، وتقول: 'عادل إمام فنان عظيم وإنسان طيب ومثقف وعلى خلق ويعرف معنى الصداقة والوفاء وكفنان وإنسان يستحق عن جدارة المكانة التي وصل إليها وكل ما يقال عنه غير صحيح والهدف هو النيل منه ومن قيمته وجماهيريته'.
وأضاف نافية رفضها في فيلم 'المولد'، قائلة: 'لم يرفضني في فيلم المولد، فكيف ذلك وهو من سعى لأشارك معه في فيلم حنفي الأبهه'، مؤكدة على أن الفنان لا ينجح أو يستمر من فراغ، والظاهرة لا تعمر طويلًا.
حكاية رجاء الجداوي مع الأزياء ومسابقات ملكات الجمال
وفي حكاية أخرى للفنانة الكبيرة التي تحل اليوم الذكرى الأولى على رحيلها رجاء الجداوي، حكايتها مع الأزياء ومسابقات ملكات الجمال، فالجميع يعرف بأنها تم اختيارها لتكون عارضة أزياء بعد فوزها بلقب ملكة جمال القطر المصري في عام 1958، وأصبحت أشهر عارضة أزياء مصرية، ولكن لا يعلم الكثيرين السبب وراء إنهائها هذه المرحلة من حياتها.
فقالت رجاء الجداوي في حوار صحفي قديم، إن عروض الأزياء كانت مجرد مرحلة وكان لا بد لها من نهاية، فأنا كنت أول عارضة أزياء مصرية مائة في المائة، نجحت في اعتلاء العرش الذي سيطرن عليه أجنبيات يعتبرون أن المصريات ليس في قدرتهن أو رشاقتهن، واحتفظت باللقب لسنوات طويلة، وحققت ما لم تحققه عارضة من شهرة ونجاح وإستمرارية، حتى مثلت مصر في معظم دول العالم من الشرق للغرب، وكسبت مالًا وفيرًا أنفقته في رحلاتي، حتى شعرت بأنني اكتفيت من كل هذا فأنهيته للدخول في مرحلة جديدة.
وفيما يخص قبولها لدخول ابنتها عالم الأزياء أو الفن، قالت: 'أميرة تربت على الحرية والصدق وعلاقتي بها يملأها الحب والصداقة وتفاهم، وبسبب سفر والدها حسن مختار إلى السعودية فكنت مرغمة لفترة طويلة على تقمص شخصية الأم والأب في نفس الوقت ولذلك أثق في حكمها ولن أمنعها عن شئ تحبه'.
حكايات رجاء الجداوي مع أدوار الفتاة الجميلة
رجاء الجداوي واحدة من الفنانات اللاتي عانين في بداية مشوارهم من حصارهن في قوالب وأدوار الفتاة الجميلة، ولكنها استطاعت بذكاءها الخروج من هذا الإطار، وقالت في هذه الأمر: 'للأسف يستسيغ الكثير من الصناع الحلول السهلة، ويلجأوا للقوالب المعروفة لتفادي المغامرة والتجارب غير المأمونة ولم أكن الوحيدة التي ظلمها شكلها ومظهرها وفرض عليها نوعية محددة من الأدوار'.
وأضافت أنها على الرغم من ذلك تحايلت وحاولت في حدود الممكن والمسموح أن تقدم أدوار مركبة للزوجة والأم والعانس والمرأة العاملة والحاقدة والمجنونة، لتثبت قدرتها على التلوين.
ولذلك أستطيع أن أقول الآن أنني نجحت في الوصول إلى قلوب المشاهدين والجمهور، وخصوصًا مشاهدي الشاشة الصغيرة التي تقدم فرصا حقيقية لكل الفنانين، وذلك رغم صعوبة أدواري.. لتكون هذه كلمات الفنانة رجاء الجداوي التي تعيش اليوم في قلوب محبيها وجمهورها الكبير، بأعمالها وأدوارها التي تركت فيها روحها، ليترحموا عليها عندما تطل على الشاشة أو تحل ذكراها.