تحل اليوم الاثنين، ذكري ميلاد الفنان الراحل سيد عبد الكريم، أو 'كيمو' الذي ولد في مثل هذا اليوم في عام 1936 بعروس البحر المتوسط الإسكندرية، التي زرعت داخله حب الفن منذ نعومة أظافره، فبدأ حياته الفنية منذ طفولته في المسرح المدرسي، والتحق بعدها بفريق التمثيل بالمدرسة، وأصبح عضوًا بارزًا بفريق التمثيل بمدرسة 'الرمل' الثانوية.
ظل 'عبدالكريم'، يمارس التمثيل على مسارح المدرسة، وعندما انتهى من مرحلة الثانوية العامة، وجد نفسه أمام مأزق كبير بين حبه وعشقه للفن، الذي حلم بالنجومية فيه دائمًا، ووالده الذي يعترض على الفن ويريده أن يصبح مجرد موظفًا في مهنة مرموقة ذات مكانة اجتماعة، ليقرر وقتها أن ينفذ رغبة الأب ويلتحق بكلية الزراعة.
سيد عبد الكريم يحقق حلم والده
لم يستسلم سيد عبد الكريم، للظروف التي وقفت أمامه وبين حلمه وحبه للتمثيل، فقرر استغلال تواجدة في كلية الزراعة، وبدأ في إخراج العديد من المسرحيات برفقة مجموعة من شباب الكلية، وظل هكذا حتى تقابل مع المخرج الكبير الراحل نور الدمرداش، والذي نصحه بأن يترك مجال الإخراج ويركز في التمثيل.
'أستاذ بدرجة فنان'، هذا اللقب الذي أطلقه عليه زملائة من الأساتذة، فبعد أن شاءت الأقدار وانتهي الفنان سيد عبد الكريم من المرحلة الجامعية، فأصبح مدرسًا جامعيًا، بجامعة بنها، وتخصص في مجال المبيدات، أو كما يعرف بعلم ' مقاومة الآفات'، ليحقق بذلك، حلم والده في امتهان وظيفة مرموقة، ويبدأ بعدها في التركيز نحو حلمه الذي تربى معه منذ طفولته وهو التمثيل.
أستاذ برتبة عربجي.. مشوار سيد عبدالكريم الفني
فعلى الرغم من وصول الفنان الراحل سيد عبد الكريم إلى منصب أستاذ في الجامعة، إلا أن هذا لم يكن عائقًا أمامه أبدًا، فعندما ندهه نداهة التمثيل، وطلبه المخرج الكبير نور الدمرداش، في مسلسله 'النصيب' ليقدم شخصية 'العربجي'، لم يفكر كثيرًا، وقرر أن يغامر ويوافق على الفور، ليبدأ مسيرته الفنية بتحدي وضعه القدر فيه، من خلال شخصية بعيدة تماما عن طبيعة مهنته الأساسية، وعلى الرغم من ذلك استطاع ببراعته أن يحقق نجاحًا كبيرًا ويثبت موهبته الفنية، لتوالى بعدهاعليه الأعمال الفنية.
تصل مسيرة الفنان سيد عبد الكريم الفنية إلى 162 عملًا بين التليفزيون والسينما والمسرح، ولكنها غلب عليها التليفزيون والأعمال الدرامية كثيرًا، وهي ما اشتهر فيها، وأبرزها:
عبود.. ' الشهد والدموع'
في عام 1983، شارك الفنان سيد عبد الكريم، في مسلسل 'الشهد والدموع' بالجزء الأول، من خلال تجسيده لشخصية 'عبود'، الرجل الذي كان يعمل في شارع 'محمد علي'، المعروف كـ'مركز' للفنون الشرقية والشعبية.
وتدور أحداث المسلسل حول اختلاف حياة الشقيقين 'حافظ' و'شوقي' أبناء 'الحاج رضوان'، فبينما ينغمس 'شوقي' في حياة اللهو والترفيه، ينشغل شقيقه 'حافظ' في العمل بالتجارة مع والده، وهنا يبدء الصراع علي ثروة الأب.
ومسلسل 'الشهد والدموع' من ﺗﺄﻟﻴﻒ الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة وإخراج سعيد عبد الحافظ، وألحان الموسيقار عمار الشريعي، غناء الفنان علي الحجار، بطولة الفنانين: يوسف شعبان، وعفاف شعيب، ومحمود الجندي.
المعلم زينهم السماحي.. ' ليالي الحلمية'
ويعُد مسلسل ليالي الحلمية، من أهم الاعمال الفنية الراسخة في أذهان الشارع المصري، ومع ظهور المعلم زينهم السماحي، الفتوة المسؤول عن الحارة، المعروف عنه الجدعنة والشهامة، يرسخ الفنان سيد عبد الكريم موهبته ليشتهر بهذه الشخصية، ويصبح لقبه في السينما المصرية.
وصور المسلسل التاريخ المصري الحديث من عصر الملك فاروق وحتى مطلع التسعينات في عدة أجزاء كان آخرها 1995، وتدور أحداثه على الصراع بين 'سليم البدري' والعمدة ' سليمان غانم' واستفادة ' نازك السلحدار' من هذا الصراع بما يخدم أهدافها الخاصة، وقدوم ' سليمان غانم' من الأرياف من أجل الثأر لوالده الذي مات في السجن بسبب ' إسماعيل البدري' والد ' سليم'.
مسلسل ' ليالي الحلمية: من تأليف الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة وإخرج جمال عبد الحميد، الحان الموسيقار ميشيل المصري وغناء الفنان محمد الحلو، بطولة الفنانين يحي الفخراني، وصفية العمري، والفنان صلاح السعدني.
عزوز أبو شامة.. 'زيزينيا'
وجسد 'عبد الكريم' شخصية ' عزوز ابو شامة' من خلال مسلسل 'زيزينيا' في عام 1997، والذي كان يعمل في مهنة صناعة الملابس ' الترزي'، وسافر الي فلسطين ويعود مرة اخري ليعمل في مهنة صناعة الملابس، ومساعدة الفدائين ضد الاستعمار الانجليزي، وتأيده لحزب الوفد الذي كان الوجه السياسية والمتحدث بأسم الشعب المصري.
وتتناول قصة المسلسل حياة الأجانب من إيطاليين ويونانيين وغيرهم في مدينة الإسكندرية، في أربعينيات القرن العشرين وكيفيه تعاملهم مع أهل البلد.
مسلسل ' زيزينيا' من تأليف الكاتب القدير أسامة أنور عكاشة وإخراج جمال عبد الحميد، والحان الموسيقار عمار الشريعي، وغناء الفنان محمد الحلو، بطولة الفنانين يحي الفخراني، فردوس عبد الحميد، وجميل راتب.
السنوات الأخيرة في حياة سيد عبد الكريم
بعد سنوات من النجاح أصيب الفنان سيد عبد الكريم في الـ5 سنوات الأخيرة من حياته 'بفشل كلوي' و'جلطات بالمخ'، حتى جاء الإهمال الطبي وأنهى حياة الفنان القدير سيد عبد الكريم عن عالمنا في عام 2012، وذلك حسب تصريحات ابنته، ليرحل المعلم زينهم السماحي رمز الجدعنة والشهامة والوطنية 'الأستاذ الفنان' عن عالمنا عن عمر يناهز 76 عامًا، ويترك بصمته في عالم السينما المصرية.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
