كيف خرج مسلسل la casa de papel من الخيال إلى الحقيقة وأصبح أيقونة المقاومة؟ (صور وفيديو)

السر وراء قناع سيلفادور وأغنية Bella Ciao والبدلة الحمراء

la casa de papel - لاكاسا ديبابيل
la casa de papel - لاكاسا ديبابيل

فاجأت شركة 'نيتفليكس' عشاق سلسلة مسلسلها الإسباني الشهير 'لاكاسا ديبابيل – la casa de papel'، يوم الجمعة الماضية، بطرحها 5 حلقات من موسمه الخامس الجديد، ليتصدر بها المسلسل تريند مواقع التواصل الاجتماعي ومحرك البحث الشهير 'جوجل' بعد ساعات فقط من الكشف عنه، وذلك بعد أن حققت المواسم الأربعة الماضية نجاحًا ساحقًا في العالم العربي كله والدول الأوروبية، ليتحول العمل من مجرد عمل درامي، إلى رمزًا لقضايا المقاومة ومناهضة الفاشية حول العالم.

سلسلة مسلسل la casa de papel

فمنذ بدء المسلسل الإسباني، مرورًا بالمتابعة لسلسلته المكونة من خمسة أجزاء، نكتشف أنه يدور حول المناخ الإقتصادي والإجتماعي في إسبانيا منذ عام 2008، كما يبرز من خلال أقنعة العصابة إلى الاحتجاجات الإسبانية ضد التقشف، ثم ينتقل إلى 2011، عندما خلق البنك المركزي الأوروبي 171 مليار يورو من العدم، وعلق عليه وقتها 'البروفيسور' بطل العمل مبررًا للشرطة أعماله قائلًا: 'انتم تفعلون مثلما نفعل نحن لكن على صورة أكبر.. فأنا أقوم بحقن للسيولة، لكن ليس للبنوك.أنا أفعل ذلك هنا في الاقتصاد الحقيقي'.

la casa de papel - لاكاسا ديبابيل

كيف خرج تأثير la casa de papel من الدراما إلى أرض الواقع؟

لينتقل بعدها تأثير المسلسل من الدراما إلى المحافل السياسية والرياضية، ليتصدر القناع الشهير الذي ظهر في مسلسل 'لاكاسا ديبابيل – la casa de papel' المشهد في العالم كله، ويحضر وبقوة كرمز للثورة والتجديد، فسياسيًا ظهر في مظاهرات الثوار في العراق ولبنان، وأيضًا الأعمال الفنية التي تناولت الحراك الشعبي داخل البلدين، وعبر مؤديها اعتراضهم على الأوضاع في بلدانهم.

أما رياضيًا فكان الحدث الأكبر هو ارتداء لاعبو المنتخب المصري الأوليمبي لكرة القدم، أقنعة 'سلفادور دالي'، أثناء دخولهم إلى ملعب استاد القاهرة، بعد فوزهم على نظيرهم الأفواري بنتيجة 2-1، محرزين بذلك لقب كأس الأمم الأفريقية تحت سن 23 عاما، ليعبروا جميعهم عن فرحتهم بالإنتصار رغم المعوقات الكثيرة التي قابلتهم خلال مشوارهم.

la casa de papel - لاكاسا ديبابيل

ما السر في قناع la casa de papel؟

فالجميع يعلم أن القناع الذي يرتديه أبطال المسلسل الإسباني 'لاكاسا ديبابيل – la casa de papel' هو قناع لوجه الفنان والرسام الإسباني السريالي سلفادور دالي - salvador dali'، الذي تميز بشخصيته الإستثنائية، ولكن لا يعلم الكثيرين حتى الآن لماذا هو؟ وما السر في ذلك؟

ففي الحلقة الأولى من الموسم الثالث من المسلسل، قال بطل المسلسل الإسباني 'البروفيسور' في مقدمته: 'إن المقاومة والسخط تجاه النظام الرأسمالي ألهمته بخطته للقضاء عليها'، أما 'طوكيو' إحدى البطلات، فقالت: 'حياة البروفيسور تدور حول كلمة واحدة وهي المقاومة.. وإذا كان جده يحارب الفاشستيين في إيطاليا، وعلموه أغنية Bella Ciao ليأتي هو ويعلمها بدوره لنا'.

سلفادور دالي

ليجد المشاهد نفسه بعد وصوله إلى الجزء الجزء الخامس من la casa de papel، ، لم يعرف السبب وراء استخدام هذا القناع، أو الأغنية، ولكننا في النظر إلى حياة سلفادور دالي، سنكتشف أمرين مهمين يتطابقان مع الرسالة التي يريد إيصالها المسلسل وهما: 'المقاومة أو الاحتجاج والحماقة أو الجنون'.

من هو سلفادور دالي؟

فالرسام الإسباني سلفادور دالي، كان أحد أعضاء جماعة 'دادا' الفنية بمدينة زيوريخ، والتي كانت معارضة وبشدة المجتمع الرأسمالي الحديث، بجانب أن أعماله الفنية عكست رؤيته السياسية ضد الرأسمالية، لتضح الصورة في هذا الأمر بارتباطه مع البروفيسور بمعارضته للنظام الرأسمالي.

سلفادور دالي

فكان 'دالي' في شبابه راديكاليًا داعمًا للحركة الدادائية الفنية، التي نشأت في زيورخ احتجاجًا على المجتمع الرأسمالي الحديث، وعارض الفن الدادائي القومية المتشددة، ودخل في تحالف مع اليسار الراديكالي، ودعا بنفسه إلى احتضان الأناركية والشيوعية، إلا أنه في سنواته الأخيرة، ظهر دعمه للنظام الاستبدادي للجنرال فرانسيسكو فرانكو، لتشير معتقداته السياسية إلى تطوراته الفنية وتأثيرها عليه.

سلفادور دالي

أما النقطة الثانية وهي 'الحماقة والجنون'، واللذان سيطرا على طبيعة العصابة الإسبانية، في تعبيرهم عن رفضهم للأوضاع التي تمر بها بلدهم، من خلال سرقتهم البنك المركزي، ويؤكدوا على أن هذا القناع هو دليل على رؤيتهم للعالم من منظور 'دالي' رمز الجنون.

فعلى الرغم من عبقرية وموهبة سلفادور دالي، إلا أن هذا الأمر قاده إلى تحطيم الحدود في الحقبة التي عاشها، بقيادته للحركة الفنية إلى حدود جديدة، أتضحت في لوحاته التي اتسمت بالغرابة، والتي تأثرت إلى حد كبير برواد الفن في عصر النهضة، وكان من أشهر لوحاته 'إصرار الذاكرة' التي يظهر فيها عدد من الساعات في حالة مائعة وملقاة على الأرض.

سلفادور دالي

ما السر في أغنية 'Bella Ciao' من la casa de papel؟

Bella Ciao بدأت رحلتها منذ القرن 19، عندما رددها الفلاحون الإيطاليون؛ لاحتجاجهم على ظروف الحياة والعمل القاسية، لتخرج بعدها المقاومة الإيطالية خلال الحرب العالمية الثانية وتصدح بها كنشيد رسمي لمقاومة ومناهضة الفاشية، ثم تغنى بها المقاتلين الإيطاليين، الذين قاتلوا ضد الاحتلال النازي خلال الحرب، لتعبر بعدها رمزًا مهمًا في الثورة والمقاومة.

وتحظى النسخ المختلفة من أغنية Bella Ciao بشعبية كبيرة في جميع أنحاء دول أوروبا، وخصوصًا في فرنسا وألمانيا، وبين الجماعات المعادية للفاشية، لتتحول اليوم بعد عرض المسلسل الإسباني la casa de papel، إلى نشيد ثوري مشترك بين ساحات التظاهر العربية.

فأُعيد إنتاج أغنية Bella Ciao في بلدان عربية عدة، مثل العراق وفلسطين وسوريا، للتعبير عن استيائهم وغضبهم من الأوضاع التي تمر بها بلدانهم، فعلى سبيل المثال صيغت الأغنية في القالب السوري على شكل حوار بين مناصر ومناهض للثورة السورية.

ما السر في البدلة الحمراء لعصابة la casa de papel؟

فكما قلنا في السطور السابقة، إن 'البروفيسور' وعصابة la casa de papel، هدفهم هو القضاء على النظام الرأسمالي، مما يدل على أنهم ينتمون إلى النظام الاشتراكي والشيوعي؛ لأنه أكبر نظام كان معارضًا للرأسمالي الحديث، ولذلك نجد استخدامهم للبدلة الحمراء في زيهم لها أكثر من معنى، أولهم هو تمثيلهم لدماء العمال الذين ماتوا في الكفاح ضد الرأسمالية.

la casa de papel - لاكاسا ديبابيل

وبالرجوع أيضًا إلى رمز الاشتراكية والشيوعية، فسنجد أن أقدم رمز لهم هو العلم الأحمر، الذي يعود إلى الثورة الفرنسية في القرن 18 وثورات عام 1848، والسبب الآخر أن اللون الأحمر، كان مرتبطًا بشدة في دول أوروبا بالحكم الملكي أو الكنيسة نظرًا لرمزية ورابطة دم المسيح.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً