بوجهه البشوش وابتسامته الصافية، استطاع أن يغزو قلوب الجمهور ويجذب الأنظار إليه، منذ ظهوره الأول في بداية التسعينات، وقدم على مدار مشواره الفني مجموعة مميزة من الأعمال وترك فيها بصمات كبيرة عالقة في الأذهان، إنه الفنان خالد محمود الذي أجرت «أهل مصر» معه حوارا، للحديث عن أعماله الجديدة وكواليس مشواره الفني، وغيرها من المواضيع الهامة.
حدثنا عن مسرحيتك الجديدة فندق الأحلام؟
سعيد بالمشاركة في المسرحية ومعى مجموعة من الفنانين نادر أبو الليف، أنجى خطاب، عايدة غنيم، كريم الحسينى، محمد عيد الصغير، رضا ادريس، وغيرهم من الفنانين، فكرة وإخراج أحمد كامل، وأجسد في المسرحية شخصية مدير الفندق الذي لا يعرف ما يدور حوله وذلك في إطار كوميدي، وتناقش المسرحية موضوع هام ونرغب في أن نخبر الناس أن التقرب لله أجمل شئ في الحياة وربنا سبحانه وتعالى هو من يحل أي مشكلة وهو من يقرب البعيد ويحقق لنا كل أحلامنا.
وماذا عن مسرحية هاملت التي عرضت مؤخرا؟
اعتبر عرض هاملت بالمقلوب من أهم العروض التي قدمها البيت الفني للمسرح والتي قدمت من خلال مسرح الدولة، وكنت حريصا جدا عندما رشحت للعمل أن أكون من المتواجدين في هذا العمل المهم لأسباب كثيرة أولا الكاتب الكبير الدكتور سامح مهران والمخرج المتميز مازن الغرباوي صاغوا عملا صعبا جدا وبدقة شديدة جدا وحرفية من خلال عمل مسرحي، هاملت بالمقلوب هي نفس قصة هاملت الحقيقية المتعارف عليها لكن الدكتور سامح مهران نفذ معالجة درامية مميزة وأدخل روح العصر الحديث على العمل، والغرض من العمل هو القول إن رجل الدين عندما يجتمع مع رجل السلطة في أي مكان في العالم فالذي يدفع الثمن هي الشعوب، والرسالة الحاكمة تكون غير عادلة تماما ولا الرسالة الدينية، فكنت أمثل رجل الدين، ورجل السلطة جسده الفنان أيمن الشيوي، وهاملت كان يمثل الشعب أو شعوب العالم، لأننا نلقي الضوء على العالم عامة.
وسعيد سعادة كبيرة بالمشاركة في المسرحية، والحمد لله ترشحت في المهرجان القومي للمسرح في نسخته الأخيرة لجائزة أفضل ممثل والمسرحية حصلت على أكثر من جائزة، أيمن الشيوي حصل على جائزة أفضل ممثل بجانب حصول المسرحية على أحسن إخراج وأحسن فريق عمل جماعي وغيرها من الجوائز وهذا الأمر أسعدنا أكثر.
ما الصعوبات التي قابلتها في مسرحية هاملت؟
العمل لكي يخرج من النور ظللنا لمدة سنة ونصف نجري بروفات فقط، بجانب صعوبات بسبب الكورونا وبعض المشكلات الإنتاجية حتى تمت الموافقة عليها وظروف كثيرة خارجة عن إرادتنا واجهناها، والبطل الحقيقي الذي واجه هذه الصعوبات المخرج الجميل مازن الغرباوي، الذي تصدى لكل التحديات بكل شجاعة وجميعنا نحييه لأنه دؤوب في عمله ومخلص للغاية والحمد لله العمل ظهر للنور ولاقى نجاحا كبيرا.
هل سيتم عرض المسرحية مرة أخرى؟
المسرحية مرشحة للسفر في أكثر من دولة مثل الهند وتونس والمغرب وغيرها، للمشاركة في عدة مهرجانات عالمية وتمثيل مصر، والحمد لله يأتي ذلك نظرا للنجاح الكبير الذي حققته لكن إعادتها مرة أخرى يرجع للبيت الفني للمسرح إذا كان يريد أن يعيدها مجددا او لا، وذلك لأن هناك مسرحيات كثيرة تنتظر دورها في العرض، واستمتعت بالمسرحية للغاية ويكفي أن كل النقاد أجمعوا أن هذا العمل لا يرى مرة واحدة لكن أكثر من مرة لأن به تفاصيل كثيرة الاستاذ سامح مهران لخصها في ساعة وهذا إعجاز فكرى ترجمة مازن الغرباوي.
حققت نجاح كبير أيضا في مسلسل نقل عام..حدثنا عن هذا الدور؟
جذبني للمشاركة في العمل حالة الحب بيني وبين زوجتي في المسلسل التي كانت تعاني من مشكلة نفسية وتحاملت معها وصبرت كثير جدا حتى أدركت أنها على خطأ وعادوا لبعضهما مرة أخرى، والفكرة هنا التحمل، فأنا أدرك أن زوجتي لديها مشكلة نفسية ولا أضايقها بالمشاكل التي تعاني منها وأظل صابرا معها في حب وخوف عليها وفي النهاية يتحول كل ذلك إلى حنان يعود إليك مجددا وهذا ما حدث في العمل، والعمل من المسلسلات المهمة مع فنان مهم الفنان الكبير محمود حميدة وشركة فنون مصر لريمون مقار ومحمد محمود عبد العزيز، وهؤلاء أشخاص يعرفون جيدا ما يفعلونه ولديهم وعي بالحركة الفنية ويقدمون مسلسلات في رمضان وخارجه أيضا ويحققون دائما نجاحات فالحمد لله على النجاح الذي حدث.
لماذا غبت عن سباق مسلسلات رمضان الماضي؟
الأمر خارج عن إرادتي لكن أستطيع القول أن الحركة الفنية مقصرة بشكل كبير وهذا حصيلته أن هناك أكثر من 85 % من الممثلين يجلسون في بيوتهم، وهي دائرة تدور في عدد معين من الممثلين، لكن أنا لا أركز على هذا الأمر إنما أتحدث عن أن قديما كانت الحركة الفنية من أنشط الحركات، فحتى سنة 2010 كان لدينا 3 قطاعات هامة في الدولة؛ قطاع الإنتاج وصوت القاهرة ومدينة الإنتاج الإعلامي، بالإضافة لوجود أكثر من 80 منتج في مصر فكنا أشبه بخلية النحل، لكن وصلنا حاليا في 2022 لإنتاج 13 و14 مسلسل فقط، العملية بعدت كثيرا، فيجب أن تعيد الدولة النظر في العملية الفنية والحركة الفنية في مصر، لأن مصر جرى العرف والعادة أنها صاحبة المقام الأول في الدراما التي تعتبر شيئا هاما لمصر والمصريين والدولة تنظر لها بعين الاعتبار.
من الأدوار الهامة في مسيرتك فيلم 'شاويش نص الليل' مع الراحل فريد شوقي.. حدثنا عن كواليس هذا العمل؟
شاويش نص الليل أول فيلم جسدته في حياتي وكان برفقة الفنان الكبير فريد شوقي، وقتها كنت طالب في المعهد العالي للفنون المسرحية، وأنا طالب في المعهد كنت أشارك في مسلسل مذكرات زوج مع الراحل محمود ياسين، والأستاذ فريد شوقي رحمة الله شاهدني فيه، وطلبني بالأسم وأرسل لي أشخاص لأخذي من المعهد، وكان ذكيا جدا وأنا صراحة كنت مرعوب جدا وأنا ذاهب إلى ملك الترسو ووحش الشاشة، وهو من ذكائه لم يتعامل معي على أنه الملك فريد شوقي لكنه كان إنسانا بسيطا، وأخبرني قائلا:'أنت بتلعب رياضة'، قلت له: 'طبعا'، لأنني كنت أخشى أن أستبعد من الدور، قال لي 'بتلعب ايه؟'، قلت له 'سباحة'، ورد قائلا: 'والملاكمة اللي كنت بتلعبها في المسلسل؟'، قلت له:'طبعا بس كانوا جايبين لي مدرب'، قال لي:'هنجبلك مدرب وسينفذ لك كل شئ'.
وبهذه الطريقة كسر الحاجز بيننا وأذاب كل شئ، ودخلت الفيلم وأنا مبسوط جدا وأخبرني بشئ هام قائلا:'خلي بالك يا خالد دورك أكبر من دوري هتقدر تعمل الدور بكفاءة ولا لا؟'، قلت له:'ربنا يقدرني يا ملك على قدر ما أقدر ويوفقنا ان شاء الله'، وبالفعل جسدت الدور وبعد عرض الفيلم ترشحت لجائزة أفضل ممثل وقابلت فريد شوقي وقلت له عن رأيه فاحتضنني وأخبرني قائلا: 'نظرتي فيك ما خيبتش'، وسعادتي الكبيرة كانت بعد العمل بعدما تمكنت من إيصال رسالة مهمة وعرفت هذا الأمر من خلال شباب كانوا مدمنين للمواد المخدرة وتحدثوا معي عن أن بعد رؤيتهم للفيلم ابتعدوا عن المخدرات خوفا من المصير المحتوم الذي وصلت إليه في العمل، والأستاذ فريد شوقي في البداية حينما كنا نتكلم عن الفيلم قال لي: 'للأسف كل أفلام الإدمان لم تعالجه'، فالبطل يظهر في دور المدمن وطريق المخدرات ثم يأخذونه للعلاج ويحبسوه، وأي مدمن يشاهد هذا الأمر يقول في نفسه أنه سيفعل مثل البطل طالما أنه لم يواجه نهاية قاسية، لكن في شاويش نص الليل كانت النهاية حاسمة ورادعة لأي شخص يفكر في الدخول لطريق الإدمان وبالفعل تحققت الرسالة.
تاريخك الفني مليء بالأعمال المميزة.. ما الاقرب لقبلك؟
الأعمال طالما وافقت عليها وقدمتها فأنا أحبها، لكن من الأعمال المحببة لي المسلسل الذي فرض نفسه على مصر والعالم العربي مسلسل 'الحقيقة والسراب' كان من أهم الأعمال التي قدمتها، بجانب مسلسل محمود المصري وهما من الأعمال التي استمتعت كثيرا بهما والحمد لله حققت شعبية كبيرة و'يتربى في عزو' من المسلسلات الناجحة، ونفذ للفنانة الكبيرة العظيمة كريمة مختار تمثال، وأغنية حمادة عزو حققت نجاحا حتى وقتنا هذا، و حصد العمل شعبية كبيرة وقتها والحمد لله كنت سعيد الحظ بالمشاركة في أعمال كانت راسخة وناجحة في وجدان المشاهدين، وعلى فكرة أنجح المسلسلات قدمتها مع الرائع مجدي ابو عميرة .
ما جديدك الفترة المقبلة؟
حاليا أقدم مسرحية فندق الأحلام كما قلت، وفي نفس الوقت أقدم مسرحية للأطفال مهمة جدا وأعمل عليها منذ عام ونصف، والحمد لله ستظهر للنور خلال أيام قليلة، وعندما أقدم عمل للأطفال أحرص على تقديم رسالة مهمة، في ظل التحديات الحاصلة لأطفالنا من خلال السوشيال ميديا التي لوثت أفكارهم، وقلت اذا قدمنا عمل نستطيع به ترسيخ فضيلة الصدق سنكون نجحنا بشكل كبير، وأتمنى العمل يحقق ما أريده ويفيد الأطفال وينقذهم من الأفكار التي تدخل عليهم من كل جانب.