تحل اليوم ذكرى وفاة الفنانة زينب صدقي أو قمر الزمالك مثلما لقبها البعض، هي فنانة أرستقراطية برعت في دور الأم والحماة الطيبة، وهي من قامت بتغسيل الفنانة فردوس محمد بعد وفاتها إثر تعرضها لفترة طويلة من المرض.
زينب صدقي من أصل تركي وذهب بها الحال بعدما كانت تعيش حياة أرستقراطية أنها قامت ببيع محتويات بيتها ومدفنها لكي تستطيع العيش وقام الكاتب مصطفى أمين بجمع تبرعات لها، وفي هذا التقرير يستعرض 'أهل مصر' قصة قمر الزمالك أو زينب صدقي.
بدايتها الفنية
تميزت الفنانة زينب صدقي على مدي مشوارها الفني بتقديم دور الأم والحماة الطيبة ، ودور السيدة الأرستقراطية ، حيث ساعدتها ملامحها الطيبة على ذلك ، وحصلت عام 1930 على لقب ملكة جمال مصر وذلك لشدة جمالها ، إسمها الحقيقي ميرفت عثمان صدقي ، ولدت عام 1895 في حي الزمالك ، وأطلق عليها قمر الزمالك ، وكانت بدايتها في التمثيل عام 1917 ، وحصلت على الجائزة الأولى في التمثيل ، وكانت بدايتها الفنية عندما قامت بعمل مسرحيات الفصحى والمسرحيات الشعرية حيث قدمت مجنون ليلى وكليوباترا للشاعر أحمد شوقي.
شكسبيرة الزمالك
لشدة تعلقها بالثقافة تم إطلاق اسم شكسبيرة الزمالك عليها، حيث كانت تقيم في بيتها ندوات ثقافية كل أسبوع تضم كبار كتاب وأدباء ذلك الوقت ومن أهمهم العقاد ومحمد التابعي والرافعي والمازني وفكري أباظة وسلامة موسى ومصطفى أمين والكثير من الأدباء.
سبب اعتزال المسرح
كانت كلمتها الشهيرة بعد أن قضت ثلاثين عاما في التمثيل على خشبة المسرح وختمتها بالإعتزال في يوم ميلادها ، حيث قالت يوم إعتزالها: 'الارستقراطية التى أعيش فيها لا تعنى أننى غنية فأنا لا أملُك إلا السَتر وبِعت كل ما أملك حتى القرافة ـ المقبرة ـ وأنا فى حاجة للعمل لأعيش، لكن ما يهمنى هو كرامتى الفنية لأعيش في الخيال الجميل الذى عشت فيه اثناء قيامى بأدوارى الخالدة، لذلك فضلت اعتزال المسرح الذى اعتبره كل حياتى، واعتزله وأنا في القمة قبل ان يعتزلنى بعدما أهبط الى القاع بعد انصراف الجمهور المثقف عن المسرح واكتفى بالتمثيل للسينما لأحصل على الخبز.
أزمتها بعد اعتزال المسرح
عاشت زينب صدقى بمبلغ 23 جنيهًا شهريًا، معاشا لها من نقابة الممثلين وظلت تعيش بهذا المبلغ الضئيل، فكان نشاطها الفني متوقفا بعد أن بلغت 70 عامًا، حتى اضطرت الى بيع أثاث بيتها وسيارتها ومقبرتها التي أعدتها ليوم رحيلها.
نقابة الممثلين تمنع معاشها
وفي عام 1963 منعت نقابة الممثلين برئاسة أحمد علام المعاش عن الفنانة زينب صدقي هي ومجموعة من زملائها حتى أصبحت تكاد تموت جوعا، وكتب الصحفى مصطفى أمين مقالا في الصفحة الاولى بأخبار اليوم هز الرأي العام عام 1963 بمشكلة زينب صدقي بعنوان (ادفع جنيها ثمن تذكرة لرواية لن تحضرها) قال فيه: حكم الفنان أحمد علام مدير الفرقة المصرية للتمثيل بإعدام الفنانة زينب صدقي جوعا بعد حرمانها من معاش كانت تتقاضاه قدره 23 جنيه شهريا، وزينب صدقى هي النجمة الجماهيرية التي أسعدت الملايين وأبكتهم وأضحكتهم وكانت صورها تغطى جدران الشوارع والميادين طيلة أكثر من نصف قرن، كانت تسمى الهانم والليدي زينب صدقي.
مقالة مصطفى أمين
وأضاف مصطفى أمين: بعد أن ذهب شبابها وسقطت على المسرح فكسرت قدمها أحيلت إلى المعاش ثم قام مدير الفرقة بحرمانها منه، وانا أوجه دعوة ليست للحكومة لإنقاذ ممثلة من أعظم ممثلات مصر ولكن اتوجه إلى الجمهور بدفع جنيه واحد لتذكرة دخول رواية من رواياتها لكنه لن يشاهد شيئا وذلك لمنع تنفيذ حكم الإعدام عليها.
وبمجرد نشر المقال انهالت تبرعات القراء بدفع كل واحد جنيه واحد حتى شملت الحصيلة 2340 جنيها خلال شهر واحد.
قنبلة في الوسط الفني
وصفت مجلة الجيل في سبتمبر 1957 مقال مصطفى أمين بأنه بمثابة قنبلة في الوسط الفنى وإنها أصبحت مادة للحديث في كل مكان، وقد اختلفت تعليقات الفنانين والفنانات باختلاف نظرة كل منهم إلى الموقف.. هل تستحق زينب صدقى المعاش أم لا، ورأت فاتن حمامة أن المأساة ليست مأساة زينب صدقى لكنها مأساة كل فنان يعمل لدنياه كأنه يموت غدا ويعمل لآخرته كأنه يعيش أبدا، وعلقت الراقصة سامية جمال بان زينب وأى فنان من حقها أن تعيش حياتها بدون حرمان كأى إنسان.
ورد أحمد علام نقيب الممثلين باللوم على نجوم السينما لأنهم لم يؤدوا التزاماتهم بسداد نسبة الـ 1% للنقابة حسب نص القانون حتى يصبح في صندوق النقابة ما يكفى لدفع معاش زينب صدقى وغيرها من الفنانين المتقاعدين، إزاء هذا لم تملك الفنانة زينب صدقى إلا البكاء.
أعمال زينب صدقي الفنية
قدمت الفنانة زينب صدقي العديد من الأعمال الفنية منها على خشبة المسرح ومنها أعمال سينمائية ونرصد منها : ' لابيلور (1983) ، إسكندرية ليه ،صغيرة على الحب ، الراهبة ، وفاء للأبد ، فيلم الزوجة 13،موعد في البرج ، معبد الحب (فيلم) ، التلميذة ، ارحم حبي ، الجريمة والعقاب ، كفاية يا عين ، حب ودموع ، عهد الهوى ، وعد ، كدت أهدم بيتي ، عزيزة ، عائشة ، وفاء ، أنا ذنبي إيه ، مصطفى كامل ، أولادي ، وداعا يا غرامي ، ليلة غرام ، نهاية قصة ، الخارج على القانون ، الصقر، زوج الأربعة ، ست البيت في دور - الحماة ، نادية ، فتاة من فلسطين ، عدو المجتمع ، معروف الإسكافي ، الأحدب ، النائب العام ، عواصف ، اليتيمة ، هدمت بيتي ، دايما في قلبي ، مدينة الغجر ، قبلة في لبنان ، بين نارين ، الصبر طيب ، أول الشهر، على مسرح الحياة ، امرأة خطرة ، لافولنت ، بسلامته عايز يتجوز ، الاتهام في دور - زوزو ، كفري عن خطيئتك'
تكريم الرئيس السادات
في عام 1974 وفي حفلة عيد الفن أمر الرئيس السادات بصرف معاش 100 جنيه للفنانة زينب صدقي ومثيلاتها من الفنانين والفنانات المتقاعدين حتى رحلت عام 1993.
ورحلت زينب صدقى عن عالمنا بعد رحلة حياة طويلة فى مثل هذا اليوم 23مايو عام 1993 عن عمر ناهز 98 عاما.