في ذكرى وفاة رائد الكوميديا نجيب الريحاني.. زوجته بديعة مصابني: عاش حياة كئيبة خالية من المرح

نجيب الريحاني وبديعة مصابني
نجيب الريحاني وبديعة مصابني
كتب : ندى صدقي

تحل اليوم ذكرى رحيل الفنان نجيب الريحاني ، حيث إنه توفى في 8 يونيو 1949 ، يعد الريحاني من أبرز رواد المسرح والسينما في مصر والوطن العربي ، ومن أشهر الفنانين الكوميدين في مصر ، تزوج بديعة مصابني ، وكان له دور بارز في تطوير المسرح والفن الكوميدي في مصر ،

نجيب الريحاني وبديعة مصابني

بدايته وزواجه من بديعة مصابني

ولد نجيب الريحاني في 21 يناير 1889 في حى باب الشعرية لأب مسيحى من أصل عراقى اسمه «إلياس ريحانة» ، وكانت من أبرز المحطات في حياة نجيب الريحاني هي زواجه من الراقصة والفنانة اللبنانية بديعة مصابني التي تعرف عليها أثناء إحدى عُروضه في لُبنان، واصطحبها معهُ إلى مصر، حيثُ افتتحت ملهىً خاصًا بها اشتهر باسم 'كازينو بديعة'، كما أسست فرقتها المسرحيَّة الخاصَّة كذلك التي عُرفت باسم 'فرقة بديعة مصابني' والتي اكتشفت العديد من المواهب التمثيليَّة في مصر.

ثم تزوجها 'الريحاني'، وعلى الرغم من الحب الذي جمع بينهما في البداية، إلا أنهما عانا من العديد من المشاكل الزوجية والأسرية، بسبب اختلافهما الشديد، وكشفت بديعة عن سبب طلاقهما خلال لقاء قديم قائلة: 'أنا كنت شكل وهو شكل، هو يحب النوم، ويحب السهر كثيرًا، بيقعد هو وبديع خيري يألفوا ويعملوا روايات، وأنا عايزة بالنهار مثلا أروح أتغدى في مسرح وأروح أتفسح مليش راجل معايا، فين نجيب؟ نايم، فين نجيب؟ بيشتغل، فين نجيب؟ عند بديع، فاتخانقنا وسيبنا بعض قبل وفاته بأشهر'.

مذكرات بديعة مصابني

وتقول بديعة مصابنى فى مذكراتها: 'من يعرف الريحانى يعرف جيدا أنه شخص غير مرح، دائم الضجر، ولن يصدق أحد أن هذا الفنان العملاق الذى يضحك الناس إلى حد البكاء يعيش حياة كئيبة خالية من المرح، يعيش فى الحقيقة كرجل مهموم لا يضحك أبدا، وإذا أردتم أن تعرفوا شكل حياتى معه ستجدون أن الثلاث سنوات التى مرت فى زواجنا كانت مثل دهر، لم نتبادل فيها سوى بضع كلمات بسيطة، فهو لا يحسن التعبير عن عواطفه ولا يحب أن يتحدث كثيرا، فقد كان يستيقظ فى الثانية بعد الظهر دون أن ينطق بكلمة، وكنت أنتظره ساعات حتى يشرب قهوته ويقرأ الجرائد والمجلات حتى أتمكن من الحديث معه، وكنت أتحدث فى كل الأمور بينما هو يرد بكلمات قليلة إذا ما لزم الأمر مثل: أيوه، مظبوط، يمكن'.

ولم تستمر هذه الزيجة طويلا بل انفصل الريحاني عن بديعة مصابني ، ليتزوَج بامرأةٍ ألمانيَة هي «لوسي دي فرناي» وأنجب منها ابنته الوحيدة.

مقولة الريحاني الشهيرة عن المسرح المصري

ترك نجيب الريحاني بصمةً كبيرةً في المسرح العربي والسينما العربيَّة، حتَّى لُقِّب بِـ«زعيم المسرح الفُكاهي» في مصر وسائر الوطن العربي، ويرجع إليه الفضل في تطوير المسرح والفن الكوميدي في مصر، وربطه بالواقع والحياة اليوميَّة في البلاد بعد أن كان يتم تقليد المسارح الأوربية ، حيث قال الريحاني في ذلك قوله الشهير: «عايزين مسرح مصري، مسرح ابن بلد، فيه ريحة 'الطعميَّة' و'المُلوخيَّة'، مش ريحة 'البطاطس المسلوق' و'البُفتيك'... مسرح نتكلَّم عليه اللُغة التي يفهمها الفلَّاح والعامل ورجل الشارع، ونُقدِّم لهُ ما يُحب أن يسمعهُ ويراه...». وكان لِلريحاني وأُسلوبه التمثيلي تأثيرٌ على العديد من المُمثلين اللاحقين، منهم فُؤاد المُهندس الذي اعترف بتأثير أُسلوب الريحاني عليه وعلى منهجه التمثيلي. وقد أدَّى دور الريحاني عدَّة مُمثلين في عدَّة مُسلسلات تلفزيونيَّة تحدثت عن بدايات الفن المسرحي والسينمائي في مصر والوطن العربي.

إصابته ووفاته

أُصيب الريحاني في أواخر أيَّامه بِمرض التيفوئيد الذي أثَّر سلبًا على صحَّة رئتيه وقلبه، وفي يوم 8 حُزيران (يونيو) 1949م المُوافق فيه 12 شعبان 1368هـ، تُوفي الريحاني في المُستشفى اليُوناني بِحي العبَّاسيَّة بِالقاهرة، ولمَّا يختتم تصوير آخر أفلامه، ألا وهو «غزل البنات»، وكان لهُ من العُمر 60 سنة.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً