أشاد المخرج خالد يوسف بحفل افتتاح المتحف المصري الكبير الذي أُقيم أمس، معبرًا عن استيائه من الانتقادات التي وُجهت لمخرج الحفل. وفي منشور على حسابه الرسمي بموقع فيسبوك، قال: "ما سأقوله حول افتتاح المتحف الكبير قد لا يُرضي المؤيدين للنظام أو المعارضين له، لكنه كلمة حق أقولها وأنا مرتاح ضميري ومتسق مع قناعاتي. شاهدت الحفل وسط عدد من الأجانب من جنسيات مختلفة أثناء إجازتي في قبرص، وكان الجميع منبهرًا ومُعجبًا. ومن وجهة نظري كمخرج، لا أرى أن هناك ما يستدعي هذا الهجوم القاسي الذي وُجه إلى الحفل على السوشيال ميديا. أشعر أن نقدنا لأنفسنا أصبح قاسيًا جدًا".
وتابع يوسف قائلاً: "تحميل مخرج الافتتاح كافة الأخطاء في الحفل هو أمر غير عادل، لأنه في الواقع مجرد ناقل تلفزيوني للعرض، هذا يشبه تحميل مخرج مباراة كرة القدم مسؤولية أخطاء اللاعبين أو محاسبة مخرج تلفزيوني عن أداء الممثلين في مسرحية. المخرج التلفزيوني ليس مسؤولًا عن أي عنصر من عناصر العرض، بل هو فقط يقوم بنقل الصورة كما هي".
وأكمل: "الحفل كان نتيجة جهد مشترك من العديد من المبدعين، مثل مصممي الفقرات، والملابس، والديكورات، والموسيقى، والإضاءة، بالطبع، كان هناك مخرج له رؤية شاملة، لكن المسؤولية عن الإخراج الفني لا تقع على شخص واحد فقط، هل كان هذا الشخص موجودًا فعلاً في الحفل؟ هل هو نفسه من أطلقوا عليه مخرج الحفل؟ في رأيي، الأمور تتوزع بين العديد من الأطراف الفنية والإدارية، والمسؤولية ليست محصورة في شخص واحد".
وفيما يخص العيوب التي ظهرت في الحفل، قال يوسف: "نعم، كانت هناك بعض الهفوات في الحفل وفي النقل التليفزيوني، لكن هذه العيوب ليست بالدرجة التي تجعلك تدفن إنجازًا كبيرًا مثل هذا. لا يجوز أن نخلط بين هذه المناسبة وبين قضايا أخرى مثل الأوضاع الاقتصادية أو القروض. نحن بحاجة للاحتفال بهذا الإنجاز أولاً، ثم يمكننا الانتقاد بعد أن نحتفل بما تحقق".
وأضاف: "أنا أدرك تمامًا حجم الإحباط الذي يشعر به البعض بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة، ولكن هذا لا يعني أن نغفل عن تقدير إنجازات الوطن. يمكننا النقد والتعبير عن وجهات نظرنا بعد الفرح بما تحقق. على سبيل المثال، رغم أنني أعارض العديد من السياسات الحكومية، إلا أنني أشدت بعدد من الإجراءات التي تم اتخاذها، مثل الجهود التي بذلت في مكافحة فيروس الكبد الوبائي، وقضية تهجير أهل غزة".
وتابع: "المتحف الكبير ليس مجرد مشروع ترفيهي، بل هو واجب وطني يهدف إلى الحفاظ على تراثنا وفخرنا بتاريخنا وحضارتنا، إذا أحسنا الترويج لهذا المشروع وقدمنا للسائحين تجربة آمنة ومريحة، يمكن لمصر أن تصبح الوجهة السياحية الأولى في العالم، مما يعزز الاقتصاد الوطني ويوفر ملايين من فرص العمل".
واختتم يوسف منشوره بالقول: "يجب أن نتذكر كل من ساهم في بداية هذا المشروع، مثل الرئيس الراحل حسني مبارك ووزير الثقافة الأسبق فاروق حسني، ورجالهم الذين كانوا وراء تدشين المتحف الكبير. كما نوجه الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي على جهوده في إتمام هذا الصرح العظيم. لولا حماسه وجهوده المستمرة، لكان هذا المشروع قد تأجل أو حتى تم إلغاؤه".