تحل اليوم ذكرى وفاة الفنانة الكبيرة الراحلة سعاد حسني، التي ولدت في نفس هذا اليوم عام 1943، في عائلة فنية فوالدها محمد كمال حسني البابا الخطاط العربى، ولها ستة عشر أخ وأخت منهم الفنانة نجاة الصغيرة ، وكان ترتيب السندريلا العاشر بين إخوتها.
وقالت سعاد حسني في مقال قديم لها بمجلة 'الكواكب' عام 1962 بعنوان ' بالونة علمتنى الغناء' تحدثت فيه عن مشاجرتها مع شقيقتها الفنانة نجاة وغرس اظافرها في وجهها:' لم يكن حبى للغناء وأنا طفلة صغيرة وليد الصدفة بل جاء نتيجة البيئة الموسيقية والفنية التى نشأت فيها.. لقد فتحت عينى على والدى يجلس وأمامه إخوتي يدربهم على العزف على الآلات الموسيقية، وعندما بلغت السادسة من عمرى كنت أحفظ معظم أغانى أم كلثوم ، وأول أغنية حفظتها هي' غلبت أصالح فى روحى، حيث كانت أختى نجاة تتدرب على حفظها لتغنيها و كنت أقلدها بطريقتى الخاصة ولهجتى المكسرة'.
وتابع سعاد حسني روايتها قائلة: 'عشقت أم كلثوم لدرجة أنني ضحيت ببالونة كبيرة للحصول على صورتها التي كانت تحملها طفلة صديقة، رغم عشقى الكبير للبالونات ، ومن أجل هذه الصورة نشبت أظافرى في وجه أختي نجاة حتى سالت منه الدماء لأنها خطفت الصورة منى فتمزقت ، ويومها ضربنى أبى أول علقة فى حياتى.. كان أبى يخصص لنفسه غرفة خاصة ليكتب فيها الخطوط لأنه خطاط معروف وكانت التعليمات تقضى بعدم صدور أى أصوات فى المنزل أثناء قيامه بالعمل ، ولكنى فى أحد الأيام لم ألتزم بالتعليمات وأطلقت العنان وغنيت 'غلبت أصالح'، وما أن انتهيت من الأغنية حتى فوجئت بأبى يقف امامى'.
وفي هذا التوقيت، توقعت سعاد حسني أن تتلقى علقة من والدها ولكنه ربت على كتفها وطلب منها أن تغنى مرة أخرى ووعدها بدستة بالونات ، فغنت له' هلت ليالى العيد'، بعدها صحبها والدها إلى بابا شار وفى الإذاعة لتقف أمام الميكرفون وتغنى 'أنا سعاد أخت القمر ، بين العباد حسني اشتهر' ، وبعدما انتهت من الغناء حتى أخذها بابا شارو من يدها وقال لوالدها:' ابنتك ينتظرها مستقبل كبير، وبعد أيام طلب منها والدها أن تستعد للذهاب معه إلى بابا شارو فأجابت السندريلا الطفلة قائلة: ' بابا شارو لم يعطنى أى بالونة من المرة السابقة' فأحضر لها والدها مجموعة بالونات حتى وافقت أن تذهب معه لبابا شارو، واختتمت سعاد حسني مقالها قائلة: 'بعد ان كبرت واصبحت نجمة معروفة وبدأ الكثيرون يفكرون فى أن أتحول إلى مطربة مازلت أشعر بحنين كبير للبالونات'.