طالب الرئيس التنفيذي لمجموعة فولكس فاجن الألمانية للسيارات، هربرت ديس، الدوائر العليا في قيادة الشركة بالاستعداد لمنافسة متنامية الصعوبة مع شركة تسلا الأمريكية.
ونقل مشاركون عن ديس قوله في مؤتمر داخلي عقده بمدينة الباخ النمساوية إن المقر الرئيسي للمجموعة في فولفسبورج يجب أن يصبح 'أكثر كفاءة وأكثر سرعة'.
وأكد ديس أن هذه المنافسة لن تؤدي بشكل مبدئي إلى تداعيات بالنسبة للوظائف، وأوضح:' عندما أفكر في فولفسبورج، لا اشغل رأسي بشطب وظائف'.
وأضاف ديس:' هذا لا يهمني، ما يهمني هو كيف نعمل مع بعضنا البعض فنحن بحاجة إلى طريقة تفكير جديدة، فالمسألة لم تعد تتعلق بالعلامة التجارية فولكس فاجن بل بالمجموعة وبفولفسبورج'.
كانت تكهنات ترددت حول قرب شطب عشرات آلاف الوظائف في أكبر شركة لتصنيع السيارات في أوروبا، وقد أثارت هذه التكهنات ضجة.
وفي أعقاب ذلك، أوضحت إدارة فولكس فاجن أنه لا توجد لديها خطط لتنفيذ المزيد من الاقتطاعات لكنها أكدت في الوقت نفسه على ضرورة النقاش بشكل مكثف حول الوضع المتوتر للتكاليف ومدى الاستفادة من بعض المقار.
وسيكون هناك دور في هذا النقاش لحالة الخمول الراهنة الناجمة عن أزمة توريد الرقائق وكذلك لأهداف فولكس فاجن الخاصة بالإيرادات وتنامي المنافسة مع تسلا.
تجدر الإشارة إلى أن تسلا تعتزم قريبا البدء في إنتاج أول سياراتها الكهربائية في مصنعها بمنطقة جرونهايده القريبة من العاصمة الألمانية برلين وهو أول مصنع لتسلا في أوروبا.
وخلال الاجتماع مع نحو 200 قيادة تنفيذية ومديرين آخرين شاركوا عبر الفيديو من الصين، قال ديس:' أعرف أن بعضا منكم يكره هذا لكنها تسلا في المقام الأول، والفارق يتسع، فهم سيكونون أسرع وسيوردون وسيصبحون أفضل في تصنيع السيارات، فهم العلامة التجارية الوحيدة التي حققت نموا رغم أزمة كورونا، كما أن لديهم أسطولا يرتبط بالشبكة بشكل كامل حول العالم، نحن مضطرون لقبول هذه المنافسة'.
ورأى ديس أن مصنع فولكس فاجن الرئيسي في فولفسبورج، الذي فاز بمهمة تنفيذ المشروع الرائد لإنتاج السيارة الكهربائية الجديدة تماما 'ترينيتي' اعتبارا من 2025/2026، في وضع انطلاق جيد، وقال ' مع ترينيتي، لدينا الفرصة لإحداث تحول في فولفسبورج'.
وفي إشارة إلى المسافة بين موقع تسلا في جرونهايده وفولفسبورج (200 كيلومتر)، قال ديس:' فقط عندما نظهر أننا قادرون على المنافسة على مسافة 200 كيلومتر، فإننا سنصبح قادرين على المنافسة على مستوى العالم أيضا' ولفت إلى أن مصنع فولفسبورج سيكون له 'جزء حاسم' في هذا السياق.
ويطالب مجلس العاملين بأن يتم إنتاج المزيد من الموديلات الكهربائية في مصنع فولفسبورج، وهناك برامج لضغط التكاليف.
كانت الضجة التي ثارت أمس بسبب تقارير تحدثت عن تصريحات لديس خلال جلسة لمجلس الإشراف والمراقبة في نهاية أيلول/سبتمبر الماضي حيث نسب إليه الحديث عن 30 ألف وظيفة في معرض النقاش عن شطب محتمل للوظائف في العلامة المركزية للمجموعة.
وأعلن ديس في وقت لاحق أن هذه المسألة لا تتعلق بسيناريو فوري ينذر بشطب وظائف وأضاف أن 'الأمر الذي لا شك فيه هو أننا يجب أن ننشغل بمسألة القدرة التنافسية لمصنعنا في فولفسبورج في ضوء المشاركين الجدد في السوق' ولاسيما شركة تسلا الأمريكية المنافسة.
كانت رئيسة مجلس العاملين في فولكس فاجن، دانيلا كافالو، توجهت بالحديث إلى العاملين في المجموعة عبر شبكة الإنترنت الداخلية أمس قائلة:' أثارت عناوين الأخبار الصادرة قبل ظهر اليوم عن حق أسئلة لدى الكثير منكم وللأسف أثارت القلق أيضا لدى البعض '.
وكتبت أن شطب 30 ألف وظيفة سيكون 'أمرا عبثيا' وتمنت أن تتخذ الشركة من جانبها موقفا واضحا حيال هذه القضية، وقالت إنها تنتظر ' من مجلس الإدارة أن يعلن فورا بشكل لا لبس فيه عدم وجود أي أفكار حول شطب من أي نوع للوظائف'.
وناشد ديس الحضور في الباخ تفهم تصريحاته التي جرى اعتبار بعضها مضطربا واستفزازيا وقال :' لماذا يكون الرئيس عصبيا بشكل متكرر ولماذا يكون قاسيا في بعض الأحيان؟ لأنني أشعر بالقلق، فهذه لحظة حاسمة لشركتنا. نحن ناجحون في العالم القديم لكن هذا ليس مضمونا في العالم الجديد'.
وتعتزم فولكس فاجن في السنوات المقبلة استثمار مبلغ يتألف من رقمين كبيرين من مليارات اليورو فقط في موديلات كهربائية وموديلات هجين بالإضافة إلى برامج و مشاريع ربط شبكي.
ومن المنتظر أن تطرح الشركة تحديثا لخططها في منتصف نوفمبر المقبل.
وأضاف ديس:' لدينا كل المتطلبات، ونحن بصدد أكبر عملية تحول في تاريخ فولكس فاجن، وعلينا أن نضمن أن تكون فولكس فاجن مجموعة قوية وناجحة في نهاية العقد'.