تصعيد اللواء أسامه فاروق، مدير إدارة الحماية المدنية بالقاهرة، إلى مساعد الوزير مدير الإدارة العامة للحماية المدنية، كان هذا هو القرار الذي اشتملت عليه حركة تنقلات ضباط الشرطة هذا العام، والتي اعتمدت على تصعيد وضخ دماء جديدة لشرايين وزارة الداخلية.
اللواء أسامه فاروق، رجل الإنقاذ الأول في مصر، لا يستطيع إغلاق هاتفه تماما، إذ يستقبل بخلاف الأجهزة اللاسلكية في مكتبه، العشرات من بلاغات الحرائق والعثور على أجسام غريبة بكافة ميادين ومحاور القاهرة، يمتاز بسرعة التعامل مع البلاغات ودائما ما يحث رجال الإدارة على سرعة فحص البلاغات وقت ورودها في الحال، لإنقاذ أرواح المواطنين الذين وضعوا ثقتهم في أجهزة الشرطة لينعموا بحياة هادئة مستقرة.
معروف عن "فاروق" انضباطه الشرطي وحزمه وصرامته في أداء المهام الموكل بالإشراف عليها، فـ"السرعة ثم السرعة في التعامل مع البلاغ"، شعار رفعه دوما مساعد الوزير الجديد، منذ التحاقه بقطاع الحماية المدنية، ومبدأ أن سرعة التعامل مع مصدر اشتعال الحريق وإخماده يحمي أرواح الغلابة قبل توفير طاقات بشرية من رجال وزارة الداخلية البواسل.
تخرج اللواء أسامه فاروق من كلية الشرطة عام 1985، وبدأ في تدرج مناصب عدة بأجهزة وزارة الداخلية، وقبيل التحاقه بالحماية المدنية عمل بمديرية أمن القاهرة، حتى التحق بالإدارة وتدرجبها حتى وصل وكيل إدارة الحماية المدنية لمنطقة غرب القاهرة، قبل نحو عامين من الآن، وخلال تلك الآونة، استطاع بفضل مجهوده ورجال الإطفاء، في السيطرة على الحريق الضخم الذي نشب بمبنى التأمينات والمعاشات بمنطقة وسط البلد بشارع الألفي، بعدما أصيب نحو 4 من الموظفين جراء الحريق.
جرى ترقية اللواء أسامه فاروق، ليشغل خلال العام الماضي، منصب مدير إدارة الحماية المدنية بالقاهرة، ولا ينسى كثيرين دوره في إخماد الحريق الضخم المروه الذي نشب بالموسكي في مايو من 2019، وهو الحادث الذي سمى إعلاميا بـ"كارثة الرويعي"، وهو الحريق الذي نشب في عمارة تجارية بأول منطقة الموسكي وبالتحديد في حارة اليهود، عقب صلاة الجمعة، وبدأ في 3 محلات لبيع الملابس بالطابق الأول، وسرعان ما امتد إلى باقي الأدوار، وكافح رجال الإطفاء الحريق الذي استمر للثالثة من فجر اليوم التالي.
خلال حريق "الرويعي" في حارة اليهود بمنطقة الموسكي، كان الأمر مروعا للغاية، فقد حبس الجميع من الأهالي دموعهم مؤقتا، وتحولوا لشعلة من النشاط كتفا بكتف إلى جوار رجال الحماية المدنية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، امتلأت عزيمتهم بالإيمان من أجل أن تمر الكارثة بأى شكل، بعدما خرج سكان حارة اليهود والتجار وأصحاب المحال والفرش التجارية بمنطقة الموسكي، من صلاة الجمعة على رائحة الدخان الكثيف وألسنة اللهب المرتفعة، حتى تأكدوا من اندلاع حريق ضخم دمر، بدأ داخل محل عطور في الطابق الثاني بعمارة شهيرة تسمى "الشابوري"، كان سيدمر في طريقه العمارة بالكامل وعمارة مجاورة لها، فضلا عن امتداد الحريق بأكثر من 10 محلات ومخازن للملابس الجاهزة والعطور في "حارة اليهود".
خرج اللواء أسامة فاروق، عقب إخماد الحريق، وقال في تصريحات له " كان يوم شاق.. لكن الحمد لله كارثة الرويعى متكررتش تاني الحمد لله".
ترأس "فاروق"، رجل المهام الصعبة، غالبية المأموريات التي اتجهت لفحص وقائع بلاغات المواطنين، وساهم في السيطرة على حرائق عدة في شتى أنحاء العاصمة، أبرزها "فندق العتبة ومول العتبة ومستشفى الحسين، وغيرها.
ولعل حريق طريق مصر الإسماعيلية الصحراوي، الأخير، والذي وصفه الكثيرين بـ"جحيم الصحراوي"، كان آخر الحرائق والكوارث الحقيقية التي شارك في إخمادها مساعد الوزير، اللواء أسامه فاروق، فقد تعامل بحرفية متناهية وعالية وتمت السيطرة عليه وأنقذ "الصحراوي" بالكامل من كارثة محققة، لولا تدخل العناية الإلهية وجهود رجال إطفاء القاهرة.
سارينة سيارات الإطفاء متعاقبة الوصول، ونحو 50 سيارة إطفاء مدعومة بخزانات مياه استراتريجية تجابه النيران دون خوف من خطر قد يكلفهم حياتهم، الكل يضع نصب عينيه هدفا نبيلا واحدا تلخص في إخماد الحريق دون وقوع خسائر في الأرواح، ولولا جهود الحماية المدنية بالقاهرة برئاسة اللواء أسامه فاروق، لوقعت كارثة حقيقية، لولا ستر الله وبسالة أبطال "المطافي".
Aa