في ذكرى "القصاص" الثالثة من قتلة هشام بركات.. كيف فخخت خلية "الأحمدي" موكب النائب العام؟

تفجير موكب النائب العام
تفجير موكب النائب العام

ثلاث سنوات كاملة، مرت على جلسة القصاص من قتلة النائب العام الراحل، المستشار هشام بركات، إذ عاقبت محكمة الجنايات برئاسة المستشار حسن فريد، قبل 3 سنوات من اليوم 28 متهما بالإعدام شنقا، وأصدرت حكما بالسجن المؤبد لـ 15 آخرين، والمشدد 15 سنة لـ 8 متهمين، المشدد 10 سنوات لـ 15 متهم.

"أهل مصر" تستعرض عبر التقرير التالي، أبرز ما جاء في اعترافات الجناة المحكوم عليهم في القضية التي شغلت الرأى العام لأشهر طويلة، وكتبت محكمة الجنايات كلمة الفصل فيها بالقصاص العاجل من قاتلى محامي الشعب، الشهيد الصائم هشام بركات.

حادثة التفجير الذي تعرض له موكب هشام بركات ووقع في يونيو من 2015، أثناء خروجه من منزله في حى النزهة بالقاهرة، كانت اعترافات وأقوال المتهمين فيه هى محور الأحداث، إذ أكد المحكوم عليه محمود الأحمدي، واسمه الحركي "محمدى"، الطالب بكلية اللغات والترجمة بجامعة الأزهر، أنه انضم لجماعة الإخوان بعد مشاركته في اعتصام رابعة العدوية حتى فضه على يد قوات الشرطة، اتجه بعدها نشاطه للمشاركة في جميع الفعاليات داخل الحرم الجامعي وخارجه، ثم اشترك في مجموعات العمل النوعي والمسيرات الإخوانية لقطع الطرق وإلقاء الشماريخ على القوات الأمنية وتفجير أبراج الكهرباء.

دورة الأحمدي في غزة

"الأحمدي" قال إنه تلقى تكليفا من الإخواني الهارب في تركيا، الدكتور يحيى موسى - تعرف عليه عن طريق الإخوانى سعيد المنوفى- وكلفه بالذهاب إلى غزة لتلقى دورة تدريبية فى معسكرات حركة حماس، وبالفعل توجه صوب غزة عبر أنفاق التهريب في سيناء، وشارك في دورة تدربيبة لمدة شهر ونصف درس وتعلم فيها، بحسب التحقيقات، فنون التكتيكات العسكرية وحرب العصابات وصناعة المتفجرات من المواد ثنائية الاستخدام وتركيب الدوائر الكهربائية وتفخيخ السيارات، وظل هناك ولم يتمكن من العودة لمصر إلا بعد مرور نحو 3 أشهر كاملة لتضييق الخناف في ذلك التوقيت على الأنفاق.

60 كيلو متفجرات

أمام نيابة أمن الدولة، واصل المتهم المنفذ فيه حكم الإعدام، اعترافاته قائلا إنه تلقى تكليفا عن طريق أحد البرامج المشفرة، من الهارب يحيى موسى، بإعداد عبوة متفجرة تزن60 كيلو جراما، لتفجير موكب النائب العام، وفي سبيل ذلك تسلم المواد المتفجرة من آخر اسمه "أحمد" ونقلها إلى مزرعة بمركز ههيا بالشرقية، وخلط المواد وأعدها ووضعها داخل حقائب، ثم تولى بعدها نقل الحقيبة وبداخلها المتفجرات إلى شقة في مدينة الشيخ زايد، والتي وضع فيها المواد المتفجرة داخل "برميل"، انتظارا لتلقيه تعليمات بيوم العملية تحديدا.

أوضح المتهم أنه وعقب ذلك، تلقى اتصالا من القيادي يحيى موسى أخبره فيه بموعد تنفيذ العملية في 28 يونيو، ثم تم تغيير الموعد لليوم التالي، بعدها تم التنسيق مع آخر يدعى "أحمد على منصور" واسمه الحركى "هشام"، وأحضره بسيارة "اسبرانزا"، ووضعا البرميل في شنطة السيارة، وتوجه بها أبو القاسم إلى مسكن النائب العام بمنطقة النزهة، وهو المكان الذي حددته مجموعات الرصد.

المشوار طويل

بعد تنفيذ الحادث بلحظات وهروب أبو القاسم داخل السيارة، أخبر الأخير الهارب يحيى موسي قائلا " نفذنا العملية"، بعدها بأسبوع تلقى اتصالا هاتفيا آخر من ضابط مخابرات في حماس، يدعى "أبو عمر" أخبره فيه "مبروك لقد نجحتم ومازال أمامكم المشوار طويلا".

وكشف المتهم أبو الفقاسم أحمد، 27 سنة، من مركز كوم امبو بأسوان، أنه تعرف على الإخوان في 2007، وارتبط بهم تنظيميا في 2011، وخلال فترة الجامعة شارك في مظاهرات وفعاليات الإخوان حتي موعد اعتصام رابعة العدوية، كما أنه تواجد في أحداث "الحرس الجمهوري والمنصة"، وبعد فض اعتصام رابعة عاد إلى الجامعة، وكان مسؤولا عن الحراك الثورى داخل كلية الدعوة، وتنظيم الفعاليات والمظاهرات داخل الحرم الجامعي.

تكليفات الهارب يحيى موسى

أظهرت اعترافات أبو القاسم، أنه تم تسكينه في أسرة إخوانية وشارك في اعتصام رابعة حتى الفض، ثم شارك في مجموعات العمل النوعي وكان ضمن لجنة الرصد، استطاع رصد الكمائن والقوات الشرطية داخل وخارج جامعة الأزهر، وكذلك معسكرات الوفاء والأمل وتحركات رئيس الجامعة، حتى تلقى تكليفا من يحيى موسى الهارب في تركيا، برصد موكب النائب العام، وأرسل له خريطة جوجل إيرث بمكان ومحيط مسكن المستشار هشام بركات، فعكفوا على رصد المداخل والمخارج والمناطق المحيطة والخدمات بالمنطقة لمدة 15 يوما وأبلغناه أن الموكب يتكون من 3 سيارات وموتوسيكل.

تلقى المتهم تكليفا من يحيى موسى بشراء سيارات لتنفيذ بعض العمليات بها وبالفعل اشترى عددا من السيارات بينها سيارة اسبرانزا حمراء اللون، من سوق السيارات بمدينة نصر ببطاقة لسيدة حصل عليها من مكتب بريد كانت قد فقدتها فيه.

فيما أوضح المتهم محمد سيد إبراهيم، واسمه الحركي "كامل أبو على"، طالب بكلية اللغات والترجمة جامعة الأزهر، أنه تلقى تكليفا من الهارب يحيى موسى بالتوجه إلى غزة لتلقي تدريبات عسكرية في حرب العصابات وتقنيات تصنيع العبوات المتفجرة، وشارك في تنفيذ الحادث.

وعقب تفجير موكب المستشار هشام بركات، بينت التحقيقات الموسعة التي جرت في القضية، أن ضابط المخابرات الحمساوي أبو عمر أبلغ المتهمين منفذي الحادث قائلاً "شفتوا العملية سهلة إزاى، هى عايزة شوية تدريب".

في حين لفت أحد المتهمين أنهم حاولوا تنفيذ العملية بتاريخ 28 يونيو 2015، إلا أن تغيير خط سير موكب النائب العام، أدى إلى إرجائة لليوم التالي، حيث تم التنفيذ بتاريخ 29 من يونية 2015.

التفجير بالريموت

أكد المتهمون أنه تم تجهيز المواد المستخدمة في تصنيع العبوة المتفجرة الخاصة بالحادث بإحدى المزارع بالشرقية ونقلها لإحدى الشقق بمدينة الشيخ زايد 6 أكتوبر لتصنيع العبوة المتفجرة بها "عبارة عن برميل يزن 80 كيلو جراماً من مادة الأمونيوم"، واستعانوا ببعض عناصر حركة حماس فى تحديد المواد المستخدمة عبر شبكة الإنترنت، تم وضعها بالسيارة المستخدمة فى التنفيذ "ماركة اسبرانزا"، وتفجيرها باستخدام جهاز ريموت كنترول، واعترف أبوالقاسم بأنه وعقب الانفجار "جرينا وسط الأهالى وهربنا فى سيارة هيونداى هاتشباك انتظرتنا فى آخر الشارع".

ونفذت مصلحة السجون، حكم الإعدام شنقًا بحق 9 مدانين باغتيال النائب العام المستشار هشام بركات، وذلك بعد انتهاء جميع درجات التقاضى. وتم تنفيذ حكم الإعدام داخل سجن استئناف القاهرة بحق كل من: "أحمد طه، أبوالقاسم أحمد، أحمد جمال حجازى، محمود الأحمدى، أبوبكر السيد، عبدالرحمن سليمان، أحمد محمد، أحمد محروس سيد وإسلام محمد"، فيما حضر تنفيذ الحكم عضو من النيابة العامة، وطبيب شرعي.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً