ساعات قليلة مرت على انتشار مقطع فيديو يظهر فتاة ترقص في أحد الأفراح الشعبية بكفر الشيخ، وهى معلقة من شعرها بسقف المكان المقام به الفرح "خيمة"، حتى استدعت وزارة الداخلية الفتاة للوقوف على ملابسات الواقعة.
أوضحت وزارة الداخلية في بيان لها، اليوم الأربعاء، "تداولت مواقع التواصل الإجتماعى مقطع فيديو لفتاة تؤدى فقرة استعراضية بأحد الأفراح وتظهر وهى معلقة من شعرها بسقف المكان المقام به الفرح "خيمة"، وتابع البيان أنه بالفحص تمكنت الأجهزة الأمنية من تحديد شخصية الفتاة وتبين أنها تعمل بالفرقة الاستعراضية الخاصة بجدها لوالدتها، يقيم بمحافظة الدقهلية، وتبلغ الفتاة 19 سنة.
وتابع البيان الرسمي، موضحا أنه جرى استدعاء الفتاة فقررت أنها مدربة على تلك الاستعراضات وتمارسها منذ سنوات، كما قرر جدها بأنها تعمل معه منذ عدة سنوات، وأنها معتادة على القيام بتلك الاستعراضات في الأفراح، ومن المحتمل أن يكون ذلك المقطع الذي تم تداوله، مصور بأحد الأفراح بكفر الشيخ منذ عام تقريباً، وأنهما لا يحملان ثمة تراخيص أو تصاريح من الجهات المختصة لمزاولة تلك المهنة.
بدوره، قال أحمد نبيه، المحامي بالاستئناف العالي ومجلس الدولة، والخبير القانوني، إنه وبالنظر إلى الفيديو المنتشر للفتاة، يتبين أنها لم تظهر أى من مفاتن جسدها، ولم تحرض أحدا من الحضور على ممارسة الرذيلة، ولم ترتكب أية مخالفات تتعلق بالتحريض على الفسق والفجور وغيرها من الاتهامات ال تي تم توجيهها خلال الأسابيع الماضية لفتيات "التيك توك".
وأضاف "نبيه" أن التهمة التي من الوارد توجيهها إلى الفتاة هى " مزاولة مهنة بدون ترخيص"، وهى مهنة "الرقص" دون الحصول على ترخيص من المصنفات، وفي تلك الحالة سيتم عرضها على النيابة العامة للتحقيق معها في تلك التهمة.
وتابع أن النيابة من الوارد أن تطلب تقرير لفحص الفيديو المتداول، للوقوف على حقيقة الحركات والأفعال التي قامت بها الفتاة الراقصة خلال الفرح، وسيتم النظر بعين الاعتبار لسنها، من خلال استخراج شهادة ميلاد خاصة بها، حيث أن قانون الطفل يطبق على الأطفال حتى سن الـ 18، وإذا تبين أن الفتاة التي لقبت بــ "الراقصة الطائرة" سنها أكبر من 18 سنة، فسيتم محاكمتها إذا ما أحيلت للمحاكمة- وفقا للمحكمة العادية.
ولفت الخبير القانوني إلى أن عقوبة مزاولة مهنة بدون ترخيص تكون عقوبتها الغرامة 10 آلاف جنيه، وستحقق النيابة العامة في من المسئول عن الفتاة، وهل تم إجبارها على العمل بتلك الطريقة من عدمه، ام أنها قامت به بحرية ورغبة شخصية.
توصلت "أهل مصر" إلى الفتاة التي ظهرت في الفيديو، وتدعى "مي الزيني"، وهى من مدينة محل الدمنة التابعة لمحافظة الدقهلية، وتبلغ من العمر 20 عامًا، وتدرس في الثانوي التجاري، وقالت في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر": "هذا عملي منذ صغري، وهو عرض ننفذه في الأفراح في الكثير من المحافظات".
وأضافت: "دا مصدر رزقنا أنا وأسرتي، التي تعرف باسم عائلة الزيني، المشهورة بتلك الألعاب الخطرة، ومن صور هذا المقطع ينقل العرض بالكامل، لأننا فرقة متكاملة، ونعمل مُنذ صغرنا على تلك الفقرات الاستعراضية، التي يتم تدريبنا عليها يوميًا، ولدي أشقائي يعملون في نفس المهنة، وتعودنا على تلك الألعاب الخطرة والتي نتمرن عليها يوميا".
من جانبه قال صبري عثمان المنسق العام لخط نجدة الطفل 16000 التابع للطفولة للمجلس القومي للطفولة والأمومة، إن وحدة الرصد الاجتماعي بالمجلس تتبع فيديو الراقصة الطائرة للتحقق من الواقعة وسن الراقصة، واذا ثبت انها خاضعة لولاية المجلس وأقل من 18 عاما سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية تجاه حالتها.
وأضاف في تصريحات صحفية أن الواقعة تعتبر انتهاكا لحقوق الطفل وإساءة وتشهير بطفلة على مواقع التواصل الاجتماعي، وتعرض الطفلة للخطر، لافتا إلى أن عقوبة هذه الحالة تصل طبقا لقانون الطفل للحبس مدة لا تقل عن 6 شهور للمتسبب في تعريض هذه الطفلة للخطر سواء كان والدها أو والدتها أو ولي أمرها، ويتم أخذ تعهد بالحفاظ على الطفلة من طرف آخر داخل أسرتها، كما تخضع الطفلة للعلاج النفسي والبدني من تعرضها للخطر.