من إدعاء "السحل" إلى البراءة.. القصة الكاملة لحادث "هشام جنينة" و"شرنوخ" في شارع "الأمن العام"

مصاب في حادث هشام جنينة- أرشيفية
مصاب في حادث هشام جنينة- أرشيفية

حكم قضائي بالبراءة، أصدرته محكمة جنح القاهرة الجديدة، لصالح 3 متهمين في قضية التعدي بالضرب وسحل المستشار هشام جنينة رئيس الجهاز المركزي الأسبق للمحاسبات، أمام منزله بحي التجمع الأول.

الواقعة المثيرة شغلت الرأي العام قبل أكثر من عامين، خاصة في أروقة الوسط الحقوقي في أعقاب واقعة التعدي بالضرب على هشام جنينة، ففي قرابة الثامنة صباحا، بتاريخ 27 من يناير من 2018، خرج الرئيس السابق للجهاز المركزي للمحاسبات، من منزله بمنطقة التجمع الأول، متوجها إلى المحكمة الإدارية العليا، لنظر الحكم في الطعن المقدم منه ضد قرار عزله من وظيفته، وفي غضون دقائق فوجئت أسرته باتصال يخبرهم فيه بتعرضه لمحاولة الاعتداء عليه.

"شرنوخ" وتضارب في الروايات

ارتبطت واقعة تعرض المستشار جنينة، باسم أحد مسجلي الخطر يدعى "شرنوخ"، فعلى الرغم من تضارب الروايات، إلا أن السجل الجنائي للمتهم ظل حديث الساحة خلال تلك الفترة التي انتشرت بالتزامن مع واقعة إصابة المجني عليه، فوفقا لرواية ابنته "نهى"، فإن والدها تحرك بسيارته وحده ولم يكن معه سائقه الخاص، وعند سور شارع الأمن العام، استوقفته سيارتان ملاكي، ولم يتمكن من الفرار منهما.

تعقيب الداخلية: مجرد مشاجرة

وزارة الداخلية أصدرت من جانبها بيانًا شرحت فيه تفاصيل الواقعة، حيث قالت إن مشاجرة وقعت بين "جنينة" ورمضان إدريس إبراهيم، 31 عامًا، خفير، من طرف، والسيد محمود خلاف، 31 عامًا، صاحب مقهى، مقيم بعابدين، وصديقيه، أحمد رفاعي بيومي، 27 عامًا، مقيم بالزاوية الحمراء، وأشرف إبراهيم أحمد، 44 عامًا، صاحب مطعم، مقيم بالأزبكية، من طرف آخر.

وأضاف بيان الوزارة الرسمي، أن المستشار هشام جنينة صدم المتهم "خلاف" بسيارته، ما أدى إلى تدخل صديقيه والتعدي على "جنينة" بسلاح أبيض وقطعة حديدية، موضحا أن زوجة المجني عليه وابنتيه "شروق ونهى" تدخلوا في المشاجرة ما أدى إلى حدوث إصابات وتولت النيابة العامة التحقيق.

محامي المستشار هشام جنينة، علي طه، قال إن موكله تعرض لمحاولة اختطاف عن طريق سيارتين على بعد 300 متر من منزله، لافتا إلى قيامه بإبلاغ النيابة بمحاولة اختطافه والشروع في قتله، مشددًا على أن زوجته وابنته خرجتا من المنزل مع حارس العقار لإنقاذه.

محامي هشام جنينة

وأضاف "طه" في تصريحات صحفية له آنذاك، أن هشام جنينة متهم بالاعتداء على بلطجية حاولوا ضربه والتعدي عليه، مشيرا إلى إصابته في مناطق متفرقة من جسده، واتهم فريق الدفاع عن "جنينة" عددًا من الأشخاص بـ"إنزال موكلهم عنوة من سيارته، والاعتداء عليه بالسنج والمطاوي"، غير أنه تصادف مرور عدد من الأهالي الذين تصدوا للمهاجمين، وتم نقله إلى المستشفى.

وكشف الملف الجنائي للمتهم "شرنوخ" أنه اتهم الرائد فهمي بهجت، الضابط السابق، كان على خلاف مع وزارة الداخلية وقتها، بدهسه بالسيارة وإحداث كسر في ساقه اليمنى، قبل أن تبرئ المحكمة الضابط، وتكذب إدعاء "شرنوخ".

محامي المتهم "شرنوخ" في واقعة التعدي على المستشار هشام جنينة، قال إن الأخير صدم موكله بسيارته، ما أدى إلى إصابته بكسر في قدمه، مؤكدًا أن شرنوخ لم يكن يعلم من بداخل السيارة، وأنه ورفاقه لم يعتدوا عليه كما ادعى البعض آنذاك، وبر وجوده في منطقة التجمع الأول بالبحث عن شقة هناك، موضحا أن "جنينة" حاول الهرب بسيارته عقب صدم موكله بسيارته، لكن المتواجدين مع "شرنوخ" نجحوا في إيقافه وتم الاعتداء عليهم وإصابتهم.

ورفض خالد أبو عيطة محامي "شرنوخ" وصديقيه، تصريحات دفاع المستشار هشام جنينة، مؤكدا أنها كذب وافتراء، ولا أساس لها من الصحة، كما أن هشام جنينة هو من كان يقود السيارة، وأنه من صدم المجني عليه، لافتا إلى إصابة موكله وصديقيه بجروح خطرة أثناء مشاجرتهم، فيما أكدت التقارير الطبية وجود كسر ورضوض مختلفة وجروح قطعية في أجسادهم، لافتا في الوقت نفسه أن إصابات هشام جنينة كيدية ومفتعلة.

النيابة تطلب تحريات الأمن الوطني

قررت نيابة القاهرة الجديدة، عقب سماع أقوال طرفي المشاجرة العنيفة، إخلاء سبيل المستشار هشام جنينة، رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات السابق، فيما أمرت بحجز باقي أطراف المشاجرة على ذمة التحريات، وطلبت النيابة تحريات الأمن الوطني ومصلحة الأمن العام في واقعة الاعتداء المتبادل بين المستشار هشام جنينة، رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات السابق، و3 آخرين في منطقة التجمع الأول.

وأظهرت تحريات المباحث، أنه أثناء سير المستشار هشام أحمد فؤاد جنينة، بسيارته، أمام كمبوند الأمن العام، في تمام الساعة التاسعة صباحا، وأثناء عبور "السيد.م" 31 سنة، صاحب مقهى بالمقطم، ومحل إقامته الزاوية، اصطدمت به سيارة "الأول"، خلال سيره صحبة كل من "أحمد.أ"، 28 سنة، صاحب مقهى، و"أشرف.إ" 40 سنة، صاحب مطعم، محدثًا إصابته بكسر في الساق اليمنى.

وأضافت التحريات، أنه أثناء ذلك حدثت مشادة كلامية بين المستشار جنينة، وأفراد الطرف الثاني، وتطورت إلى ما الاشتباك، وأسفرت عن إصابة "أحمد ا."، بجرح قطعي في الرأس، و"أشرف.إ"، بجرح قطعي في اليد اليسرى، وإصابة هشام جنينة، في القدم اليسرى واليد اليمنى، وإصابة سائقه (رمضان إدريس إبراهيم) 31 سنة، بإصابات طفيفة.

وعقب انتهاء تحقيقات النيابة الموسعة التي جرت في الواقعة، صدر أمرا بإحالة المتهمين الثلاثة إلى محكمة جنح القاهرة الجديدة التي أصدرت حكمها المتقدم.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً