في الساعات المتأخرة من مساء أحد الأيام استيقظ أهالي كفر العلو بمدينة حلوان جنوب محافظة القاهرة، على أصوات عالية وصريخ بسبب خلافات بين عائلتين بسبب قطعة أرض، الأمر الذي راح ضحيتها شخص من أحد العائلات، ولم يتوقف الأمر عند هذه اللحظة وإنما تبدأ الصراعات لأخذ الثأر، وكأننا في إحدى قرى الصعيد المتعارف عليها بمثل تلك العادات والتقاليد.
وبعد مرور 30 عاما من تلك المشاجرات والصراعات بينهم، تجددت بالرغم من اعتقاد البعض أنها قد انتهت بعد مقتل شخص من أحد العائلات المقيمة بدائرة قسم شرطة حلوان، منذ ما يقرب من 3 أعوام، إلا أن أحد أفرادها لم يهدأوا إلا بأخذ الثأر، فكان ضحية الخصومة الثأرية محمود مسعد إبراهيم، صاحب الـ24 عاما.
"أهل مصر" تواصلت مع أسرة المجني عليه، لكشف تفاصيل الليلة المرعبة، وأسباب تجدد الخصومة الثأرية بعد حبس شقيقه منذ ما يقرب من 36 شهرا.
يقول الحاج مسعد إبراهيم، صاحب الـ65عاما، من عمره، (والد المجنى عليه): بداية الخلافات من بداية شرائي قطعة أرض مجاورة لعائلة اسمها ابو سلوم، من غير أي أسباب هما بيفتروا على خلق الله لأن عائلتهم كبيرة ومعاهم فلوس كتير فهم كل الأدوات يمتلكونها، لدرجة انهم قالولي هناخد بيتك عافية، أو تسيب البلد وتمشي، وكل شوية كانت مضايقات لأهل بيتي في حضوري وغيابي، كل الحلول تطرقنا ليها عشان نجلس معاهم في جلسة صلح
وفي وقت أنا مش ببقى غلطان فيهم، الجلسة بتحكم ضدي.
ويضيف والد المجنى عليه وعيناه تفيض من الدمع حزنا: في يوم افتعلوا مشاجرة وسباب من أبشع الألفاظ في وفي أهل بيتي، فخرج ابني بيعاتبهم على اللي بيعملوه، وأمامه أكتر من 15 راجل بحيازتهم أسلحة بيضاء ونارية، ولما خرجت أجيب ابني من برة تعدوا عليا بالضرب بالشوم والأسلحة البيضاء وأطلقوا أعيرة نارية، ولما سقطت على الأرض جثة هامدة من ضربة الشومة، ابني وقتها طعن واحد منهَم بسكين في صدره ومات.
وأكمل: 'بعدها ابني سلم نفسه للشرطة، وسبنا منطقتنا، واتحكم عليه ب25 سنة مؤبد، وبعدها جمعوا بعضهم وسرقوا كل حاجة في البيت وأشعلوا النيران في المنزل، ومن هنا بدأت الخصومة بينهم بوجود ثأر، لأنهم كانوا بيتصلوا على تليفوني ويقولولي مش هنسيبك انت وأولادك إلا لما ناخد بتارنا منك، لحد ما استأجروا ناس خارج حلوان ودفع لهم 40 ألف جنيه مقابل تنفيذ الجريمة.
وتابع: 'يوم 24 من الشهر الماضي اختفى ابني الله يرحمه، وبدأنا ندور عليه وفي اعتقادي أنهم فعلا اختطفوه وقتلوه، ومنذ ما يقرب من 4 أيام، عثرت الأجهزة الأمنية بالعاشر من رمضان عليه جثة هامدة بدائرة القسم، ولما ذهبنا إلي قسم الشرطة لنتعرف عليه، عرفت ابني من شعره، واحتسبته عند الله شهيد'.