لم يكتف 'سيد حرموش' صاحب الـ59 عاما، منفذ مجزرة الشرابية، بعدما أقدم على قتل شقيقين ونجل أحدهما أمام المارة بسبب خلافات على إيجار عجلة لطفل، بقتل شقيقه منذ 10 سنوات، بسبب غير معلوم، بحسب ماقاله أحد جيران المتهم، وأحد شهود العيان المتواجدين لحظة طعن المجنى عليهم: 'الكل كان خايف يتدخل لان ممكن يموت'.
فور دخول شارع البستاني بمنطقة الشرابية بمحافظة القاهرة، تسمع الحديث عن الجريمة المأساوية، أصبحت على لسان الكثير من الأهالى، فمن بين هؤلاء الحاج سعد صاحب فرنة خبز (فينو)، الذي رفض الحديث عن تفاصيل الحادث: 'أنا معرفش حاجة وسيبني يااستاذ عندك القسم خد منه اللي عاوز تعرفه'.
وبعد البحث عن شهود العيان، لكشف تفاصيل الليلة الدامية التي عاشها الأهالى، استطاع 'محمد ح' صاحب عربة خضار مجاور لمنزل الضحايا سرد ماحدث: 'بداية الجريمة، كانت عندما كان نجل شقيق المتهم أمام منزل الضحايا وتحدث مع واحدة ست بشكل غير لائق، حينها سمعت أحد المجني عليهم بيعاتبه وقال له عيب لما تتكلم بالطريقة دي مع أمي، فرد الطفل الصغير وقال له وانت مالك، فقال له: أنت ترضي أني أتكلم مع والدتك بالطريقة دي، حينها قام الطفل الصغير بدفعه، فقام المجني عليه بدفعه وقال له يلا امشي من هنا'.
محرر أهل مصر بموقع الحادث
ويضيف: 'خلافات ممكن تتحل لأنها بسبب العيال، مش لدرجة انها تسبق بجريمة قتل بشعة الناس منها مش عارفة تنام لحد دلوقتي، الشارع كان ساحة لحرب ودم، المتهم سفاح والكل كان بيخاف منه لانه شكله رد سجون، ومواصلة لخلافات الطفل غادر المنطقة، وأخبر أسرته، وحضر ومعه عمه ووالده، وقاما بالتعدي على أحد المجنى عليهما، فاضطر أحد الشباب للتدخل والدفاع عن أسرته، وتدخل الأهالي وقاموا بفض المشاجرة، وبعدها بأيام فوجئت بالأهالي بأن عم الطفل قد قتل أحد المجنى عليهما بسلاح أبيض “سكين”، مما ذهب المجنى عليه الثاني، أثناء معاتبته المتهم قام طعنة ومات في الحال.
ولفت: 'المتهم كان قاتل شقيقه من 10 سنين، وبعد ماخرج بدأ يتاجر في المخدرات ويتعاطى، اللي عمله دا شخص مجرد من كل المشاعر الإنسانية، ماسك سلاح أبيض وبيقطع في الناس زي الفرخة، وموتهم وحاول الهرب بس بعد كدة عرفنا انه اتقبض عليه'.
موقع الحادث
فور الانتهاء من معرفة خيوط الجريمة، قطعت الحاجة 'سناء'، الحديث لتضيف: 'الناس دول في حالهم يابني، ومحترمين وكفاية سيرتهم اللي على كل لسان والناس زعلانة عليهم من اللي حصلهم، أنا بطالب بالقصاص من المتهم لأن محدش كان متوقع إنه هيخرج بعد ماقتل أخوه من سنين، ولما رجع افترى على خلق الله'.
تحقيقات الأجهزة الأمنية، أن المجني عليهما يمتلكان محلا لتأجير الدراجات للأطفال، وأن نجل شقيق المتهم قام الأسبوع الماضي بتأجير دراجة من المجني عليه 'سليمان' وتأخر في إعادتها، وعندما عاد طلب منه الأخير 5 جنيهات نظير التأخير، ولكن الطفل رفض، فسبه سليمان وبادله الطفل السباب.
موقع الحادث
وذهب الطفل إلى والده 'المتهم' وروى له ما حدث، فما كان من الأخير إلا أن تشاجر مع 'سليمان' وشقيقه 'سعيد'، وتدخل الأهالي بالمنطقة وأنهوا الخلاف، ولكن المتهم بيت لهم نية الانتقام حتى يوم الواقعة، حيث أخفى سلاحا أبيض داخل ملابسه وما أن وجد أمامه 'سليمان' ذبحه، وانتظر خلف 'توك توك' وعندما حضر 'سعيد' لإنقاذ شقيقه ذبحه المتهم هو الآخر، ثم حضر نجل سليمان، 22 سنة، فقام بتسديد عدة طعنات له وجرى نقله إلى مستشفى سيد جلال للعلاج وحالته حرجة.
بداية الواقعة عندما كانت عقارب الساعة تشير إلى العاشرة مساء أول أمس عندما، تلقى مأمور قسم شرطة الشرابية أمس، بلاغا من الأهالي بنشوب مشاجرة وسقوط قتيلين بدائرة القسم، وبالانتقال تبين العثور على جثتي كل من 'سليمان محمد شحات بدري' ميكانيكي، وشقيقه 'سعيد' ميكانيكي، وكلاهما في العقد السادس والرابع من العمر.
وكشفت التحريات والمناظرة إصابتهما بجروح ذبحية في الرقبة، ودلت التحريات بأن مشاجرة تجددت بين المجني عليهما والمتهم سيد حرموش، 59 سنة، عاطل ومقيم دائرة قسم شرطة الشرابية، بسبب خلافات الجيرة، وأسفرت عن قيام المتهم بذبح الشقيقين أمام المارة.
وجرى نقل الجثتين إلى مشرحة زينهم تحت تصرف النيابة العامة التي قررت تشريح الجثتين لمعرفة سبب الوفاة وصرحت بالدفن، وكلفت المباحث بسرعة تحرياتها حول الواقعة وملابساتها.
موقع الحادث
وعقب تقنين الإجراءات جرى ضبط المتهم وبمواجهته بما أسفرت عنه التحريات وشهادة الشهود وكاميرات المراقبة التي رصدت الواقعة، اعترف بذبح الشقيقين بسبب خلافات سابقة بالمنطقة نظرا لكونهم جيران.
وتابع المتهم بأن النفوس لم تصف معهما نهائيا، واستغل تجديد الخلافات يوم الواقعة وقام بذبح الشقيقين أمام المارة، لكي يردع كل شخص في المنطقة من الدخول معه أو مع أحد أفراد أسرته في خلافات.
وبالعرض على النيابة العامة قررت عرض المتهم على الطب الشرعي للخضوع لتحليل مخدرات، لبيان مدى إدمانه للمخدرات من عدمه.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
