رغم جهود أجهزة الأمن بوزارة الداخلية يوميًا في ضبط عناصر التشكيلات العصابية المتخصصة في خطف الهواتف المحمولة من المواطنين والاستيلاء على متعلقاتهم الشخصية، سواء باستخدام السيارات أو الدرجات البخارية، إلا إنها لا زالت تتكاثر ذاتيا على مدار الساعة.
بالأمس وفي واقعة غريبة وفي "عز الضهر" وبأرقى مناطق مصر الجديدة، تعرض رئيس مجلس إدارة جريدة وموقع " أهل مصر " لواقعة شبيهة، فما كان منه إلا وأن سلك الإجراءات القانونية، وتوجه إلى قسم شرطة مصر الجديدة لإثبات الواقعة في محضر رسمي، المفاجأة أنه تواجد في نفس الساعة عدد كبير من المواطنين اللذين تعرضوا لنفس واقعة خطف هواتفهم المحمولة، ما يدل على وجود تشكيل عصابي منظم يرتكب عدد من الجرائم في توقيت واحد وفق تكنيك "أخطف وإجري ".
والأمر لا يتوقف فقط عند الخسارة المادية من سرقة وخطف الهواتف المحمولة والحقائب والمتعلقات الشخصية بل الكارثة في أن المجني عليهم قد يفقدون حياتهم جراء أسلوب الخطف وما ينتج عنه من إصابات ونزيف بالمخ يؤدي إلى الوفاة في الحال .
تشكيل النزهة آخرهم
أمن القاهرة من ناحيته لا يكل ولا يمل ودائما بالمرصاد وتمكن من الإيقاع بعشرات وبل ومئات مثل هذه التشكيلات في الشهور الأخيرة والتي تبين أنهم وراء ارتكاب العديد من الوقائع، وضبط بحوزتهم عدد من الهواتف المحمولة الخاصة بضحاياهم ، كان أخرها تشكيل عصابي بالنزهة الذي اعترف برتكاب العديد من تلك الوقائع بذات الأسلوب، وتم بإرشادهم بمسكن أحدهم ضبط 19 هاتفًا، و9 ساعات يد، وجهاز كمبيوتر "لاب توب"، ومبالغ مالية "عملات محلية وأجنبية مختلفة".
مصادر أمنية: لا نعتمد على البلاغات وخطة شاملة للإيقاع بالتشكيلات.
وأكدت مصادر أمنية مطلعة بأمن القاهرة في تصريح خاص لـ"أهل مصر"، أن جهودا مكثفة على مدار الـ24 ساعة يوميا تبذلها رجال مباحث القاهرة للإيقاع بمثل هذه التشكيلات، ولا تعتمد فقط على تلقى بلاغات السرقة والخطف للهواتف المحمولة والحقائب والمتعلقات الشخصية للبدء في التحرك وإجراء التحريات وجمع المعلومات وضبط هؤلاء، لكن وفق توجيهات مشددة لمدير أمن العاصمة اللواء أشرف الجندي فإن خطة شاملة تقوم على رصد المسجلين والعاطلين والمشتبه فيهم والموضوعين تحت المراقبة، لتحجيم نشاطهم الإجرامي تنفذ على مدار الساعة تحت إشراف مفتشي المباحث بدوائر أقسام الشرطة، وبعد تجنيد المصادر السرية بالبؤر الإجرامية المشهورة ، وتأكيد التحريات بإرتكاب جرائم يتم عمل الأكمنة الأمنية لهذه العناصر وضبطها .
تشكيلات سرقة الهواتف المحمولة
كشفت المصادر أيضا، أن بعد القبض على معظم تشكيلات سرقة الهواتف، يتبين أنهم مجموعة مسجلة أو عاطلين من محافظة بعيدة عن القاهرة يأتون في أول النهار لارتكاب جرائمهم بواسطة الدراجات البخارية وأحيانا سيارات الميكروباص التي تكون ملك أحدهم، ويفرون إلى حيث أتوا مرة أخرى.
حملات يومية على شارع عبد العزيز
وتابع المصدر، أنه كما تشن حملات موسعة على أشهر مناطق بيع وشراء الهواتف المحمولة مثل شارع عبد العزيز، وفحص ما بها من أجهزة محمولة للتأكد من مصدرها وأنها غير مسروقة، وفي حالة وجود أجهزة غير موثوقة المصدر يتم مصادرتها والسؤال عن مصادرها، وتتبع خط سير عمليات بيعها وشراؤها حتى الوصول إلى مرتكبي جرائم السرقة، ويتم تحويل القائمين على المكان إلى النيابة العامة لاستكمال التحقيقات .
مدمين
فيما كشفت مصادر أمنية أخرى أن أغلب عناصر تشكيلات سرقة الهواتف المحمولة تكون من العاطلين ومدمني المواد المخدرة ويلجأون إلى ارتكاب جريمة خطف الهواتف وهي من وجهة نظرهم الأسهل والأسرع لإنفاق ثمنها على شراء الحبوب المخدرة، وأن مثل هذه النوعية يتم ضبطهم بأماكن معلومة لرجال المباحث لتردهم عليها ظنا منهم أنها عشوائية وبعيدة عن الإجرات الأمنية لبيع مسروقاتهم، مثل مناطق سوق الجمعة وعزبة أبو حشيش ، التي أشتهرت مؤخرا بتداول الأجهزة اللوحية والهواتف المحمولة المسروقة.
كيف تتجنب سرقة هاتفك المحمول؟
ونصح مصدر أمني بمباحث التليفونات المواطنين بعدم حمل هواتفهم المحمولة بأيديهم خلال تنقلهم في الشوارع ووسائل المواصلات، وعدم الحديث في الهاتف أثناء الترجل أو داخل سياراتهم فترة الانتظار في إشارات المرور، ورفع زجاج السيارة على الطرق الهادئة والمناطق النائية ثم ربط أجهزتهم اللوحية المحمولة بخط "sms" خاصة أجهزة الأيفون؛ لتسهيل مهمة تتبع الجهاز عقب سرقته وتقديم بلاغ وعمل محضر رسمي في أقرب قسم شرطة أو بإدارة مباحث التليفونات برمسيس.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
