تحل اليوم الذكرى الرابعة لحادث تفجير الكنيسة البطرسية الملاصقة للكاتدرائية المرقسية بالعباسية، بواسطة إرهابي فجر نفسه بحزام ناسف، والذي خلّف 25 شهيدا، كان أصغرهم الطفلتين ماجى مؤمن 10 سنوات، والطفلة دميانة أمير 13 سنة، فضلا عن 50 مصابا، غالبيتهم من النساء والأطفال، في مشاهد قاسية ومؤلمة على كافة المصريين إبان أداء قداس صلاة يوم الأحد.
تفجير الكنيسة البطرسية
قبل أربعة سنوات من الآن، وتحديدا في الحادي عشر من ديسبمر 2016، وقع انفجار ضخم داخل قاعة الصلاة بالكنيسة البطرسية الملاصقة للكاتدرائية المرقسية بالعباسية، ففي العاشرة من صباح الحادي عشر من ديسبمر 2016، سمع سكان منطقة العباسية دوى الانفجار، وكشفت المعاينة المبدئية لخبراء المفرقعات والمعمل الجنائي، أن العبوة المستخدمة في التفجير كانت تحتوى على نحو 12 كيلو جراما من مادة TNT شديدة الانفجار، تولت قوات الشرطة تفريغ كاميرات المراقبة بموقع التفجير.
تفجير الكنيسة البطرسية
أشرف خبراء المفرقعات على عملية جمع آثار الانفجار لمحاولة معرفة مكونات العبوة والمواد المستخدمة، وتبين أن التفجير وقع عن بعد في العملية الإرهابية، وجاء اختيار يوم الأحد لتنفيذ العملية بالتزامن مع موعد إقامة الصلوات في الكنيسة بهدف إيقاع عدد كبير من الضحايا.
تفجير الكنيسة البطرسية
تفقد النائب العام السابق المستشار نبيل صادق، وفريق من النيابة العامة موقع التفجير، بجانب فريق من خبراء الأدلة الجنائية والنيابة العامة، وأجر الفريق القضائي معاينة الكنيسة، وتولت نيابة أمن الدولة التحقيق في الحادث وتحفظت على جميع الكاميرات في موقع الحادث، وأمرت المعمل الجنائى برفع مكونات بقايا العبوة الناسفة ورفع تقرير مبدئي بها.
تفجير الكنيسة البطرسية
إبان الحادث سيطرت أجواء من التوتر والغضب بمحيط الكاتدرائية، وسط صراخ ودموع واتصالات لا تتوقف من جانب الموجودين للاطمئنان على رفاقهم، وتجمع العشرات أمام الحواجز الأمنية التي وضعتها قوات الأمن في محيط موقع الحادث، في الوقت الذي عبأت رائحة الدماء قاعة القداس التي استهدفها الانفجار، بينما تناثرت متعلقات القتلى بجانب آرائك الصلاة الخشبية المتحطمة، وبقايا السجاد المحترقة، فيما تصدع السقف الخشبي للقاعة.
وطرد محتشدون أقباط غاضبون، مقدمي بعض البرامج التليفزيونية من أمام مبنى الكنيسة، وهتفوا في وجههم 'بره.. بره'، وتحدث أحد قساوسة الكاتدرائية إلى المتظاهرين الغاضبين عبر مكبر صوت ملحق بموتوسيكل تابع للشرطة، مطالبا إياهم بالهدوء وضبط النفس، مؤكدا أن 'الإرهاب يريد الوقوف هكذا وترديد مثل هذه الهتافات التي تسبب فتنة'.
تفجير الكنيسة البطرسية
الرئيس عبدالفتاح السيسى، من جانبه، أدان ببالغ الحزن العمل الإرهابي الآثم الذي تعرضت له الكنيسة البطرسية، وقال إن هذا الإرهاب الغادر إنما يستهدف الوطن بأقباطه ومسلميه، وإن مصر لن تزداد كعادتها إلا قوةً وتماسكاً أمام هذه الظروف، وأجرى الرئيس اتصالاً هاتفياً بالبابا تواضروس الثاني، مؤكداً له عزم مصر شعباً وحكومة على الاستمرار في التصدي للإرهاب حتى اجتثاث جذوره تماماً من تراب مصر المقدس.
وأشار السيسي إلى ثقته المطلقة في قدرة الشعب المصري بمسلميه وأقباطه على التكاتف صفاً واحداً وتحقيق النصر في الحرب ضد الإرهاب، باعتبارها معركة المصريين جميعاً.
تفجير الكنيسة البطرسية
توافد كبار رجال الدولة، وعدد من الوزراء والمسئولين الأمنيين إلى موقع التفجير لمعاينة الموقع، وتفقد وزير الداخلية وقتذاك اللواء مجدى عبدالغفار، مقر الكنيسة وموقع التفجير وتأثيره داخل وخارج الكنيسة، وأمر بتشكيل فريق بحث موسع لسرعة تحديد هوية الجناة المتورطين.
ووجه وزير الداخلية بتشكيل فرق بحث من ضباط الأمن الوطنى والمباحث الجنائية والأمن العام والقوات الخاصة لفحص الشقق السكنية بمنطقة العباسية، فضلا عن رفع الإدارة العامة للمرور لكل السيارات الموجودة بالشوارع وتمشيطها، كما صدر قرار من وزير الدفاع بعلاج المصابين في الحادث داخل مستشفيات القوات المسلحة، وفتح المستشفيات في محيط الكاتدرائية للمصابين.
تفجير الكنيسة البطرسية
توصلت التحقيقات إلى أن منفذ عملية التفجير اسمه محمود شفيق محمد مصطفى، مواليد 10 أكتوبر 1994، طالب، من مواليد قرية 'عطيفة' التابعة لمركز سنورس بمحافظة الفيوم، ترجل الانتحاري إلى باب الكنيسة وعندما حاول حارس الكنيسة سؤاله عن هويته تجاهلهم وأسرع إلى باب الكنيسة فى المكان المخصص للسيدات وفجر نفسه.
تفجير الكنيسة البطرسية
اعترف المتهم الثاني رامي عبدالحميد عقب القبض عليه، أن محمود محمد مصطفى، هو منفذ حادث الكنيسة البطرسية بالعباسية، ويتبع تنظيم 'داعش' في سيناء، تعرف عليه عن طريق المتهم 'حسين عامر'، وتواصل معه على برنامج 'تليجرام' أثناء تواجده داخل شقة في الزيتون، وأقام بالشقة من يوم 5 ديسمبر 2016 حتى صباح يوم تنفيذ الحادث الإرهابي الخسيس، ثم جاء له اثنان آخران لم يتعرف على اسمهما، أحضرا معهما حقيبة بها المفرقعات اللازمة لتفجير مقر الكنيسة.