من قلب واقعة انهيار عقار حدائق القبة يشاء القدر أن تخرج حكاية الشاب 'عماد' إلى النور ليعلمها الجميع، ربما كان انهيار المنزل عدالة إلهية بعد أن طرده أبناء صاحب البيت المتوفي الذي عطف عليه وأواه داخله.
أثناء تغطية واقعة انهيار المنزل التقت 'أهل مصر' شاب ثلاثيني تبدو عليه علامات الإنهاك والتعب، ثيابه رثة، نظراته شاردة، اقتربنا منه لنعرف حكايته التي بدأت عندما اُتهم منذ عدة سنوات بقتل والده حسب أقوال الجيران فأصيب بصدمة عصبية أفقدته عقله بعدما كان شاب طبيعيا وحكم عليه بالسجن، وتم نقله إلى مستشفي العباسية، وعقب خروجه من المستشفى لم يكن يعلم أين وجهته.
قادته قدماه إلى منطقة حدائق القبة وبالتحديد 'مكاوي' ليستقر بها، وظل يتجول في المنطقة حتى عرفه أهلها وعلموا بقصته، وعاش بينهم يقضي نهاره في الشارع لا يجد ما يظله في حرارة الصيف ولا يأويه من برد الشتاء، حتى اصطحبه رجل ستيني بالمنطقة إلى منزله المغلق للعيش بداخله وظل فيه عدة شهور وكان بعض الأهالي يستغلونه للعمل معهم مقابل توفير الطعام له دون الحصول على أجر، وبعد وفاة مالك المنزل طالبه أولاده بدفع الإيجار وعندما علموا بعدم قدرته على الدفع قاموا بطرده.
عاد الشاب للنوم في الشارع وفي مداخل العقارات أحيانا وفي الأماكن المهجورة أو في وسط 'الزبالة ' لا يجد من يأويه.
وبالعودة لقصة العقار المنهار استغله أصحاب المنزل وقاموا بتأجيره للعمال المغتربين مقابل 100 جنيه للفرد، رغم أنه صدر له منذ عدة سنوات قرار بإزالته ولكن أصحابه لم ينفذوا القرار، وفي صباح 12 ديسمبر في حوالي الساعة 6 صباحا استيقظ الأهالي على صوت انهيار ذلك العقار وكان يقطن ذلك العقار 7 أشخاص فخرجوا قبل الانهيار 4 منهم وظل الباقي في الداخل حتى انهار عليهم، وتمكنت القوات من استخراج اثنين منهم وتم نقلهم إلى المستشفى، وظل أحدهم تحت الأنقاض وتواصل عبر هاتفه المحمول واتصل بأحد الأشخاص بعدما ظنت الأجهزة الأمنية عدم وجود أحد.
وتم متابعته بالهاتف المحمول حتى نجحوا في استخراجه ونقله إلى المستشفى لتلقى العلاج اللازم.
وطالب الأهالي بتوصيل صوت 'عماد' المشرد للمسئولين لتوفير مأوى له وراتب شهري، لعدم قدرته على العمل بحكم اضطراب حالته النفسية والعقلية.