قضت المحكمة الإدارية العليا، في حكم رادع يؤكد أن القيم الأخلاقية ضرورة حياتية فى المجتمع برئاسة المستشار عادل بريك نائب رئيس مجلس الدولة بتوقيع عقوبة الفصل من الخدمة لسكرتير مكتب وكيل كلية الصيدلة لشئون التعليم والطلاب جامعة القاهرة 'م.ن.إ.ط'.
وذكرت المحكمة أنه أثناء احتفال الكلية باليوبيل الفضي وحفل تكريم خريجي الدراسات العليا دخل دورة المياه الخاصة وكلاء الكلية رغم وجود زميلته 'ى .ف.م' سكرتيرة بذات المكتب بدورة المياه الخاصة بوكلاء الكلية لظروفها الصحية وكان الباب مغلقا عليهما وتواجدا بمفردهما داخل الحمام لمدة تزيد على نصف ساعة، وحينما قامت زميلاته بقرع الباب ودفعه بعد الإلحاح عليه وجدن زميلتهن المذكورة ملقاة على الأرض في حالة إغماء منزوعة البنطلون إلى الركبة لحالتها الصحية بسبب ضيق في الصمام المترالي وانخفاض ضغط الدم وباقي ملابسها العلوية كاملة وهو في وضع غير لائق يهم برفع بنطلونه.
وقالت المحكمة إنه يتعين على الموظف العام ومن بينهم العاملين في الجامعات المصرية ومعاهدها الالتزام بمدونات السلوك وأخلاقيات الخدمة المدنية وأن الالتزام بها شرط للاستمرار بالخدمة، ويحظر عليه بصفة خاصة مباشرة الأعمال التي تتنافى مع الحيدة والتجرد والالتزام الوظيفي أثناء ساعات العمل الرسمية، كما يحظر عليه مباشرة أي نشاط أو إتيان أي سلوك من شأنه تكدير الأمن العام أو التأثير على السلام الاجتماعي أو أي فعل يفقده حسن السمعة وطيب السيرة اللازمين لشغل الوظائف العامة أو الاستمرار في شغلها.
وأكدت المحكمة أن القيم الأخلاقية ضرورةٌ في المجتمع بحسبانها ركيزةً أساسيّة لسلامة العلاقات الاجتماعيّة خاصة في مجال الوظيفة العامة لما لها من بالغ الأثر في تمساك المجتمع وقوته يحيا بها على الفطرة السليمة التى تتوافق مع الرسالات السماوية التى كرمت الإنسان , وأن الموظف العام بات ملزماً بمدونات السلوك وأخلاقيات الخدمة المدنية، فإذا ما ارتكب فعلا معيبا من النواقص الأخلاقيّة والخصال الذميمة فقد حسن السمعة وطيب السيرة اللازمين لشغل الوظائف العامة أو الاستمرار في شغلها.
واختتمت المحكمة أن الثابت بالأوراق قيام الطاعن 'م.ن.إ.ط' بصفته سكرتير مكتب وكيل كلية الصيدلة لشئون التعليم والطلاب جامعة القاهرة بالتواجد مع زميلته 'ي.ف.م' سكرتيرة بذات المكتب بدورة المياه الخاصة بوكلاء الكلية التى سبق لها وجودها بالحمام لظروفها الصحية، وكان الباب مغلقا عليهما أثناء احتفال الكلية باليوبيل الفضى وبخريجين الدراسات العليا وتواجدا بمفردهما داخل الحمام لمدة تزيد على نصف ساعة ونادت عليه زميلاته أكثر من مرة ليفتح الباب فتحجج بأنه يعدل الكرافت الخاصة به، وأنه لحظة خروجه من الحمام بعد الالحاح عليه ودفع الباب وجدن زميلتهن المذكورة لحالتها الصحية بسبب ضيق فى الصمام المترالى وانخفاض ضغط الدم,فى حالة إغماء ملقاة على الأرض منزوعة البنطلون إلى الركبة وباقي ملابسها العلوية كاملة وهي مخالفات ثابتة فى حقه بما شهدت به كل من زميلاته (ف.أ) و(ف.م.ف)و(س.إ.أ) خاصة وأن الشاهدة الأخيرة نادت عليه لمدة طويلة لثلاث مرات بصوت عال مما طرقت معه الباب فوجدته ماسك البنطلون على النحو المبين بالأوراق , مما يعد خروجا منه صارخا على واجبات وظيفته يفقده حسن السمعة اللازمة لشغل الوظيفة العامة ويتعين بتره منها .
وبذلك رفضت المحكمة طعن سكرتير وكيل الكلية على قرار مجلس تأديب العاملين بجامعة القاهرة من غير أعضاء هيئة التدريس بفصله من الخدمة.