تنطق محكمة الجنايات العسكرية، اليوم الثلاثاء، بحكمها تجاه 555 متهما في القضية المعروفة إعلاميا بـ "ولاية سيناء3"، على خلفية الاتهامات المسندة إليهم بتأسيس 43 خلية عنقودية تابعة لتنظيم داعش الإرهابي، تلقوا تدريبات بمعسكرات التنظيم في سوريا على استعمال السلاح وصناعة المتفجرات وارتكبوا نحو 63 جريمة إرهابية في شمال سيناء، شملت مهاجمة رجال الشرطة والقوات المسلحة وتنفيذ عمليات عدائية إرهابية ضد القائمين على حماية الأمن والحدود بالبلاد.
ترصد "أهل مصر"، جملة من الجرائم والاتهامات الموجهة إلى المتهمين في القضية، من خلال التحقيقات التي أجريت معهم على مدار أشهر طويلة.
يضم تنظيم "ولاية سيناء3" الإرهابي عناصر تعتنق الفكر الانتحاري، وإعداد رسومات كروكية لبعض المواقع والمنشآت الحيوية وبينها دور العبادة والارتكازات الشرطية، كما تبين أن المتهمين جميعاً اشتركوا في الدعوة لصالح أفكار التنظيم الإرهابي المتطرفة والقائمة على تكفير الحاكم ووجوب الخروج عليه، وكذا تكفير القوات المسلحة والشرطة والقضاء، واستباحة دمائهم ودماء المسيحيين، واستحلال ممتلكاتهم ودور عبادتهم، ونجح بالفعل التنظيم المسلح في استقطاب بعض العناصر للتنظيم، تمهيدا لارتكاب سلسلة من العمليات العدائية.
وأظهرت تحقيقات النيابة مع المتهمين، طبيعة الدور الحيوي لأحد أبرز قادة التنظيم "علي سالمان الدرز"، في نشاط ومعتقدات الجماعة الإرهابية، عبر إشرافه على تكليف كوادر التنظيم الإرهابي، بالدعوة إلى أفكار تنظيم "داعش" الإرهابي، وتكفير رجال القوات المسلحة والشرطة، واستباحة دمائهم ودماء أبناء الطائفة المسيحية واستحلال ممتلكاتهم، وتشكيل 43 خلية إرهابية تتولى تنفيذ عمليات إرهابية في أنحاء البلاد.
"خلايا عنقودية وأوامر بتنفيذ عمليات عدائية"، فكر إرهابي تحدثت عنه التحقيقات، في الوقت الذي بدا فيه جليا الفكر التكفيري الذي اعتنقه غالبية أعضاء التنظيم، وهو ما أكدته تحريات الفريق الأمني المكلف بجمع المعلومات عن قادة وأعضاء التنظيم، إذ تبين أنهم على تواصل كوادر الجماعة مع قيادات "داعش" بالعراق وسوريا، فضلا عن تلقيهم تدريبات بمعسكرات التنظيم في سوريا على استعمال السلاح وصناعة المتفجرات واكتساب الخبرة الميدانية في حروب العصابات وقتال الشوارع.
تحدثت التحقيقات عن تبني أعضاء التنظيم الإرهابي، فكرة هدم مؤسسات الدولة، حؤث رصدت التحقيقات تواصل قيادات التنظيم بالداخل مع قياداته بالخارج وتلقي تكليفات بالبدء في الإعداد والتخطيط لعمليات إرهابية، من خلال تشكيل مجموعة من عناصر مدربة عسكريا في شمال سيناء، استطاعت تكوين عدة خلايا عنقودية، من محافظات الدلتا تعتنق عناصرها الأفكار التكفيرية الإرهابية وتستبيح أموال ودماء المسيحيين.
وتخصصت مجموعة من المتهمين في عملية توفير الدعم المالي لتمويل الجماعة من خارج مصر، بما يعين الكوادر على تنفيذ عملياتهم الإرهابية، وكشفت أن الخلايا الإرهابية التابعة للجماعة تم تقسيمها إلى مجموعات رئيسية، بداخل كل مجموعة 4 مجموعات فرعية تتولى رصد وتتبع الأهداف المزمع استهدافها بعمليات إرهابية وتوفير المعلومات.
وكشفت تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا، أن التنظيم يمتلك العديد من المصانع والمقرات لتصنيع المتفجرات التي يستخدمها المتهمون في عملياتهم الإرهابية، ومن بينها مقر ببرج الشرقاوي في شارع العشرين بمسطرد، ويتم التدريب في تلك المقرات على استخدام الأسلحة وصناعة المتفجرات، فيما حوت أحراز القضية بنادق القنص، والنظارات الشمسية، وأقلام مزودة بكاميرات تصوير على أعلى مستوى، ووحدات تخزين إلكترونية، وملفات نصية للأفكار الجهادية بأسماء عدد كبير من الكتب لرموز الجهاد.
وأظهرت التحقيقات تنوع الأدوار التي يقوم بها المتهمون من أعضاء مجموعة "الدعم اللوجيستي"، فهناك من يتواصل بشكل رسمي مع قائد التنظيم وآخر على اتصال دائم بمسئول إعلام التنظيم لأجل نشر وبث فيديوهات من شأنها تحفير باقي أفراد التنظيم عمليات مرتقبة.