كشف شهود عيان في واقعة قيام شقيقتين بالاحتفاظ بجثمان أبيهما المتوفى لمدة أسبوع داخل شقة بمنطقة صفط اللبن ببولاق الدكرور.
وقال الشهود، إن الواقعة تم اكتشافها منذ حوالي 5 أيام وإن الفتاتين احتفظتا بجثة والدهما لعدة أيام وقاما بلفة بشاش أبيض ووضعتاعلية كريمات لعدم تعفن الجثة وخروج الرائحة.
وأضاف الشهود أن والدة الفتاتين اسمها جهاد ونورا وهما فى أوائل الثلاثينيات من العمر، كما أنهما خريجات جامعة، وسبق لهما الزواج ولكنهما انفصلا عن أزواجهما وعادتا للإقامة برفقة أبيهما، وأن والدتهما متوفية.
وتابع الشهود أن والدهما الحاج محمد مشهود له بحسن السمعة وكان لا يقيم علاقات كثيرة مع جيرانه.
وأشار الشهود إلى أن والد الفتاتين تزوج من سيدة أخرى غير والدة الفتاتين وأنجب منها ولدا في المرحلة الثانوية وفتاة أخرى في المرحلة الإعدادية، وانفصل أيضًا عن زوجته الثانية التي كانت تحضر إليه لتحصل على مصروف ابنيها ما بين الحين والآخر وأنها حضرت قبل موته فأخبرتها ابنته الكبرى جهاد بأنه ذهب للصعيد لأداء واجب العزاء وعندما ارتابت اتصلت بشقيق طليقها الذي اكتشف وفاته وقام بإبلاغ رجال مباحث قسم شرطة بولاق الدكرور.
وكانت نيابة جنوب الجيزة الكلية،كلفت مستشفى الأمراض النفسية والعصبية بالعباسية بمتابعة الحالة العقلية لفتاتين أخفتا وفاة والدهما واحتفظتا بجثته ورفضهما دفنه لحزنهما وحبهما الشديد له.
كما أمرت النيابة بندب الطب الشرعي لتشريح جثة الأب وتحديد أسباب الوفاة، كما طلبت تحريات الأجهزة الأمنية حول الواقعة واستدعاء عم الفتاتين الذي اكتشف وفاة شقيقه وإخفاء ابنتيه الأمر.
وتبين من التحقيقات والتحريات الأولية أن الفتاتين مطلقتان وتقيمان برفقة والدهما الذي كان يمنع خروجهما وأنهما تعانيان من مرض نفسي لعدم استمرار زواجهما، واعترفت المتهمتان برفضهما التام لدفن والدهما لعدم الافتراق عنه وحزنهما عليه فقررا تكفينه والاحتفاظ بالجثة، وقامتا بلفها في شاش طبي بعد وضع كمية من الكريم المرطب عليها لمنع الرائحة الكريهة
وأشارت التحريات والتحقيقات التي أجرتها نيابة جنوب الجيزة الكلية، أن الأب تولى رعاية الابنتين منذ عدة سنوات طويلة ، وكان يعاملهما برفق فساد علاقتهم الحب والمودة حتى مرض الأب مرضًا شديدًا وفارق الحياة، إلا أن الفتاتين رفضتا فكرة دفنه وابتعاده عنهما، فاحتفظتا بجثته عدة أيام داخل الشقة بعد وضع بعض الكريمات عليها في محاولة لتخفيف آثار تعفن الجثة، ولفتاها بشاش أبيض ومنعتا أفراد عائلتهما من دخول الشقة لزيارة والدهما.
وأضافت التحقيقات أن الواقعة تم اكتشافها عندما توجه موظف للاطمئنان على شقيقه المسن الذى يعانى من حالة صحية متدهورة، إلا أن ابنتى شقيقه منعتاه من دخول الشقة عدة مرات بحجة أن والدهما نائم ولا ترغبان في إزعاجه، بسبب مرضه.
عقب تكرار منع الموظف من زيارة شقيقه شعر بالشك تجاه ابنتي شقيقه، خاصة مع علمه أن حالة شقيقه الصحية سيئة وتوجه للشقة، وأصر على زيارة شقيقه والاطمئنان عليه، وبعد إلحاح منه تمكن من الدخول، ليكتشف الكارثة بعثوره على شقيقه مفارقًا الحياة منذ عدة أيام، وملفوفًا بشاش أبيض على جميع أنحاء جسده.
واكتشف وفاة شقيقه، ووضع ابنتيه بعض الكريمات المرطبة على الجثة، لمنع انتفاخها، وتغير لونها، ورفضهما حقيقة وفاته، لشدة تعلقهما بوالدهما، فأسرع لإبلاغ مديرية أمن الجيزة، ووصل رجال المباحث إلى محل الواقعة، وتم نقل الجثة إلى المستشفى، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة تجاه ابنتيه.