كانت عقارب الساعة تشير إلى الساعة الثانية عشر ظهرًا، عندما بدأت محكمة جنح مصر الجديدة اليوم الأربعاء، برئاسة المستشار عمرو مختار، أولى جلسات محاكمة المتهمة بسحل "ندى شديد" في القضية المعروفة إعلاميا بـ"سحل فتاة النزهة"، والتي قضت بمعاقبة المتهمة سنتين وغرامة 10 آلاف جنيه.
قبل بدء الجلسة، حضر محمد شديد عم المجني عليها، وبرفقته شقيقتها، والمدعي بالحق المدني، وعلى عاتقهم حزن الأيام بعد مفارقتهم للمجني عليها.
واستمعت هيئة المحكمة لمرافعة المحامي حازم أبو هيبة دفاع المتهمة "نورهان. ك"، والذي طالب فيها ببراءة المتهمة، لانتفاء خطأها في واقعة صدم المجني عليها، وانتفاء القصد الجنائي في دهس الضحية، موضحا أن المتهمة لم تعبر من أماكن عبور المشاة التي سبقت موقع الحادث بحوالي 400 متر وبعده إشارة بحوالي 300 متر.
وأضاف محامي المتهمة أن سرعة سيارة موكلته كانت طبيعية مستندا إلى حكم محكمة النقض بأن الحد المسموح للمساءلة الجنائية هو "تجاوز الحد الذي تقتضيه ملابسات الحادث"، مشيرًا إلى ثبوت أن سيارات أخرى كان تسير بنفس السرعة.
وفي نفس السياق، طالب المحامي صفوت السيد، دفاع المجني عليها ندى شديد المعروفة إعلاميا "فتاة النزهة" بتعديل قيد ووصف الواقعة وإحالة القضية للجنايات، مضيفا إن الواقعة يتوافر فيها ظرف من الظروف المشددة،وذلك بسبب تقاعس المتهمة عن مساعدة الضحية، وهروبها من مسرح الجريمة بعد صدمها بسيارتها.
وقال محمد شديد عم المجني عليها ندى شديد (المجني عليها) إنه يثق في عدالة القضاء وعودة حق ابنة شقيقه، مؤكدًا أنه يعلم أن الجميع سيقف بجوار عائلة المجني عليها لنهاية المطاف.
وأضاف شديد أن هيئة الدفاع كان طلبها الرئيسي من هيئة المحكمة الموقرة أن يتم تحويل القضية لقتل شبه عمد وليس قتل خطأ، لافتًا إلى أن المتهمة كان تقدر أن تسعف الفتاة ولكن على حد ما رصدته كاميرات مراقبة، فإنها كانت تقوم بعمل غرز في الشارع.
وأضاف شديد، في حديثه لـ"أهل مصر"، إنه انتابته حالة من الصدمة، حينما سمع محامي المتهمة يقول إنها بطلة جمهورية، متسائلا: "هل يصح أن تكون بطلة بهذا الشكل.
وأكد عم المجني عليها أن كل شهود العيان بمكان الحادث، بالإضافة إلى رصد كاميرات المراقبة تؤكد على أن المتهمة بكامل قواها العقلية.
وكانت النيابة في وقت سابق أمرت بإحالة المتهمة للمحاكمة العاجلة أمام محكمة الجنح بتهمة القتل الخطأ، وكانت النيابة امرت النيابة بإخلاء سبيل المتهمة بدهس فتاة أثناء عبورها الطريق بشارع حسن المأمون والمعروفة إعلاميا بـ"سحل فتاة النزهة" بكفالة مالية قدرها 10 آلاف جنيه.
وكشف تقرير الطب الشرعي، المسلم لنيابة النزهة التي حصلت "أهل مصر" على نسخة منه، عن أن المجني عليها وافتها المنية عقب اصطدام سيارة المتهمة بها، حيث تبين من خلال التقرير أيضا، أن المتهمة سحلت جثة الضحية بعد وفاتها 4 كيلو متر، حتى سقطت تحت إطارات سيارتها.
كما كشف التقرير الطبى للمجنى عليها، عن أنه بتوقيع الكشف الطبى على جثة المجنى عليها تبين وجود كسر بقاع الجمجمة مع نزيف بالأنف والأذنيين والفم وكسور بالزراعيين وكسور متعددة بالحوض والساقين مع سحجات متفرقة ونزيف بالجسد كله، ووصلت المجنى عليها متوفية للمستشفى، واستمعت نيابة النزهة الجزئية، لأقوال "نورهان. ك" المتهمة بسحل "ندى شديد" فى القضية المعروفة إعلاميا بـ"سحل فتاة النزهة".
وكشفت المتهمة، عن أنها لم تر المجنى عليها أثناء عبورها الطريق، كما لم تشعر بسحب السيارة للمجنى عليها قائلة "مشفتش المجنى عليها وهى معدية الطريق" وكانت النيابة كلفت بسرعة إجراء التحريات حول الواقعة، والتصريح بالدفن عقب إعداد تقرير مفصل بسبب الوفاة، وواجهت المتهمة بفيديو بسحل المجنى عليها وأقوال شهود العيان.
واستمعت نيابة النزهة لأقوال أهل الفتاة، وأكدوا أنهم لاحظوا أن ابنتهم تأخرت فى الوصول إلى المنزل، فاتصلوا على هاتفها المحمول وتفاجئوا بأن أحد الأشخاص يرد عليهم ويخبرهم بالحضور إلى مكان الحادث لأن صاحبة الهاتف توفت فى حادث سير.
وأضاف أهل الفتاة، أنه انتابتهم حالة من الهلع فور سماعهم الخبر وهرولوا إلى المكان ليجدوا ابنتهم ملقاة على الأرض غارقة فى دمائها وقد لفظت أنفاسها الأخيرة، ولكنهم لم ييأسوا وحملوا الفتاة إلى المستشفى آملين أن يكون ظنهم خطأ وأن يتم انقاذها إلا أن الأطباء أخبروهم بانها قد فارقت الحياة.
وكانت غرفة عمليات شرطة النجدة بالقاهرة تلقت بلاغا من الأهالى يفيد بوجود حادث تصادم بشارع حسن المأمون فى النزهة ووفاة فتاة، على الفور انتقلت قوات الامن إلى المكان وتبين مصرع فتاة تدعى ندى صدمتها سيارة اثناء عبورها الطريق، وتم الدفع بسيارة الإسعاف لنقل المتوفاة إلى المستشفى تحت تصرف النيابة العامة.