سنوات عديدة قضاها صاحب عقار فيصل المحترق على عربة "الشباشب البلاستيكية"، لا يعبأ بحرارة الجو، ولا ببرده القارس؛ من أجل الحصول على قوت يومه، واستطاع بالصبر على مرارة الأيام، والرغبة في قتل الفقر، التغلب على هذه الصعاب، وكتابة اسمه بين الكبار، إلا أن القدر لم يكن رحيما به فأعاده إلى حيث بدأ مرة أخرى.
ونستعرض في السطور التالية، قصة كفاح صاحب عقار فيصل المحترق، والتي تشبه في تفاصيلها قصة عبد الغفور البرعي التي قدمها إحسان عبد القدوس في "لن أعيش في جلباب أبي".
وقال شهود عيان عن واقعة حريق مخزن الكاوتش بحي الهرم، إن صاحب البرج المشتعل بمنطقة فيصل يُدعى "سمير. ح"، ويعُرف بـ"أسطورة الكوتشي".
وأضاف الشهود، أن صاحب العقار يرقد في المستشفى، بعدما أصيب بأزمة قلبية بعد ضياع "شقى عمره".
وتابع الشهود، أن صاحب العقار رجل عصامي بدأ حياته المهنية كبائع لـ"الشباشب البلاستيكية" على العربات الخشبية، وامتلك بعدها محلا تلو الآخر، حتى قرر أن يفتح مصنعًا لتصنيع الأحذية "الكوتشي"، فقرر حينها بيع جميع ممتلكاته وشراء قطعة أرض مجاورة للطريق الدائري وبالفعل أقام برجا سكنيا مكون من 14 دورا، ويضم 108 شقق سكنية، واستغل البدروم كـ"مصنع للأحذية" والطابقين الأرضي والأول علوي كـ"مخزن للأحذية".
وأشار الشهود إلى أن الرجل أصيب بأزمة قلبية دخل على إثرها المستشفى، وخضع لحراسة أمنية تمهيدا لاستجوابه.
وبدأت ألسنة اللهب في الهدوء، بعد مرور يومين على اشتعال الحريق، وسط انتشار واسع لقوات الحماية المدنية والإنقاذ البري بمحيط العقار.
وكان العقار، قد انهار بشكل جزئي، وتسبب الانهيار في غلق الطريق الدائري من الاتجاهين أمام العقار المكون من 13 طابقا، وتحديدًا أمام سلم حي الهرم.
وجدير بالذكر أن الحريق اندلع، مساء أول أمس السبت، داخل مخزن أحذية يتكون من 3 طوابق بشارع المطبعة في فيصل، وتم إخماده قرب الفجر، وتجدد اشتعال النيران مرة أخرى أمس.
وتلقت غرفة عمليات شرطة نجدة الجيزة، بلاغا، يفيد بنشوب حريق داخل مخزن أحذية على مساحة 1000 متر لعقار بمنطقة فيصل، وعلى الفور، انتقل اللواء هشام صادق مدير الحماية المدنية إلى المكان، وتم الدفع بسيارات إطفاء لمكان الحريق، وفرض كردون أمني بمحيط الحريق لمحاصرته ومنع امتداده.