3 دقائق تلخص مذبحة الأشقاء في السلام.. نافورة دماء وجثة

جثة شاب- صورة أرشيفية
جثة شاب- صورة أرشيفية

"مستحملتش أشوف أبويا بيتضرب قدامي، ولما قلت له أنت اتجننت كان عايز يدبحني فجريت جبت السكينة وطعنته بيها"، بكلمات هستيرية وقف أحمد، أمام نيابة السلام يروي تفاصيل جريمته بقتل شقيقه، خلال جلسة عتاب بينهما بسبب إقدامه على تعنيف وضرب والده.

لم يتخيل أحمد، أن يقوم شقيقه الأصغر بتعنيف والده الذي كد وتعب من أجل توفير لقمة العيش لهم، شريط من الذكريات الطويلة والمؤلمة تذكرها أحمد في لحظات معدودة، بعدما شاهد شقيقه يمسك والده بمنتهى القسوة محاولا ضربه والتعدي عليه، لم يتمالك أعصابه وفشلت محاولة وقف شقيقه عن فعلته، لينتهي المشهد بجريمة قتل مكتملة الأركان، ويسقط شقيقه جثة هامدة في الحال.

داخل أحد البيوت المتهالكة بمنطقة السلام، دارت أحداث جريمة "الابن الشقي مع والده المسكين"، ودارت فصولها أمام الشقيق الأكبر للأب الذي يعي معنى الحياة ويفهم كيف أنهكت والده المسن من أجل توفير لقمة العيش لهم جميعا.

كان النقاش يبدو هادئا للوهلة الأولى، طلب فيه الأب من ابنه الأصغر التوقف عن مصاحبة أصدقاء السوء وتدخين السجائر والمخدرات، غير أن الحديث تطور بين الأب وفلذة كبده الأصغر، الذي تخلى عن أقل معاني الشفقة والرحمة والإنسانية، فراح يفسر كلمات والده على أنها إهانة في حقه ولم يدر أن الأب لا يعوض، دخل معه في معركة كلامية حادة عنيفة، لم تلق قبلو شقيقه الأكبر.

حاول أحمد بشتى الطرق التدخل لإنهاء فصول النقاش الحاد بين والده وشقيقه، غير أن الأمر تطور سريعا، وتفاجأ خلال بضع دقائق بشقيقه يهم بإمساك والده من جلبابه محاولا إلقائه على الأرض في مشهد مزري للغاية، لم يتمالك أعصابه، وأمسك بشقيقه مبعدا إياه عن والده المسن الذي لا حول له ولا قوة.

فشل الابن الأكبر في تهدئة الأمر، ودخل في عتاب مع شقيقه "أنت اتجننت ولا أيه.. ده أبوك.. عيب كده ميصحش"، وأخبره "احترم نفسك أحسنلك.. ده أبوك"، لم تلق الكلمات صدى في نفوس الابن الأصغر المتهور، واستمر في تعنيف وضرب أبيه، تقطع قلب أحمد الابن الأكبر، ودارت في رأسه هواجس كثيرة أولها، ما ذنب هذا الأب في تحمل ما لا يطيق من ابنه معدوم الرحمة؟، ولأنه وجد الطريق مسدودا في إرجاع شقيقه عن ضرب والده المسكين، قرر سريعا تأديبه، فعنفه وضربه بيديه، فإذا بشقيقه يتعدى عليه هو الآخر بمنتهى الإجرام، لم يحتمل كل هذا، فاتجه مسرعا ناحية المطبخ، واستل سكينا وطعن شقيقه طعنة استقرت في قلبه، لينهي حياته قبل حدوث مذبحة عائلية لا يحمد عقباها.

دقائق معدودة، ودوت سارينة الشرطة في أرجاء المنطقة، معلنة قدوم رجال مباحث قسم السلام، وتم ضبط الابن الأكبر، ونُقلت جثة الأصغر إلى مشرحة زينهم تحت تصرف النيابة العامة، تمهيدا لإصدار قرار بشأنها.

روى الابن المتهم، أمام وكيل النيابة، مشيرا إلى أن والده طلب منه الالتزام في عمله، حتى لا يفقده بسبب تصرفاته السيئة، لكن الشاب اعترض على تصرفات والده، وانهال عليه بالسباب والشتائم في حضوره، فطلب منه الاعتذار لوالده، لكن المجني عليه استمر في عناده، وحاول ضرب شقيقه.

ألمح المتهم خلال تحقيقات النيابة العامة، إلى أن جريمة القتل لم تستغرق سوى 3 دقائق، وهي مدة المشاجرة مع شقيقه، حتى انتهت بقتله بطعنة واحدة، لكنها استقرت في قلبه ومات بسببها في الحال، مؤكدا أنه لم يخطط لقتله، لكن الجريمة حدثت بسبب انفعال وقتي خلال اعتدائه على والدهما، بأسلوب مرفوض ومهين، فتدخل لرد كرامة والده وطلب من شقيقه الاعتذار، لكنه رفض وتمسك بعناده واستمر في الخطأ، فلم يجد بدا من إنهاء تأديبه، غير أن الطعنة أودت بحياته في الحال.

وبرر والد المتهم الحادث، منوها بأنه وقع نتيجة خلاف عادي، مؤكدا أن ابنه لم يتعمد قتل شقيقه، لكنه حاول تهدئة الأمور بينهما عندما شاهد شقيقه ثائرًا ويعتدى عليه بالسباب والشتائم، فأمسك بالسكين لإرهاب المجني عليه، لتقع الجريمة.

وأمرت النيابة العامة بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات، بتهمة القتل العمد، وكلفت النيابة الطب الشرعي بتشريح جثمان المجني عليه لبيان أسباب وفاته، وطلبت النيابة العامة تحريات المباحث في الواقعة.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً