كشفت التحقيقات التي جرت مع المتهمين في القضية المسماة إعلاميا بـ "خلية هشام عشماوي"، عن مخطط شيطاني إرهابي، استهدف النيل من هيبة الدولة والانتقام من رجال الشرطة والقوات المسلحة، إذ بينّت التحريات الدور الذي لعبه المتهم الرئيسي في الخلية ويدعى "ميسرة محمد عبد الحكيم"، من حيث اعتناق أفكار تكفيرية متطرفة، للقيام بعمليات عدائية ضد مؤسسات الدولة، تحت زعم عدم تطبيقها الشريعة الاسلامية واستباحة دماءهم ودماء المسيحيين ودور عبادتهم واستحلال أموالهم وممتلكاتهم.
تجري محاكمة 12 متهما من بين أعضاء الخلية الإرهابية، اليوم الأحد، أمام دائرة الإرهاب بمحكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار محمد شيرين فهمي.
بحسب تحريات قطاع الأمن الوطني، فإن المتهم الأول "ميسرة" وهو قائد ومؤسس الخلية أصدر تكليفاته لزملاءه ممن يعتنقون الأفكار التكفيرية برصد العديد من الأهداف الحيوية وضباط القوات المسلحة والشرطة تمهيدا لاستهدافهم، ومن بينهم ضباط مباحث قسم شرطة الوراق، ورصد مقر سكن مدير أمن الجيزة السابق، اللواء كمال الدالي، حيث تمكن المتهم الرابع ويعمل ضابط سابق من إمداد المتهم الأول بمعلومات عن محل سكنه.
ارتبط أعضاء الخلية الإرهابية ببعضها البعض سواء داخل أو خارج البلاد عبر شبكة الإنترنت، بهدف تنفيذ عمليات عدائية ضد أفراد القوات المسلحة والشرطة ومنشاتها بغرض إسقاط الدولة والتأثير علي مقوماتها الاقتصادية والاجتماعية وتعطيل العمل بالدستور والأضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي، وجرى ذلك بإشراف مباشر من المتهم "ميسرة".
تعرف "ميسرة" على معتنقي ذات الفكر، ومن بينهم المتهمين "محمد أحمد، محمود صباحي محمود، أحمد رمضان محمود، أحمد حمدي فهيم، عادل خلف عبد العال، ابراهيم عبيد، صلاح عيد، حازم محمد، أحمد محمد الحسيني، معاذ محمد، وجرى التأكيد على محورين أولهما فكري تضمن عقد لقاءات تثقيفية لهم لتدارس الأفكار التكفيرية، أمدهم خلالها "ميسرة" بمطبوعات تدعم تلك الأفكار، وترسخ عقيدة قتال أفراد القوات المسلحة والشرطة.
أما المحور الثاني الذي اعتمدت عليه الخلية الإرهابية، فكان محورا عسكريا، من خلال عقد دورات تدريبية علي كيفية استخدام الأسلحة النارية ومنها البنادق والأسلحة الآلية، وفكها وإعداد وتصنيع وتركيب العبوات المفرقعة وكيفية استعمالها وتفجيرها.
حملت القضية رقم 32 لسنة 2021 جنايات أمن الدولة، وقيدت برقم 385 لسنة 2020 جنايات أمن الدولة العليا، ودلت التحقيقات أن أفراد الخلية الإرهابية اتخذت مقرات تنظيمية منها مسكن المتهم المتوفي مصطفي مصباح لعقد لقاءات أعضاءها التنظيمية وتدريبهم علي فك وتركيب الأسلحة النارية وكيفية استخدامها.
كما تبين من خلال المتابعة الأمنية لعناصر الخلية الإرهابية، صدور تكليفا رسميا بتسهيل سفر بعض الكوادر الشبابية التي تثق فيها قيادات الخلية، إلى الوادي الجديد، لمساندة ودعم الجناح العسكري في شمال سيناء، وهى الخلية التي اعتنقت ذات الفكر الإرهابي للقيادي بالتنظيم هشام عشماوي- المُنفذ فيه حكم الإعدام- وذلك بغية تنفيذ عمليات عدائية ضد الارتكازات الأمنية في شمال سيناء.
وتحدثت التحقيقات عن اتخاذ عناصر الخلية الإرهابية لبعض الأماكن الجبلية المتاخمة، كنقاط ارتكاز لعقد اجتماعات عرفت بإسم "اللمسات الأخيرة"، للتأكيد على مسألة تجنب الرصد الأمني والملاحقة الشرطية لهم من خلال اتباع برامج مشفرة ووسائل اتصال عالية الجودة، خشية تحديد أماكنهم والتخفي عن أعين الأجهزة الأمنية.