اعلان

" مش لاقي صحابي يا خال".. نزيف قطاري سوهاج خراب سيطر على مدينة بأكلمها

ا
ا

"مش لاقي صحابي يا خال"، من داخل ملحمة النزيف البشري خرج شاب يضرب الكف، هائما بين الحشود المصابة بملابس رثة ملطخة بالدماء، باحثًا عن من كانوا يُجاورنه فى مقعده، كان صوته خافتا مترجرجا وكأنه أصابته خطفة الموت، التي لم تفارق ناظريه طيلة الوقت، غير مبالي أنه الناجي الوحيد من بينهم كل ما يتمتمه بصوت شارد

"مخترنيش الموت معاهم ليه؟".

كانت عقارب الساعه تشير الى 11:42، حيث تجاوز قطار 2011 مكيف"أسوان_ القاهرة" و قطار سيمافور 709، واصطدم بمؤخرة آخر عربة بقطار 157 المميز، معلنة عن حادثة دموية انقلبت لها انحاء البلاد رأسا على عقب، لتفطر المشاهد الموثقة قلوب المشاهدين لها من شدة الأسي.

وعلى بعد أمتار من قطار متهالك لم ينجوا منه سوى المصابين، أمسك " الشاب" هاتفه هائما على قضبانه، حافي القدمين مشتت الروح مغيب العقل، يُجاور من حوله "بطانية ملطخه بالدماء، وبضعة جلابيب بلدية، وبنطال جينز لضمت أنسجته المخروقة غُرز مُرتجلة "كانت تلك المقتنيات التى وثقتها اللحظات المأساوية".

خرابًا سيطر على مدينة بأكلمها

ترك قطاري سوهاج ندبًة لم تفارق بيوتًا كثيرة، فبكل بيت فقيد وبداخل كل قرية مصابا، والوجع شامل الوطن بأكمله ، شنطة مدرسية و لبس ميري وصغيرة ترافق والديها فى رحلة العلاج، أجناس مختلفة ولأسباب متباينة جمعتهم، وجعا وخرابا استباح دون نجاة منه فأي فرار من واقعة مأساوية قام لها الوطن على قدم وساق رافعين رايات الحزن.

" طلعني يا ولدي.. مش قادر يا أمي"،عبارة تستدعيك لتنهدات طويلة الأجل، كانت جزء من واقعة مأسوية شهدتها سوهاج المتعبة هذه الليلة، خلفها ضجيجها الساكن خلف القبضان.

WhatsApp
Telegram