جريمة بشعة نفذها شياطين السيدة زينب في نهار أول أيام شهر رمضان، وكأننا نشاهد مشهدًا دراميًا في الأفلام والمسلسلات، ولكن هذا المشهد جُسد أحداثه على أرض الواقع بعد خطط 4 أشخاص سرقة شقة الحاجة فاطمة مستغلين تواجدها بمفردها داخل مسكنها، حيث صعد المتهمون الأربعة إلى شقة السيدة المسنة وطرق أحدهم الباب وما إن فتحت المجني عليها انقضوا عليها وقاموا بكتم أنفاسها وخنقها حتى الموت.
لم يشفع الشهر المبارك في قلب هؤلاء المجرمين وسط نظارات عينها التي كانت تطلب الرحمة منهم ولكن قسوة قلبهم جعلتهم مستمرون في تنفيذ جريمتهم الشنيعة، فلم يكتفوا بخنقها فقط بل قاموا بوضعها على كرسي وسكب البنزين عليها وأشعلوا النيران في جسدها وقاموا بسرقة 1500 جنيه وفروا هاربين، لينتهي الأمر بتفحم جثتها ولم بتبقي منها إلا القدمين.
الجريمة البشعة ذاع صيتها وأصبحت حديث الساعة بين أهالي المنطقة، إلى أن حضر رجال المباحث وفريق من النيابة العامة لمعاينة مسرح الجريمة واستجواب بعض الأهالي.
'أهل مصر' انتقلت إلى محل الواقعة ليروي شهود العيان تفاصيل الجريمة المأساوية.
' أشعلوا النيران في جثتها' تلك الكلمات التي نطق بها 'م ، س' صاحب محل خضروات بالمنطقة، وأضاف أنه لم يتخيل بما قاموا به أولئك الأشخاص فى قتل تلك السيدة البسيطة التي كانت تزرع الطمأنينة بين أهالي المنطقة والمحبة والسلام، فكانت خير مثال للعطف على الصغار ومحبة الجميع لها.
وتابع الجار في حديثه لـ'أهل مصر'، أن الحاجة فاطمة كانت تعيش بمفردها داخل شقتها منذ أن حضرت للمنطقة منذ قرابة 60 عام، ولديها أبناء ولاكن لا نشاهدهم كثيراً، فهم يحضرون من وقت لآخر ، ويوم الواقعة شاهدنا انبعاث نيران ودخان كثيف خارج من الشقة وعلى الفور قمنا بالصعود ولم نستطيع الدخول.
واستكمل الجار: قمنا بالاتصال على رجال الحماية المدنية الذين حضروا على الفور وقاموا بالسيطرة علي الحريق، وذكر أحدهم أن النيران ألتهمت صاحبة الشقة فقط وكرسي كانت تجلس عليه الضحية، بسبب عدم قدرتها على الحركة أثناء اشتعال النيران وعقب وصول فريق النيابة العامة كشفت المعاينة وجود شبهة جنائية حول الواقعة.
واستطرد الجار: كنا في حالة من الذهول فمن يفكر فى قتل تلك السيدة المسنة بغير ذنب، وعلمنا من رجال الشرطة أن 4 الأشخاص قاموا بمهاجمة منزلها لسرقتها وبعدها قاموا بإشعال النيران في جثتها حتى يخفوا أثار جريمتهم ولايتم ضبطهم، ولكن ألقى القبض على أحد جيران الضحية ويدعى 'باسم' ويعمل حلاق في المنطقة، وتبين تورطه في الجريمة.
وأخذ طرف الحديث 'محمود صلاح' أحد شهود العيان وجار الضحية قائلاً: 'أن باسم المتهم كان شخص غير محبوب من أهل المنطقة، وبعد أن علمنا بقيامه بالاشتراك مع 3 أشخاص الآخرين نطالب بالقصاص العادل من المتهمين'، مضيفًا أنه في يوم الواقعة أثناء تواجده في المحل الخاص به، شاهد أدخنة كثيفة تخرج من من شقة الحاجة 'فاطمة' صاحبة الـ 83 عامًا، فذهب مسرعا نحو مصدر الدخان وتم كسر الباب، وفؤجى بأن النيران التهمت جسد الضحية بالكامل ولم يتبقى منها إلا قدميها.
وكشفت تحقيقات النيابة العامة، أن المتهم الأول 'باسم' صاحب محل حلاقة بالمنطقة، قام بالاشترك مع 3 آخرين في قتل السيدة بعدما ظنوا أنها لديها أموال كثيرة، وعب الاتفاق فيما بينهم صعودوا إلى شقة الضحية بحجة أنهم صنايعية وبالطرق على باب الشقة قامت الضحية بالفتح، وقاموا بالدخول عنوة إلى داخل الشقة ودفعها على الأرض حاولت السيدة الاستغاثة ولكن دون جدوى.
وأضافت التحقيقات: أن المتهم الثاني المشترك معهم يدعى 'عبد ربه' قام بخنقها عندما تأكد من وفاتها قام بوضعها على كرسي، وأخبر المتهم الأول الذي يراقب الطريق وقام بإحضار بنزين من الدراجة النارية الخاص به وقام بوضعها على كرسي وأشعل النيران بها وعلى مروحة لإيهام جهات التحقيق بأن ماس كهربي وراء الحادث لإبعاد الشبهة عنهم، واستولوا على مبلغ مالي 1500 جنيه كان بحوزة الضحية، وأمرت النيابة بحبس المتهمين 4 أيّام على ذمة التحقيقات.