بينما عرضت الحلقة 22 و 23 من مسلسل الاختيار 2، حادثة تفجير الكنيسة البطرسية، كانت الأحداث الحقيقية قبل 4 سنوات من الآن، شاهدة على 25 شهيدا قبطيا داخل الكنيسة، دفعوا أرواحهم في حادث إرهابي خسيس.
في الحادي عشر من ديسمبر 2016، فجّر إرهابي نفسه بحزان ناسف، داخل الكنيسة البطرسية الملاصقة بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، وهو الحادث الإرهابي المؤلم الذي خلّف ورائه 25 شهيدا، كان أصغرهم الطفلتين ماجى مؤمن 10 سنوات، والطفلة دميانة أمير 13 سنة، فضلا عن 50 مصابا، غالبيتهم من النساء والأطفال، في مشاهد قاسية ومؤلمة على كافة المصريين إبان أداء قداس صلاة يوم الأحد.
في العاشرة من صباح ذلك التاريخ الأسود، سمع سكان منطقة العباسية دوى الانفجار، وكشفت المعاينة المبدئية لخبراء المفرقعات والمعمل الجنائي، أن العبوة المستخدمة في التفجير كانت تحتوى على نحو 12 كيلو جراما من مادة TNT شديدة الانفجار، تولت قوات الشرطة تفريغ كاميرات المراقبة بموقع التفجير.
أشرف خبراء المفرقعات على عملية جمع آثار الانفجار لمحاولة معرفة مكونات العبوة والمواد المستخدمة في التفجير، وتبين أن نظام التفجير وقع عن بعد في العملية الإرهابية، وجاء اختيار يوم الأحد لتنفيذ العملية بالتزامن مع موعد إقامة الصلوات في الكنيسة استهدف إيقاع عدد كبير من الضحايا.
تفقد النائب العام السابق المستشار نبيل صادق، وفريق من النيابة العامة موقع التفجير، بجانب فريق من خبراء الأدلة الجنائية والنيابة العامة، وأجر الفريق القضائي معاينة الكنيسة، وتولت نيابة أمن الدولة التحقيق في الحادث وتحفظت على جميع الكاميرات في موقع الحادث، وأمرت المعمل الجنائى برفع مكونات بقايا العبوة الناسفة ورفع تقرير مبدئي بها.
إبان الحادث سيطرت أجواء من التوتر والغضب بمحيط الكاتدرائية، وسط صراخ ودموع واتصالات لا تتوقف من جانب الموجودين للاطمئنان على رفاقهم، وتجمع العشرات أمام الحواجز الأمنية التي وضعتها قوات الأمن في محيط موقع الحادث، في الوقت الذي عبأت رائحة الدماء قاعة القداس التي استهدفها الانفجار، بينما تناثرت متعلقات القتلى بجانب آرائك الصلاة الخشبية المتحطمة، وبقايا السجاد المحترقة، فيما تصدع السقف الخشبي للقاعة.
أحد المشاركين في عمليات إنقاذ المصابين وحمل شهداء الكنيسة البطرسية، قال في تصريحات صحفية سابقة، إن شكل الجثث في هذا الحادث الأليم "مكنتش تسر عدو ولا حبيب"، مضيفا أن الرئيس عبدالفتاح السيسي وعد الأقباط بتجديد الكنيسة بعد الحادث مباشرة.
وطرد محتشدون أقباط، مقدم البرامج أحمد موسى، من أمام مبنى الكنيسة، وهتفوا في وجهه "بره.. بره"، واضطرت قوات الأمن آنذاك لإدخاله إلى أحد العقارات القريبة، وهو ما تكرر مع الإعلامية لميس الحديدي وريهام سعيد، فيما سمحوا للإعلامي عمرو أديب بالتصوير، وتحدث أحد قساوسة الكاتدرائية إلى المتظاهرين الغاضبين عبر مكبر صوت ملحق بموتوسيكل تابع للشرطة، مطالبا إياهم بالهدوء وضبط النفس، مؤكدا أن "الإرهاب يريد منا الوقوف هكذا وترديد مثل هذه الهتافات".