«الإرهاب ومطرقة القضاء».. رحلة محاولة اغتيال مدير أمن الإسكندرية على يد أفراد «حسم» حتى حكم الإعدام (الحلقة الخامسة عشرة)

معاينة مسرح الحادث
معاينة مسرح الحادث

يوما تلو الآخر يقتص القضاء المصري من الخونة والارهابيين الذين يخططون ليل نهار للنيل من هيبة الدولة وإظهارها في مظهر الضعيف، ويخططون لاغتيال رجال الشرطة والقوات المسلحة، انتقاما لما يصفوه بمجزرة رابعة العدوية، ودائما ما يشير الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى ثقته في القضاء المصري للقصاص من قتلة أبناء هذا الوطن الذي يضحي بالغالي والنفيس في سبيل الحفاظ على مقدراته وأمنه وسلامة أراضيه.

تستعرض «أهل مصر» عبر حلقات تنشر على موقعها الإلكتروني، عددا من قضايا الإرهاب الصادر فيها أحكاما بالإدانة بحق رؤوس الشر.

خلال حلقة اليوم، نناقش قضية «محاولة اغتيال مدير أمن الإسكندرية»، اللواء مصطفى النمر، والتي انتهت فيها التحقيقات والجلسات المتداولة أمام محكمة جنايات أمن الدولة العليا طواريء، إلى صدور حكم بالإعدام شنقا لثلاثة من المتهمين والسجن المؤبد لـ 8 آخرين.

واجه المتهمون ارتكاب جرائم الشروع في قتل مدير أمن الإسكندرية السابق، اللواء مصطفى النمر، وقتل اثنين من أفراد حراسته، وتخريب أملاك عامة وإتلاف مركبات ووحدات سكنية وتصنيع وحيازة أسلحة تقليدية، والتسلل من الحدود الجنوبية للبلاد بطريق غير مشروع وتلقي تدريبات عسكرية في السودان، وأدلى المتهمون ببيانات تفصيلية حول استعانة التنظيم الإرهابي الذي ينتمون إليه بتهريب عناصرهم من المطلوبين والملاحقين أمنيًا إلى الخارج لتلقي التدريبات العسكرية والأمنية تمهيدًا لتنفيذ مخططات عدائية داخل الأراضي المصرية.

نوهت اعترافات المتهمين أمام نيابة أمن الدولة العليا باستعانتهم بأسماء حركية فيما بينهم واستخدام تطبيقات مشفرة للتواصل الإلكتروني لتفادي عمليات الملاحقة الأمنية وكذلك استعمال أجهزة الاتصال عبر الأقمار الصناعية، مشيرين في الوقت نفسه إلى أنه من كان يتم تهريبه خارج البلاد يتم ضمه إلى مجموعات تعرف بمجموعات «التسكين»، تمهيدا للقيام بتدريبات مشتركة للتأهيل والإعداد لأعمال إجرامية وعدائية وكذلك طرق تجهيز العبوات المفرقعة واستخدام أجهزة التفجير عن بعد.

وجهت جهات التحقيق إلى المتهمين ارتكاب جرائم رصد مواقع عسكرية في الإسكندرية، وأقسام شرطة المنتزة أول والرمل وسيدي جابر وباب شرق وكذا رصد مباني مديرية الأمن الوطني وشرطة النجدة ومعسكر الأمن المركزي بالمحافظة ذاتها تمهيدًا لاستهدافها بعمليات إرهابية، وفي إطار ذلك تم إعداد الخلية الإرهابية عسكريًا على النحو الذي أظهرته تحريات الأمن الوطني، إذ قام المتهم الحادي عشر بتلقين باقي رفاقه دورات تدريبية حول كيفية استخدام الأسلحة النارية وتصنيع العبوات المفرقعة.

فيما التحق المتهم التاسع بأحد المعسكرات التدريبية بدولة السودان، بعدما نجح في التسلل عبر الحدود الجنوبية للبلاد بطريقة غير شرعية، واستطاع ان يلتحق بدورة في فك وتركيب الأسلحة النارية ودورة أخرى تقنية في مجال أمن المعلومات ثم عاد على إثرها إلى البلاد، كما نسبت التحقيقات إلى عناصر الخلية عقد عدة لقاءات تنظيمية اتفقوا خلالها علي توزيع الأدوار لتنفيذ مخططهم الإرهابي.

أشارت تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا، إلى انتقاء عناصر الخلية مجموعات جديدة من بين العناصر المدربة عسكريا ممن تتوافر فيهم المقومات البدنية والنفسية من أعضائها وضمهم لمجموعات جناحها المسلح «حركة حسم»، وتلقيهم تدريبات إضافية داخل البلاد وخارجها تمهيدًا لاستهداف المؤسسات العامة والعاملين بها بعمليات عدائية وصولاً لإسقاط نظام الحكم القائم بالبلاد.

أشار المتهم السابع إلى أن كادر في الجماعة اسمه الحركي «شهدي»، أخبره بامتداد نشاط مجموعاتهم المسلحة بالحركة إلي محافظات الإسكندرية والبحيرة وكفر الشيخ والمنوفية ودمياط، وكلفه بمسئولية نقل الأفراد والأسلحة فيما بينها، كما كلفه بشراء سيارة لاستخدامها في عملياتهم العدائية وسلمه بطاقة تحقيق شخصية مزورة لتسجيل تلك السيارة وأمده لذلك بمبلغ 60 ألف جنيه مصري، واعترف بأنه نقل أسلحة نارية عبارة عن 13 بندقية آلية إلي مزرعة بمنطقة الهوكس، كما نقل أخري من منطقة السادس من أكتوبر إلي منطقة أبو المطامير.

نوهت اعترافات المتهمين في القضية بأنه ونتيجة لملاحقة المتهم السابع أمنيًا، كلفه أعضاء المكتب الإداري لجماعة الإخوان بكفر الشيخ بالهرب إلى السودان، وأمدوه بـ 10 آلاف جنيه، إذ تسلل رفقة آخرين عبر الحدود الجنوبية للبلاد بواسطة مهربين، وتم تسكينهم بأحد المقرات التابعة لهم بمنطقة الطائف في مدينة الخرطوم، ومكث بها قرابة 9 أشهر، حتى تم ضبطه وترحيله إلي البلاد.

واعترف المتهم التاسع معتز مصطفي حسن كامل، بمشاركته في استهداف موكب مدير أمن الإسكندرية بعبوة مفرقعة ما أسفر عن قتلي ومصابين، وحيازته أسلحة نارية وذخائر ومفرقعات، لافتا إلى أنه في أعقاب 30 يونيو 2013 شارك في تجمهرات جماعة الإخوان، مناهضة لنظام الحكم القائم بالبلاد بمنطقتي العصافرة وسيدي جابر بالإسكندرية، كما شارك بتجمهر جماعة الإخوان بميدان رابعة العدوية.

وأقر المتهم أنه تواصل مع المتهم الثاني عشر الذي عرفه بالحركي سعد أبو سنة، عبر برنامج 'التليجرام' المشفر، وعرف منه بتواجده بدولة السودان وأخبره بدوره علي المتهمين الذين يحملان أسماء حركية «جاك، جيمس» وهما من قاما بضمه لحركة 'حسم'.

أحال النائب العام السابق المستشار نبيل صادق،11 متهمًا (بينهم 2 محبوسين) إلى محكمة جنايات أمن الدولة العليا طوارئ في القضية المعروفة إعلاميا بمحاولة اغتيال مدير أمن الإسكندرية السابق لاتهامهم بتولي قيادة والانضمام لحركة 'حسم' المسلحة التابعة لجماعة الإخوان، وإمداد عناصرها بالأموال والمهمات والأسلحة وغيرها من وسائل الدعم اللوجستي.

WhatsApp
Telegram
عاجل
عاجل
مهرجان اعتزال خالد حسين| الزمالك يسقط أمام النصر الليبي بهدفين لهدف